أكد التقني الفرنسي والمتخصص في كرة القدم الإفريقية، كلود لوروا، في تصريح إلى جريدة “ليكيب” الفرنسية أنه غير راض عن مستوى دورة أنغولا الأخيرة التي لم يشاهد فيها الكثير، حيث أصرّ على أن المنتخب المصري الفائز باللقب القاري للمرة الثالثة على التوالي لم يُقدم الشيء الكثير، رغم أنهم جاؤوا إلى هذه الدورة من أجل التأكيد على أحقيتهم بالمرور إلى كأس العالم في جنوب إفريقيا.. بعد أن تلقوا صفعة مؤلمة من الجزائريين في أم درمان، وقال : “المصريون جاؤوا إلى هذه الدورة من أجل التأكيد للعالم على أنهم هم من كان يستحق المرور إلى كأس العالم 2010 والتواجد يوم 11 جوان في جنوب إفريقيا، فالظاهر أنهم خجلون من هزيمة أم درمان على يد الجزائريين ولم ينسوا تلك الصفعة القوية، بالتالي أرادوا مسحها بنيل اللقب وإظهار قوتهم وسيطرتهم على الكرة الإفريقية في المدة الأخيرة”. “غانا كانت أجدر بالفوز بالنهائي والمصريون لم يحكموا سيطرتهم على البطولة” وعمّا إذا كان المصريون نجحوا في المأمورية التي جاؤوا من أجلها والتأكيد على أحقيتهم بالمرور إلى كأس العالم، أكد لوروا الذي يعرف الكرة الإفريقية جيدا أن المصريين لم يظهروا الشيء الكثير خلال دورة أنغولا، رغم فوزهم بالكأس، بحيث أكد أنهم لم يكونوا بنفس القوة التي ظهروا بها في المرتين السابقتين، خاصة أن المباراة النهائية كانت سيّئة للغاية بالنسبة لهم، ولم يكونوا يستحقون الفوز بها، وقال : “الأمر الأكيد هو أن المنتخب المصري لم يظهر الشيء الكثير خلال هذه الدورة، عكس الدورتين الماضيتين، وبالتالي لا يُمكن القول أن الفراعنة أحكموا سيطرتهم على الكرة الإفريقية... ففي المباراة النهائية مثلا المنتخب الغاني كان الأحق بالفوز، لأن المصريين صنعوا فرصة واحدة خطيرة خلال ساعة ونصف من اللعب، بينما أحكم الغانيون سيطرتهم على اللقاء رغم فارق السن بين المنتخبين... صحيح أن المصريين كانوا منقوصين من بعض نجومهم على غرار أبوتريكة وعمرو زكي اللذين لهما دور كبير في التشكيلة، لكن هذا لا يبرّر ظهورهم بذلك الوجه”. “مرّوا أمام الكاميرون والجزائر بطريقة غريبة” وفي نفس السياق، تحدث المدرب الحالي لمنتخب سلطنة عمان عن مرور “الفراعنة” إلى الدور النهائي على حساب منتخبين موندياليين وهما المنتخب الكاميروني في ربع نهائي والمنتخب الجزائري في نصف النهائي، حيث أكد أن المصريين لم يلعبوا جيّدا في هاتين المباراتين، بل عرفوا كيف يستغلون أخطاء منافسيهم والأخطاء التحكيمية، وقال: “مرور الفراعنة إلى الدور النهائي كان عبر بوابة منتخبين موندياليين، لكن ما قدموه خلال هذين اللقاءين لم يكن بالشيء الكبير، فقد مروا على الجزائر في الدور نصف النهائي بعد أخطاء بالجملة من الحكم البينيني، أما أمام الكاميرون في ربع النهائي فقد إستغلوا أخطاء المنافس الذي قدّم لهم 3 أهداف هدية من 3 أخطاء فردية لأسود كاميرونية ليست متعوّدة على القيام بها، لكن بالنسبة إلى كامل اللقاء فإن الكاميرون هي التي أحكمت سيطرتها على اللعب“. “مستوى الدورة كان متواضعًا هذه المرة” بعدها تحدث المدرب السابق للسنغال، الكاميرون، غينيا والعديد من المنتخبات الإفريقية الأخرى عن مستوى الدورة ككل، حيث اعتبر مستوى الدورة متواضعا، خاصة بالمقارنة مع الدورات السابقة والتي كانت ناجحة بكل المقاييس وشاهدنا فيها مستوى مقبولا جدا، وقد اعتبر كلود لوروا أن ما شاهدناه خلال دورة أنغولا لا يعبّر عن مستوى الكرة الإفريقية ولا عن مستوى المنتخبات التي شاركت، حيث أكد أنه كان ينتظر أحسن لأن اللاعبين الذين كانوا موجودين هم لاعبون كبار وعالميون، وقال: “خلال دورة أنغولا لم نشاهد الكثير، ولم ترق الدورة إلى مستوى تطلعات الجماهير التي كانت تنتظر مردودا أفضل من هذا، خاصة مع وجود لاعبين من المستوى العالي، ويمكن اعتبار مستوى “الكان” هذه المرة متواضعا مقارنة بما شاهدناه في الدورات السابقة، لكن الأمر الأكيد هو أن هذا المستوى لا يُعبّر عن مستوى الكرة الإفريقية“. “أحسن لقاء في الدورة كان الجزائر- كوت ديفوار” وفي هذا الصدد دائما، أكد المدرب الفرنسي أنه لم يشاهد مباريات قوية كثيرة، عكس ما كان عليه الحال في السابق، حيث الأمر يصل إلى قمّة التنافس والعطاء بين المنتخبات الإفريقية الكبيرة، وأكد أن المباريات القوية في دورة أنغولا تعد على الأصابع، كما اعتبر لقاء الجزائر بكوت ديفوار أحسن لقاء خلال الدورة بصفة عامة، وقال : “لم نشاهد العديد من اللقاءات الجيدة والقوية خلال هذه الدورة، وهو أمر لم نتعوّد عليه في الكرة الإفريقية التي كانت دائما تتميز بالندية، وصراحة اللقاءات القوية تعد على الأصابع في أنغولا، وكان أفضل لقاء هو ذلك الذي فازت به الجزائر على حساب كوت ديفوار (3-2) في ربع النهائي، إضافة إلى لقاءي مصر - نيجيريا في الدور الأول، ومصر - الكاميرون في ربع النهائي، والغريب في الأمر خلال دورة أنغولا أيضا أن المنتخبات التي تخسر هي التي كانت تصنع اللعب وتسيطر”. “الأرضيات غير الصالحة كانت النقطة السوداء في أنغولا” وعن أسباب ضعف المستوى، أكد كلود لوروا أن الأسباب عديدة، لكن أهمها هو سوء الأرضيات في أنغولا، وهو أمر أثّر كثيرا في مستوى اللعب، وأكد أن المباريات التي لعبت في كابيندا ولواندا كانت أقل مستوى من اللقاءات التي لعبت في بانڤيلا ولوبانڤو، وقال: “سوء الأرضيات في أنغولا أثّر كثيرا في مستوى الدورة، حيث أعاق اللاعبين كثيرا، وأعتقد أن أفضل المواجهات هي تلك التي لعبت في بانڤيلا ولوبانڤو بينما عانت المنتخبات التي لعبت في كابيندا ولواندا”.