في الجزء الثاني لحواره مع موقع «فوت أفريك» عاد القائد السابق للمنتخب الوطني ولاعب الترجي التونسي عنتر يحيى للحديث عن المنتخب وأيام المنتخب، عنتر تكلم عن المجموعة الحالية، كما تكلم عن موضوعه الأساسي وهو الاعتزال في وقت يُقال أنه غير مناسب، لاعب الترجي تكلم أيضا عن المدرب سعدان وأشاد به كثيرا. الجزائر أقصيت من الدّور الأول في «الكان» الأخيرة في جنوب إفريقيا ما رأيك في المستوى الذي قدّمه المنتخب الجزائري بقيادة الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش ؟ رأينا جيلا جديدا في «الكان» الماضي، لقد رأوا الصعوبات التي يمكن أن تواجههم في إفريقيا، أنا لست هنا لإعطائهم بعض الدروس إنهم يعرفون ذلك جيدا وهم مطالبون بالتكيف مع هذه الأمور. هل تظن أن المنتخب افتقد لطريقة لعب واضحة ؟ في إفريقيا يغلب الطابع البدني على اللعب وهم لاعبون موهوبون وكثيرو العطاء على أرض الملعب، إنها ليست حجة، لكن هذه هي إفريقيا وعليهم اكتساب الخبرة. مع وجود غلام، تايدر، براهيمي وفيغولي الجزائر فريق شاب ويملك الموهبة، هل تظن أن هذا كاف في إفريقيا ؟ الموهبة ليست كافية وحدها، هناك عوامل أخرى تلعب دورها في إفريقيا، لقد رأينا في منتخبات مثل الكوت ديفوار مثلا لديهم الموهبة ولديهم الخبرة أيضا لكنهم لم يفوزوا بالكأس الإفريقية، أظن أن وحدة المجموعة والجانب الإنساني أمور أهم من كل شيء وهو ما نراه كثيرا في أوروبا، في المنتخب هناك عامل مهم» ما هو هدفك عند القدوم للمنتخب ؟» ،» هل لديك هذا الشيء الذي جئت من أجله ؟ «، عندما تتوفر هذه الأشياء فبإمكان المجموعة تحريك الجبال. في الفاتح ماي من العام الماضي قرّرت التوقف نهائيّا عن تمثيل المنتخب، هل أنت نادم على هذا الاختيار ؟ لا، لا، لست نادما على اختياري، كان لابد من هذا الاختيار في لحظة ما والأفضل أن تختار بنفسك، أحب دائما أن أتخذ قراراتي، أعيش دائما مع مبادئي وإبقاء رأسي مرفوعا هو المهمّ بالنسبة لي. مع قدوم مدرّب جديد وتغيير الجو العام للمنتخب بصفة كبيرة، هل تحسّ أنك دُفعت للاعتزال ؟ لا بالعكس قضيت بعض الوقت مع حاليلوزيتش وأردت أخذ فكرة واتخاذ قراري بتروّ، قضيت قرابة الثمانية أشهر مع هذا المدرب وأعيد أن قرار اعتزالي ليس له أي علاقة بقدومه. تهميش كريم زياني واعتزال كوادر المنتخب مثل نذير بلحاج وكريم مطمور والذين تشاركت معهم لحظات تاريخية في المنتخب، هل لكل هذا تأثير على خيارك ؟ أنا أوّل من قرر الاعتزال وبعده جاء نذير بلحاج وكريم مطمور، بالنسبة لزياني لم يضم للمنتخب منذ فترة طويلة لذلك فاعتزالي ليس له أي علاقة برحيله. شاركت في لقاءي تونس وغامبيا وحملت شارة القائد أيضا ولديك مكانتك في المجموعة ماذا حدث حتى قرّرت الاعتزال ؟ بصفتي جزءا من الفريق وقائدا له فلديّ عديد الاتصالات وفي كل الجهات، ولم أتعرض لأي انتقادات، لا أريد أن يساء فهم كلامي لأن الفريق الحالي في طور التكوين، لقد غادر بعض زملائي بصفة صعبة أيضا في صورة يزيد منصوري ورفيق صايفي، هناك بعض الأشياء التي استهلكت (يقصد المستوى) ولا يمكن إعادتها لذلك فضلت المغادرة. في سن الثلاثين فقط وما زلت قادرا على العطاء، ماذا استُهلك فيك ؟ لقد عايشت الكثير من الأشياء منذ قدومي لأول مرة، صعوبات كثيرة وأمور أخرى، لقد تغيّر الكثير في المجموعة ولا أرى أنه يمكننا إعادتها. لديك 53 مشاركة دوليّة وستة أهداف مع المنتخب منذ 2004 هل ترى أن فكرة تراجع مستواك لديها تأثير على قرارك ؟ إذا رأينا أن تراجع مستواي سبب في قراري لقبلت بالأمر لأن المنافسة تدخل في مجال الكرة بصفة عامة، من دون فخر لم أضع يوما الشروط للالتحاق بمنتخب بلدي لقد اخترت الخروج وأنا أشعر براحة جراء ذلك، عندما تكون لك مكانة مرموقة في المنتخب فأنت تسعى دائما للحفاظ عليها هذا كل شيء. زيدان، تورام وماكيليلي عادوا في 2006 ليُؤهلوا فرنسا إلى المونديال، ما هو ردّك إذا طلب منك العودة للمنتخب الجزائري لإفادته بخبرتك الواسعة؟ لن أعود للمنتخب الوطني، القرار نهائي ولقد طويت الصفحة. وإذا تمّت دعوتك للمشاركة في المونديال بعد التأهّل ؟ كذلك، فليس من العدل أن تشارك في المونديال من دون المشاركة في التصفيات، لن أذهب لأكل الكعكة. رغم أن ذلك حدث من قبل في المونديال الماضي ؟ هذه مشكلتهم كل واحد وضميره، عن نفسي لن أفعل ذلك (يذكر أن سبعة من لاعبي مونديال 2010 لم يشاركوا في التصفيات وهم لحسن، بودبوز، قادير، بلعيد، مصباح، مجاني ومبولحي). ما يُعرف عن منتخب سعدان أنه كان قويا جدا دفاعيا، أما منتخب حاليلوزيتش فيتمتّع بقدرات هجوميّة كبيرة ما رأيك ؟ في وقت سعدان الكل أبرز منتخبنا على أنه منتخب دفاعي بخطتي 4-5-1 و3-5-2، فقط في مونديال 2010 لعبنا بمهاجم واحد وكل لقاءاتنا المتبقية لعبناها بمهاجمين وصانع لعب، وهو ما يعني أن القوة الدفاعية كانت في المجموعة، الكل يدافع لأننا إذا لم ندافع كنا سنخسر. لكنها استندت دائما للكرات الثابتة والتّسجيل نادرا … كل مدرب يعتمد في طريقة لعبه على اللاعبين المتواجدين عنده، بحسب علمي فالجزائر دائما ما تلعب على المرتدات عدا منتخب 1980 الذي كان يسيطر على الفرق الذي يلعب ضدها، مع سعدان كان لدينا مجموعة قوية وهو ما جعلنا أقوياء. هل يُمكن أن نقول أن سعدان استغل كل إمكانيّات لاعبيه ؟ لقد استخرج أفضل ما لدينا، لم يكن بإمكاننا تقديم الأفضل، بوقرة، حليش وأنا كنا جيّدين ومتكاملين مع نقطة قوة في الأطراف بوجود بلحاج ومطمور، في يومنا هذا الإنتر، نابولي، جوفنتوس وحتى برشلونة تلعب بثلاثة لاعبين في الخلف، في 2013 عديد الفرق تلعب بالنظام الذي لعبنا به في 2010 وهو النظام الذي كان يناسبنا.