أدى رفيق حليش أول أمس أحد أجمل لقاءاته أمام نادي “بنفيكا“ البرتغالي، في لقاء اتسم في غالب فتراته بتكافؤ كبير في اللعب، إلا أن ما يجب الإشارة إليه هو الوجه الطيب الذي ظهر به لاعبنا الدولي رفيق حليش الذي استطاع أن يعيد التوازن إلى الخط الخلفي لفريقه بالرغم من النتيجة التي انتهى عليها كانت لصالح المنافس الذي كان مدججا بنجومه في ملعب “ناسيونال ماديرا“، ما يوحي أن حليش تخلّص من أعراض الإصابة التي عانى منها مؤخرا، والتي جعلته يظهر بوجه شاحب أمام المنتخب الصربي في المباراة الودية التي لعبها “الخضر” في 5 جويلية والتي خلّفت وراءها موجة غضب واسعة من طرف محبي المنتخب الوطني. عودة لاعب مثل حليش إلى مستواه تعني الكثير وما تجب الإشارة إليه، هو أن عودة حليش إلى كامل إمكاناته البدنية والفنية وتخلصه النهائي من الإصابة التي يعاني منها تحمل أكثر من دلالات لمتتبعي وعشاق “الخضر”، خصوصا وأن العديد من الأدلة برهنت على أنه عندما يلعب حليش دون إمكاناته الحقيقية أو يغادر أرضية الميدان فإن العواقب تكون وخيمة على منتخبنا الوطني الذي يدفع الثمن غاليا بعدها كما حصل أمام مصر في القاهرة وأمام ذات المنافس في مباراة نصف النهائي في دورة أنغولا الأخيرة، ما يوحي أكثر من أي وقت مضى بأن عودة رفيق حليش إلى مستواه الحقيقي ستكون مفيدة للمنتخب الوطني ومن كل الجوانب. يعتبر الإصابة مجرد ذكرى سيّئة وفي حديثنا معه، يرى لاعب “ناسيونال ماديرا“ أن الإصابة التي كان يعاني منها ما هي إلا ذكرى سيئة زالت نهائيا وكل شيء سيعود إلى سالف عهده في المواعيد القادمة، ومن خلال جريدة “الهداف”، طمأن الجميع على أن كل شيء يسير في أحسن الظروف ولعبه لتسعين دقيقة أمام أرمادة “بنفيكا“ دليل قاطع على أن لاعبنا في أوج إمكاناته وعائق الإصابة التي كان يتخوف منها زال نهائيا وهو يعوّل على ما بقي من مشوار من أجل كسب المنافسة والتحضير الجيد للمونديال القادم على غرار زملائه الذين يعدون الجزائريين بمفاجآت سارة في بلاد نيلسون مانديلا. مردوده أمام زملاء “كاردوزو“ أثار الإعجاب وما يمكننا قوله، هو إن كل الذين شاهدوا مباراة “ماديرا“ أمام “بنفيكا“ يتأكدون من أن رفيق حليش كان سدا منيعا أمام محاولات كل من “كاردوزو“ (مسجل هدف بانفيكا) والأنيق “بابلو آيمار“، وأدى لقاء أسال به لعاب مسيّري “بنفيكا“ الذين لن يدعوا تألق إبن الجزائر يمر مرور الكرام عليهم، بل سيعملون كل ما في وسعهم من أجل استرجاعه في نهاية الموسم بما أنه معار من طرفهم، خصوصا وأن كأس العالم فرصة ذهبية من أجل أن يخطف حليش الأضواء والعديد من الأندية العملاقة ستسعى إلى الظفر بخدماته دون شك. --------------------- حليش: “ثنائية غزّال في مرمى جوفنتوس ردّ على كل الذين انتقدوه“ “مسيّرو بنفيكا لم يعرضوا عليّ العودة وأنا شخصيا لا أفكّر في هذا الموضوع إطلاقا” “إصابة بوڤرة مقلقة، لكنه سيتغلّب عليها بإرادته” “التركيز على المونديال بدأ منذ تأهلنا مباشرة” “لا تشغلوا بالكم لأن زياني، مطمور وعنتر يحيى يعرفون ما ينتظرهم” ------ “أطلب من الجزائريين ألا يقلقوا لأن إصابتي أصبحت مجرد ذكرى سيّئة“ في هذا الحوار المطوّل، يتحدث المدافع الدولي رفيق حليش عن العديد من الجوانب الخاصة به في الآونة الأخيرة، على غرار الإصابة التي تعرض لها مؤخرا ونسبة شفائه منها ومردوده أمام “بنفيكا“ (فريقه الأصلي) الذي قال عنه إنه كان مقبولا إلى حد بعيد، كما أبدى ابن باش جراح سعادة كبيرة بعد المردود الطيب الذي أبان عنه المهاجم عبد القادر غزال أمام العملاق الإيطالي جوفنتوس، والذي يعتبره متنفسا حقيقيا لزميله في المنتخب بعد سلسلة الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها مؤخرا، بالإضافة إلى رأيه فيما يقوم به زملاؤه الآخرون في “الخضر” مع أنديتهم، كل ذلك في هذا الحوار الشيق... في البداية رفيق، الجمهور الجزائري يريد معرفة مستجداتك. الحمد لله في كل وقت، أنتم تكلّمونني الآن وقد استيقظت لتوّي من النوم (يضحك)، وربما تقول إني “ما نضتش بكري” لكن ليكن في علمك أن هناك فرق ساعة بيننا وبين الجزائر ولهذا أعتقد أنكم استغربتم الأمر نوعا ما (كانت الساعة 11 بتوقيت غرينيتش). لم نستغرب الأمر، لأننا نعلم أنكم واجهتم فريقا أقل ما يقال عنه إنه قوي وهو “بنفيكا“ حيث بذلتم مجهودات كبيرة، أليس كذلك؟ هذا أكيد، والصراع في الميدان كان قويا حيث أخرجت كل ما في جعبتي من أجل أن أساهم في العودة بنتيجة إيجابية تضمن لنا البقاء مع كوكبة المقدمة، لكننا اصطدمنا بلاعبين كانوا على أتم الاستعداد بدنيا ومعنويا، بالرغم من أنني أقول بأننا أدينا لقاء مقبولا وكنا قريبين جدا من تحقيق نتيجة إيجابية، لكن خبرة لاعبي “بنفيكا“ صنعت الفارق لصالحهم في آخر المطاف. وكيف تقيّم لنا أداءك؟ في حقيقة الأمر، ما أسعدني كثيرا هو أنني لعبت التسعين دقيقة كاملة دون الشعور بأي ألم، وكنت في كل مرة أساهم في العديد من الهجمات كما أني كنت أصعد كثيرا في الكرات الثابتة، ما يعني أن ما كنت متخوفا منه لم يحصل، وأنا أقصد هنا الإصابة، أما عن التقييم فأنا لست من اللاعبين الذين يقدمون تقييما لأنفسهم، بل أفضّل ترك هذا الأمر للطاقم الفني والملاحظين من أجل فعل ذلك، لأني أركز على التدريبات والمباريات أما الأمور الأخرى فلا دخل لي فيها. نبرة كلامك توحي بأن الإصابة قد زالت نهائيا. قلت لكم سابقا بأنه الأمر الذي أفرحني كثيرا، صحيح أن الهزيمة تؤثر في أي لاعب مهما كان حجمه، ومهمة لاعب كرة القدم هي تحقيق الإنتصارات، وكل أمر عكس ذلك لن يرضى به من يمتهن كرة القدم، لكني أتحدث عن الجانب الشخصي حيث شعرت أن الإصابة التي كنت أعاني منها هي من الماضي الآن وأضحت ذكرى سيئة فقط والطريقة التي واجهت بها مهاجمي “بنفيكا“ توحي بذلك فعلا، وأنا من خلال جريدة “الهدّاف” أطمئن أنصار “الخضر” الأوفياء والجزائريين بشكل عام بأني على أحسن ما يرام والحمد لله. وماذا قال لك المدرب بعد لقائكم أمام “بنفيكا“؟ حيّانا بشكل جماعي ولم يتحدث معي على انفراد، خاصة وأن النادي الذي واجهناه اسمه “بنفيكا“ بلاعبيه المحنّكين ومدربه الذي يدرس المنافس بشكل جيد، وبغض النظر عن النتيجة التي انتهى عليها اللقاء، أستطيع القول إن المردود الجماعي كان مقبولا حيث استطعنا أن نبرهن على أننا فعلا فريق متجانس وبإمكاننا مزاحمة عمالقة الكرة في البرتغال وضمان إحدى المراتب المشرفة في نهاية الموسم. بكل صراحة رفيق، الجمهور الجزائري يعلم أن “بنفيكا“ كانت السباقة إلى طلب خدماتك، هل كان هناك حديث بينك وبين مسيري هذا النادي عن احتمال عودتك إلى فريقهم الموسم المقبل؟ وأنا من جهتي سأكون صريحا معكم، بمجرد انتهاء التسعين دقيقة التي خضناها أمام “بنفيكا“ كنت أفكر في شيء واحد وهو ما ينتظرنا من تحديات، خاصة وأن الحدث بالنسبة لي -إن صح التعبير- هو شفائي التام من الإصابة التي كنت أعاني منها، ما يعني أني سأكون في أوج إمكاناتي في المواعيد القادمة، ولهذا الغرض، أستطيع القول بأني جد سعيد بهذا الأمر الذي سيكون بمثابة عامل محفز بالنسبة لي في المواعيد القادمة التي تنتظرنا، أما الأمور الأخرى فلا أستطيع الخوض فيها، لأني مطالب بأن أكون في مستوى ثقة مسيري “ماديرا“ الذين ينتظرون مني الكثير في المباريات القادمة. وهل تفكر في العودة إلى هذا النادي باعتبارك مازلت مرتبطا بعقد معه؟ مسيرو “بنفيكا“ لم يتطرقوا معي إطلاقا إلى هذه النقطة، وأنتم تعلمون أنه في الفرق المحترفة يتم الحديث عن مثل هذه الأمور في نهاية الموسم، وهذا عملا بمبدأ احترام الغير، لأنه من غير المعقول أن يحاولوا الكلام معي في مثل هذه المواضيع وهم يعلمون أني مع ناد أعاروني إليه، كما يجب الإشارة إلى أمر هو الأهم بالنسبة لي، وهو أني لا أفكر إطلاقا في مرحلة التنقلات بل أنا مركز على ما ينتظرنا من مواجهات لا شيء غير ذلك. لنعد للحديث عن زملائك في الفريق الوطني، ومن بينهم غزال الذي انتفض وسجل ثنائية في مرمى العملاق جوفنتوس، ما قولك؟ صدقني أني جد سعيد بعد أن علمت بأن زميلي عبد القادر غزّال سجل هدفين في مرمى “اليوفي”، فهذا أمر يبين بوضوح أن اللاعب الموهوب يعرف كيف يستغل الفرصة من أجل الرد على كل من ينتقده، وأنا بدوري أنضم إلى كل الذين باركوا لغزّال هذه الصحوة وأتمنى أن تدوم إلى المنتخب الوطني ويساهم في نتائجه الإيجابية لأنه شخص يستحق كل خير، حيث يجب أن تخالطه لتعرف أنه شخص طيب، وأريد أن أضيف شيئا مهما قبل أن أنسى... تفضّل. كانت هناك موجة سخط شديدة على غزّال بعد كأس الأمم الإفريقية التي جرت في أنغولا، والكل أراد أن يحوله إلى كبش فداء بعد خروجنا أمام مصر وعدم فعالية الهجوم، لأني أريد أن أقول إن النتائج مهما كانت سلبية أو إيجابية فإن كل لاعبي المنتخب مسؤولون عنها، ولا يمكن أن “نمسحو الموس” في طرف على حساب الآخر، كما أن ثنائية غزّال ستقطع ألسنة الذين انتقدوه وتسكتهم نهائيا بعد الانتقادات التي تعرض لها من طرف البعض وهذا الأمر أرى شخصيا أنه ما كان ليحصل بل كان يجب تشجيع غزّال عوض انتقاده بتلك الطريقة غير اللائقة. وهل من تعليق على إصابة بوڤرة التي حرمته من المشاركة مع ناديه “ڤلاسڤو“ في البطولة؟ الإصابة وعلى حد علمي مقلقة نوعا ما، لكن ما يجب الإشارة إليه هو أن إرادة هذا اللاعب تتعدى التصورات ومن الضروري أن نثق فيه ونطمئن جميعا لأنه قادر على العودة بقوة في المواعيد القادمة وهو الأمر الذي سيتحقق دون أي شك، لأنه لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يترك اللاعب نفسه بعيدا عن المنافسة خاصة وأنه من بين اللاعبين الذين يدافعون عن ألوان المنتخب الوطني دون أي هوادة ولن يترك هذه الإصابة تؤثر فيه مهما كانت الدواعي والأسباب. وماذا عن زملائك الآخرين مطمور، عنتر يحيى وزياني الذين يتواجدون في صراع مع الزمن من أجل العودة والظفر بأمكنة أساسية مع أنديتهم؟ يجب أن نتفق على أمر مهم في البداية، وهو أن لاعبين مثل الثلاثي الذي ذكرته لا يمكن أن يتأثر بمثل تلك الظروف الطارئة، صحيح أن المنافسة مهمة، لكن أي لاعب قد يمر بفترة فراغ لا يمكن التنبؤ بها، وما أستطيع قوله هو إن الحل فيما يمر به بعض اللاعبين على غرار زياني مطمور وعنتر يحيى بين أيديهم وهم يعلمون ما ينتظرهم حيث يجب ألا نقلق عليهم لأنهم محترفون ويحبون الجزائر وسيقومون بكل ما في وسعهم من أجل أن يكونوا في الموعد دائما. إذن، أنت تطمئن أنصار “الخضر”، أليس كذلك؟ هذا أكيد، لأني أعرف العناصر التي ألعب معها وأعرف بأنها لن ترضى بالمرور جانبا مهما كانت الدواعي والأسباب، ولهذا الغرض فإن كل شيء على أحسن ما يرام ومن الضروري أن لا يحمل الجزائريون أي هم على حالة اللاعبين، لأنها “شدة وتزول” وكل شيء سيعود إلى طبيعته بحول الله. وهل بدأتم تفكرون في منافسيكم “الموندياليين”؟ — “معلوم”، ولكي أكون واضحا معكم فقد دخلنا في أجواء المونديال مباشرة بعد تأهلنا والكل مركز على ما ينتظرنا في المواعيد القادمة، وعلى هذا الأساس فإن كل لاعب من لاعبي المنتخب الوطني يعي جيدا ما ينتظره في المستقبل ونحن نعمل في أنديتنا على أن نكون في الموعد لنفرح الشعب الجزائري. هل أنت في اتصال مع الأهل والأحباب في الجزائر؟ أكيد، فلا يكاد يمر يوم دون أن أطمئن على الوالد والوالدة حفظهما الله، كما أني يوميا أتصل بالأصدقاء خاصة صديقاي الوفيان خالد ومصطفى اللذان تعرفهما جيدا (يضحك) بعد زيارتنا إلى دشرة إغيل إمولا، وعبر جريدتكم أبلّغ لهما سلامي الحار بالمناسبة، كما أني أبلغ سلامي إلى كل الجزائريين. وماذا تريد أن تضيف رفيق؟ أشكركم على اتصالكم كثيرا وأنا دائما تحت تصرف جريدتكم المحترمة، كما لا أنسى أن أبلغ تحياتي إلى زملائي في المنتخب الوطني وأجدد تطميناتي لأنصار المنتخب الوطني على أن كل شيء يسير على أحسن ما يرام فيما يخص إصابتي ولا داعي للقلق، لأني عدت إلى المنافسة وكلي أمل في أن يكون المستقبل مشرقا لي وللفريق الوطني ولكل الجزائريين الذين وثقوا فينا منذ مدة طويلة، وعلى هذا الأساس، أقول إن أنصارنا سيشاهدون حليش الحقيقي وسأعمل كل ما في وسعي لأكون عند حسن ظنهم.