خص عنتر يحيى القائد السابق للمنتخب الوطني موقع "فوت أفريكا 356" المهتم بمتابعة أخبار الكرة الإفريقية بحوار مطول كشف خلاله عن رأيه في مجموعة "الخضر" الحالية.. التي عرفت تغييرا كبيرا بمجيء عدة لاعبين شباب في الأشهر الأخيرة، كما عاد ليشرح أسباب اعتزاله اللعب الدولي شهر ماي من العام الفارط، حيث بدا متمسكا بقراره وغير مستعد للعودة إلى صفوف "الخضر" مستقبلا، وتحدث صاحب هدف أم درمان الشهير عن اختلاف طريقة لعب المنتخب الوطني من الناحية التكتيكية والتنظيمية مع وحيد حليلوزيتش مقارنة بالأسلوب المتبع في عهد رابح سعدان. "لاعبو المنتخب موهوبون لكنهم يحتاجون لبعض القوة والاندفاع" وعبر عنتر يحيى عن تفهمه لإقصاء أشبال حليلوزيتش من الدور الأول لكأس إفريقيا الفارطة بالنظر إلى معدل أعمارهم الصغير وصعوبة تأقلمهم مع اللعب الإفريقي، وقال: "المنتخب يعرف صعود جيل جديد من اللاعبين الشباب الذين أدركوا صعوبات الكرة الإفريقية من خلال مشاركتهم في الكان الفارطة، ليس أنا من أقدم لهم دروسا في هذا الخصوص، عليهم أن يجعلوا لعبهم أكثر قوة"، ووصف مدافع الترجي التونسي لاعبي "الخضر" بالموهوبين وتوقع أن يتحسنوا في المستقبل بعد اكتسابهم الخبرة، وأضاف: "الكرة في إفريقيا تعتمد على اللعب القوي والمندفع، إنهم لاعبون موهوبون لكن تنقصهم القوة، سيتعرفون على إفريقيا أكثر مستقبلا ويكتسبون الخبرة اللازمة". "الجانب الإنساني مهم جدا في المنتخبات الإفريقية" وبدا مدافع بوخوم السابق مقتنعا بوجود عوامل أخرى مساهمة في نجاح المنتخبات الإفريقية إلى جانب الموهبة، وقال في هذا السياق: "الموهبة وحدها لا تكفي هناك معايير أخرى تدخل في الحسبان، لقد شاهدنا ذلك في منتخبات أخرى مثل كوت ديفوار التي تمتلك لاعبين موهوبين وأصحاب خبرة لكنهم فشلوا في التتويج باللقب"، وأوضح عنتر يحيى وجهة نظره أكثر، فأضاف: "أعتقد أن اتحاد المجموعة والجانب الإنساني يعد أمرا مهما كثيرا في الكرة الإفريقية مقارنة ب أوروبا، يجب أن يكون هناك قاسم مشترك بين اللاعبين حول الهدف من وراء حملهم الألوان الوطنية، عندما تتوفر هذه العوامل يمكنك أن تحرك حتى الجبال". "لم أندم على اعتزالي واخترت الوقت المناسب لذلك" ولم يبد صاحب 31 سنة أي حسرة أو ندم على قرار اعتزاله اللعب مع "الخضر" الذي اتخذه العام الفارط، وقال: "لم أندم على اعتزالي اللعب الدولي، كان علي أن أختار الوقت المناسب لذلك قبل أن يفرض علي ذلك، فأنا أحب أن أتخذ قراراتي بنفسي لأنني أعيش وفقا لمبادئي، والأهم بالنسبة لي أن يبقى رأسي مرفوعا دائما"، وحاول مدافع الترجي أن ينفي أي صلة ل حليلوزيتش بقرار اعتزاله، وتابع قائلا: "لم يدفعني أحد للاعتزال، لقد كنت أرغب في قضاء بعض الوقت تحت إشراف وحيد حليلوزيتش حتى أفكر بشكل جيد وأتخذ قراري النهائي، أمضيت 8 أشهر رفقته وأؤكد أن اعتزالي ليس له علاقة بمجيئه". "لم أستحسن طريقة اعتزال بعض لاعبي المنتخب الجزائري" ويبدو أن طريقة اعتزال رفيق صايفي ويزيد منصوري وخروجهما من الباب الضيق أثرت كثيرا في عنتر يحيى الذي فضل اتخاذ قراره بالمغادرة مبكرا خوفا من تلقيه لنفس المصير الذي لا يتلاءم مع الخدمات الجليلة التي قدمها للمنتخب الوطني طيلة عدة سنوات، وقال: "بما أنني كنت قائدا وأحد أقدم لاعبي المنتخب تعودت على التواصل كثيرا سواء كمستمع أو مخاطب، لا أرغب في أن يفهم كلامي بطريقة خاطئة في هذا الوقت الذي يحتاج فيه هذا المنتخب الشاب إلى الهدوء، لكن كانت هناك بعض الأشياء التي أنهكتني، لهذا فضلت خيار المغادرة، كما أنني لم أستحسن طريقة رحيل بعض اللاعبين عن المنتخب". "أردت المحافظة على وزني داخل المجموعة لكن..." ورغم أن مدافع النصر السعودي السابق سبق وأن نفى علاقة مجيء حليلوزيتش بقرار اعتزاله، إلا أنه لمح إلى شعوره بتقلص دوره داخل المجموعة في عهد المدرب البوسني مقارنة بالفترة التي سبقته، وهو ما جعله يشعر بعدم الارتياح حتى وإن شارك أساسيا تحت إشرافه، وقال في هذا الشأن: "كنت سأقبل حديث البعض عن عدم تنافسيتي لأن التنافس من متطلبات المهنة، فلم يسبق لي أن وضعت يوما شروطا للعب مع بلدي، لقد فكرت في الرحيل لأنني لم أعد أشعر بالراحة فقط، فعندما تكون من كوادر المنتخب يكون لك وزن داخل المجموعة ترغب في المحافظة عليه، لكن حليلوزيتش قدم بأفكاره الخاصة". "لن أعود للمنتخب حتى لو تأهلنا لكأس العالم" وأكد قائد المنتخب الوطني السابق عدم استعداده للعودة إلى صفوف "الخضر" مجددا، وقال في هذا الخصوص: "لم أهدف من وراء مغادرتي للمنتخب أن يطلب مني العودة إليه، لن أرجع مرة أخرى لقد طويت الصفحة"، وعبر عنتر يحيى عن تمسكه بقراره حتى في حال تأهل المنتخب الوطني لكأس العالم القادمة، وأضاف: "بالعكس عدم لعبي للتصفيات يجعلني غير قادر على المشاركة في المونديال"، كما رفض الاقتداء بزملائه السابقين في المنتخب الوطني الذين قدموا ل "الخضر" بعد تأهلهم لكأس العالم الفارطة وانتقدهم ضمنيا، وقال: "إنها مشكلتهم هم، لكل شخص منا ضميره، أنا لن أفعل ذلك". "كنا ندافع جميعا في عهد سعدان بفضل روحنا العالية" وحاول عنتر يحيى الدفاع عن مدربه السابق رابح سعدان عندما طلب منه التعليق عن التحليلات التي تصف منتخب سعدان بالدفاعي ومنتخب حليلوزيتش بالهجومي، وقال: "في عهد سعدان الجميع كان يصف منتخبنا بالدفاعي لأننا كنا نعتمد على خطة 5-4-1 أو 5-3-2، لكن باستثناء كأس العالم التي لعبنا خلالها بمهاجم وحيد، كنا نعتمد دائما على مهاجمين وصانع ألعاب خلفهما"، وأرجع مدافع "الخضر" السابق مساهمة جميع اللاعبين وقتها في العمل الدفاعي إلى التضامن السائد بين اللاعبين، وقال: "روحنا العالية هي من خلقت التضامن في الفريق، الجميع كان يدافع وكنا ندرك أننا إن لم نفعل ذلك لن يكون بإمكاننا الذهاب بعيدا". "سعدان اختار أسلوب اللعب الذي يناسب إمكانيات المنتخب" وبدا عنتر يحيى واثقا من عدم قدرة لاعبي المنتخب في عهد سعدان على اللعب بأسلوب آخر غير ذلك الذي كان يعتمده "الشيخ"، وقال موضحا: "المدرب يختار طريقة وأسلوب لعبه وفقا لما يملكه من لاعبين في تعداده، على حد علمي الجزائر اعتمدت طيلة تاريخها الكروي على الهجمات المعاكسة إذا ما استثنينا جيل الثمانينات الذي كان يسيطر على منافسيه"، وأثنى مدافع كايزر سلاوترن السابق على محافظة سعدان على أسلوبه رغم الانتقادات التي وجهت إليه، وأضاف: "مع سعدان كنا نملك مجموعة متينة، والتي كانت تعتبر نقطة قوتنا، وصدقني كان يمكن حدوث الأسوأ لو حاولنا القيام بأشياء لا نحسن فعلها".