يبدو أن الفوز المهم الذي حققته العناصر الشلفية في خرجتها الأخيرة أمام الضيف مولودية العلمة وتقدمها بشكل ملحوظ في جدول الترتيب بعد تسجيل ثلاثة إنتصارات متتالية بفضل الأداء الراقي لرفقاء مسعود... كان له وقعه الايجابي ليس على معنويات الأنصار فحسب بل حتى اللاعبين والطاقمين الفني والإداري الذين استعادوا جميعا الثقة بالنفس، وازدادت طموحاتهم في تدارك البداية المتواضعة والتقدم أكثر في جدول الترتيب ولم لا مزاحمة أصحاب المراتب الأولى خاصة في حال تمكن الفريق من الصمود في الجولة المقبلة أو العودة بكامل نقاط المباراة من العاصمة عند مواجهة شباب بلوزداد واستغلال فرصة إرهاق المنافس. وحتى المدرب سليماني أصبح يهمه كثيرا التقدم في الترتيب بعدما نجح في مهمته الأولى المتمثلة في اجتياز المرحلة الصعبة وتحقيق الوثبة النفسية، لكن الرئيس مدوار لا يريد المبالغة أكثر في طموحاته هذه المرة حيث جدّد تمسكه بأمنيته في استعادة هيبة الفريق. سليماني يعتبر لقاء بلوزداد مفتاح الأدوار الأولى كان المدرب سليماني الأكثر سعادة عقب نهاية لقاء فريقه الأخير، بدليل أنه قالها أمام رجال الإعلام: “راني فرحان والآن تأكدت أن ثمار العمل الذي باشرته منذ التحاقي بالفريق بدأت تظهر وتتجسد على أرض الواقع خاصة أنني تمكنت من الوصول إلى تحقيق الهدف الأول والمتمثل في إبعاد الفريق عن المراتب الأخيرة، ليبقى اليوم التطلع لمستقبل أفضل حيث أرى أن المباراة المقبلة والتي ستقودنا إلى العاصمة للتباري مع بلوزداد ستحدد أهدافنا، ففي حال الفوز بنقاطها سيعبّد لنا الطريق للذهاب بعيدا أو حتى مزاحمة فرق المقدمة، وهو ما يعطي صورة واضحة للاعبين عن الأهمية البالغة التي تكتسيها”. فارق أربع نقاط عن الوصيف يُعزز الطموح التقني الشلفي لا يريد المبالغة في الحديث عن الأهداف المستقبلية وإمكانية مزاحمة فرق المقدمة أو الحديث عن ضمان مشاركة خارجية ما دامت إدارة الفريق لم تحدد ذلك إلى حد الآن كما أن المشوار لا يزال طويلا، حيث اكتفى المدرب مباشرة عقب نهاية المباراة الأخيرة لفريقه بالقول إنه يهدف إلى إنهاء الموسم ضمن المراتب الست الأولى. ورغم صعوبة المهمة بالنظر إلى الخرجات النارية التي تنتظر فريقه مستقبلا، إلا أن فارق أربع نقاط عن صاحب المرتبة الثانية شبيبة بجاية هو المحفز. الفوز بلقاءات الشلف يعني تجاوز حصيلة الموسم الماضي بكثير وبالعودة إلى الموسم الماضي والحصيلة التي تمكن الفريق من الوصول إليها، نجد أن رفقاء مسعود جمعوا 44 نقطة فقط من أصل 32 مباراة لعبها الفريق وانهوا الموسم في المرتبة التاسعة بعد الانهيار التام للفريق في الشطر الثاني من البطولة وتضييعه لعدد كبير من النقاط ومواجهته لصعوبة في مسايرة الوتيرة العالية للبطولة، وهي الحصيلة التي بإمكان المدرب سليمان تجاوزها بكثير شريطة أن يفوز الفريق بنقاط الخرجات الأربع التي سيلعبها بميدانه عندما يستقبل وفاق سطيف، مولودية باتنة، اتحاد عنابة وأخيرا شبيبة القبائل ويجمع نقاط أخرى إن أمكن ذلك من خرجات بلوزداد، اتحاد العاصمة، البليدة وأخيرا البرج وهي المهمة التي تعد صعبة وعسيرة بالنظر إلى حجم وقيمة الأندية التي ستلاقيها الشلف. مدوار تهمّه هيبة الجمعية أكثر إذا كان المدرب سليماني يفكّر في إمكانية التقدم أكثر في جدول الترتيب واحتلال إحدى المراتب الأولى، فإن الرئيس مدوار يفكّر بموضوعية ولا يريد الوقوع في خطأ الموسم الماضي عندما سطر لقب البطولة هدفا لفريقه ليجد نفسه قبل نهاية الموسم بست جولات يصارع من أجل ضمان البقاء، والسبب يعود إلى عدم قدرة الفريق على اللعب على ثلاث جبهات بتعداد ناقص. مدوار يسعى هذه المرة إلى استعادة هيبة الفريق وتفادي تضييع نقاط أخرى بملعب بومزراڤ، وهو الهدف الذي جدّد تمسكه به رغم العودة القوية لأشباله في البطولة. الخرجات الثلاث المقبلة ستحدّد هدف التشكيلة وبين التفاؤل المفرط للمدرب سليماني الذي أصبح يفتخر أكثر بتشكيلته التي يعتبرها من بين أفضل التشكيلات في البطولة والقادرة على رفع التحدّي والصمود في وجه أي فريق وطموحات الرجل الأول في بيت الجمعية الذي أصبح يتفادى الوقوع في أخطاء الماضي والحسابات المسبقة، فإن المقربين أكثر إلى الفريق يجمعون على أن نتائج الخرجات الثلاث للفريق والتي ستقود الجمعية إلى العاصمة للتباري مع بلوزداد وبعدها استقبال الوفاق في مباراة قوية والعودة إلى العاصمة لمواجهة الاتحاد، ستكشف ما إذا كان الفريق قادرا على التقدم أكثر في جدول الترتيب أم أنه سيكتفي بالتموقع في وسط الترتيب والاكتفاء بضمان البقاء في المرحلة الثانية من البطولة مثلما كان عليه الحال الموسم الماضي --------- اللاعبون إستفادوا من ثلاثة أيام راحة منح الطاقم الفني ثلاثة أيام راحة للاعبين (الأربعاء، الخميس والجمعة) قصد استعادة أنفاسهم والاسترجاع بعد التعب الذي نال من التشكيلة عقب المجهودات التي بذلوها في الجولات الثلاث الأخيرة، سواء في لقاء كأس الجمهورية أمام وفاق سور الغزلان، أو في مباراتيّ شبيبة بجاية ومولودية العلمة، وقد اعتبر سليماني ثلاثة أيام راحة كافية لعناصره من أجل استرجاع لياقتهم. ... والعودة اليوم إلى التدريبات وستكون عودة التشكيلة إلى التحضيرات ابتداء من عشية اليوم على ملعب محمد بومزراڤ، حيث يرتقب الطاقم الفني تغيير برنامج عمله والتركيز أكثر على العامل النفسي نظرا لتحسن معنويات اللاعبين وعودة الروح القتالية والتنافسية على المناصب وسط التشكيلة، حيث يعتبر سليماني أن تحسن النتائج ساهمت في استعادة اللاعبين لثقتهم بالنفس، وهذا ما سيحاول المحافظة عليه في التمارين قصد استغلاله في المقابلات القادمة التي تنتظر فريقه. الفرصة مواتية لأجل عودة المصابين الراحة والبرنامج الذي سطره سليماني خلال الأسبوع الداخل، سيمكنان اللاعبين الذين كانوا يشتكون من إصابات من استعادة لياقتهم والعودة السريعة إلى المجموعة، وهذا الأمر قال عنه التقني الشلفي أنه يخدم حساباته التكتيكية كثيرا ويوفّر له الحلول، لا سيما على محور الدفاع حيث يرتقب أن يستعيد معمر يوسف لياقته ويتعافى حسني من الإصابة التي لحقته أمام العلمة. محمد رابح: “الحمد للّه أدينا واجبنا ولم نُخيّب أنصارنا” قال لاعب الوسط محمد رابح: “الحمد لله لقد قدمنا ما كان منتظرا منا أمام فريق رفض اللعب وبقي لاعبوه في لقاء العلمة متجمعين في الدفاع. صراحة من الصعب اجتياز دفاع مشكل في الغالبية من ثمانية لاعبين، كان بإمكاننا إنهاء المباراة بفوز عريض لو افتتحنا باب التسجيل في الشوط الأول. صراحة لم نكن محظوظين لأن الفرص التي ضيعناها كانت سانحة، ليبقى المهم الآن هو توفيقنا في المرحلة الثانية من المباراة وهذا بفضل التعليمات التي قدمها لنا المدرب بين الشوطين حيث تمكنا من الوصول إلى المرمى في مناسبتين وكنا قادرين على التسجيل أكثر لولا التسرع الذي ميز طريقة لعبنا وكذلك سوء الحظ، مقابل هذا يبقى المهم هو تحقيق الفوز وبقاء النقاط الثلاث هنا بالشلف. لقد ضيعنا الكثير في البداية، لكن الحمد لله تمكنا من التدارك في الجولات الثلاث الأخيرة والتغلب على العلمة في مثل هذه الظروف له طعم خاص جدا، لا سميا وأننا كنا مطالبين بضرورة المحافظة على وتيرة النتائج الايجابية وتأكيد ما حققناه من قبل. الحمد لله أدينا واجبنا ولم نخيّب أنصارنا“. غربي حجب الأضواء عن زيان بالعودة إلى اللقاءات الأخيرة للجمعية، والرسم التكتيكي الجديد الذي يطبّقه سليماني والمتمثل في (4 – 3 – 2 – 1) نجد أن أحسن عنصر بإمكانه شغل منصب لاعب محوري في الدفاع إلى جانب زاوي سمير، هو غربي صبري، وهذا ما دفعه إلى التضحية بصاحب الخبرة زيان شريف. ومن سوء حظ زيان أن غربي استغل الفرصة جيدا وعرف كيف يحجب الأضواء عنه. سليمي يشتكي التهميش ومعمر يوسف “راه صابر” يضاف إلى زيان شريف الذي يعد ضحية الخطة التكتيكية التي يطبّقها سليماني، يوجد زميله في الدفاع عمار سليمي، الذي لم تتح له سوى فرصة واحدة للعب وفق هذه الخطة، وكان ذلك في لقاء كأس الجمهورية أمام نصر حسين داي، ولو أن سليمي قدم ما عليه إلا أن الملاحظات التي خرج بها سليماني جعلته يضعه خارج حساباته ويفضّل عليه معمر يوسف، الذي قدم مباراتين كبيرتين سواء أمام مولودية وهران أو أمام شبيبة بجاية، قبل أن يصاب ويغيب عن لقاء العلمة. يذكر أن معمر يوسف عانى كثيرا من شبح الإصابات، ما جعل مدربه يتركه في العديد من المناسبات خارج حساباته. ------- زاوش : “من حق الأنصار الحلم حتى بمرتبة الوصيف“ فوز ثمين حققتموه أمام مولودية العلمة، ماذا تقول عنه؟ بكل تأكيد الفوز كان ثمينا، خاصة أنه جاء في وقته والفريق كان بحاجة ماسة إلى نقاط هذه المباراة من أجل التقدم في جدول الترتيب أكثر خاصة أننا تراجعنا كثيرا وهو ما جعل الشك يتسرب إلى نفسية الأنصار الأوفياء. لكن، وبعد هذا الفوز استعدنا الثقة في النفس وأكدنا أننا نملك مجموعة قادرة على رفع التحدي ونعد الأنصار بمستوى ونتائج أفضل في الجولات المقبلة. الكل وقف على الصعوبة التي وجدها رفاقك في الوصول إلى تسجيل الهدف الأول أمام فريق متكوّن في الغالبية من عناصر شابة؟ المنافس اعتمد على التجمع بعدد كبير في الدفاع مع اعتماد بعض لاعبيه على الخشونة الزائدة، إضافة إلى سوء الحظ والغيابات وإرهاق اللقاءات الأخيرة كلها عوامل جعلت الأمور صعبة، لكن الحمد لله بفضل إرادتنا القوية تمكنّا من الوصول إلى التسجيل في الشوط الثاني. ورغم تلقينا هدف التعادل، إلا أننا لم نستسلم وواصلنا البحث عن الهدف المحرر حتى آخر دقيقة من المباراة. وهل ترى أن هذا الفوز يمكنكم من إنهاء الموسم بقوة رغم أنكم مقبلون على خرجات نارية أمام فرق قوية؟ هذا ما نتمناه لأننا صراحة ضيعنا الكثير مع بداية الموسم وهو ما جعلنا نحتل مرتبة غير مريحة في وسط الترتيب وهي الحصيلة التي أراها قليلة بالنسبة إلى فريق بحجم الشلف، لهذا فإن الفوز على العلمة جاء في وقته، خاصة أن الأمور تحسنت كثيرا والمياه عادت إلى مجاريها فضلا عن أننا تقدمنا كثيرا في الترتيب وزحفنا نحو المرتبة السادسة، بل وقلّصنا الفارق بيننا وبين الوصيف شبيبة بجاية إلى أربع نقاط فقط، ما يعني أن حظوظنا في لعب الأدوار الأولى ما زالت قائمة. ألا ترى أن مواجهة بجاية بعشرة لاعبين والعودة إلى الشلف برا وخوض مباراة العلمة دون تحضيرات خاصة أثّر في المردود العام للفريق؟ هذا صحيح، لكن الحقيقة تقال فوزنا اليوم على العلمة كان بالنتيجة والأداء وليس أمام العلمة فحسب، بل حتى أمام بجاية كنا قادرين على تسجيل أكثر من هدف لأقول أمام العلمة تحدينا الصعاب التي ذكرتها وبحثنا عن الفوز. ماذا تقول عن الهدف الذي سجله محمد مسعود في اللحظات الأخيرة من المباراة؟ اعتقد أن مسعود أصبح اختصاصيا في الكرات الثابتة وتسجيله ذلك الهدف جاء ليؤكد أحقيته بلقب الهداف، لأنه في الوقت الذي يسعى العديد من الهدافين إلى رفع رصيدهم عن طريق تنفيذ ركلات الجزاء يبقى مسعود يسجل الأهداف الجميلة من مختلف الوضعيات، وهدف العلمة أحسن دليل. تواجهون شباب بلوزداد في الخرجة القادمة، كيف ترى هذه المباراة؟ صراحة لا نعلم إن كنا سنلاقي بلوزداد أم لا، أو نلعب مباراة الكأس أمام اتحاد تلمسان. المهم سنعود مساء السبت إلى أجواء العمل والتحضير لأن كلا الخرجتين في غاية الصعوبة والأهمية سواء بلوزداد أو اتحاد تلمسان. زاوش أصبح الأكثر مشاركة في المرحلة الثانية من البطولة وضيّع ربع ساعة فقط من مباراة بجاية الأخيرة، كيف تنظر إلى هذه الوضعية؟ في ظل المنافسة الشديدة على المناصب ووجودي الدائم مع الفريق الأول اعتبر هذا شرف لي، خاصة أنني أصبحت أبذل مجهودات جبارة في التدريبات وهو ما جعل المدرب يضع ثقته التامة فيّ. ما أتمناه هو أن يتواصل تواجدي مع الفريق لأنني ضيعت الكثير في المرحلة الأولى بعد تعرضي للإصابة. بعد سلسلة النتائج الايجابية التي حققتموها مؤخرا، أصبح الأنصار يحلمون بضمان مرتبة متقدمة في جدول الترتيب، هل ترى أنكم قادرون على تحقيق هذا؟ من حق أي مناصر أن يحلم ليس بمرتبة مشرفة وإنما بمرتبة الوصيف، لكن الأكيد أننا أصبحنا نؤمن أكثر بقدراتنا وإمكاناتنا خاصة بعد تمكننا من الإطاحة بثلاثة فرق قوية على التوالي مولودية وهران، شبيبة بجاية وأخيرا مولودية العلمة والفرصة مواتية لنا لمواصلة النتائج الايجابية.