كشف مصدر موثوق من "الفاف" أن هذه الأخيرة واجهت مشكلا كبيرا مع الإتحاد البينيني لكرة القدم استمرارا لحالة الحرب النفسية التي يقوم بها منافس "الخضر" يوم 9 جوان... وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنهم رفضوا السماح لوفد المنتخب الوطني الدخول إلى البينين بتأشيرة جماعية توضع في مطار كوتونو، مؤكدين أنه ليس بوسعهم مساعدة الإتحادية الجزائرية بأية طريقة، كما طلبوا تدبّر هذه الإشكالية من جهة أخرى في غياب سفارة للبينين في الجزائر، وهو ما يؤكد أن هذا المنتخب تنكر لكل ما فعلته الجزائر معه في الذهاب بعد أن سهلت حصولهم على تأشيرة جماعية في المطار، كما سددت نصف نفقات الإقامة في فندق "شيراطون". "الفاف" أرسلت لهم قائمة المعنيين بتأشيرة جماعية، لكن الرد كان سلبيا قامت "الفاف" قبل عدة أيام بإرسال برقية رسمية إلى الإتحاد البينيني لكرة القدم، مطالبة بتسهيل إجراءات دخول الوفد الجزائري إلى كوتونو يوم 7 جوان المقبل، من خلال تسهيل إجراءات وضع تأشيرة جماعية مثلما تم العمل به في الذهاب، وقد تضمنت هذه الرسالة قائمة بأسماء الوفد المعني بوضع "الفيزا". وبعد أيام من المراسلة كانت مفاجأة "الفاف" كبيرة جدا بالرد الذي أقل ما يقال عنه أنه كان "وقحا"، عندما أكد الإتحاد المحلي أنه لا يمكنه أن يقوم بأي إجراء أو يساعد الجزائر مطالبا بتدبر الأمر. طلبوا منهم وضع "الفيزا" في أي مكان وعدم المجيئ إلى البينين دونها! الإتحاد البينيني الذي كان قادرا على أن يراسل وزارة الخارجية في بلاده، بالإضافة إلى مطار كوتونو بالقائمة الإسمية التي منحتها "الفاف" لتسجيل إجراءات دخول المنتخب الجزائري بشكل عاد بتأشيرة جماعية، كما تفعل المنتخبات التي تلعب في البينين ولا تملك سفارة في بلادها، لكن الرد كان جافا للغاية ومتعجرفا ويمكن أن تنطبق عليه كل الأوصاف، خاصة لما جاء في مراسلة رسمية أن الجزائر مطالبة قبل المجيئ إلى البينين أن يملك كل وفدها تأشيرة الدخول لا أن يضعوها في المطار، رافضين كل أشكال المساعدة رغم أنه كان بالإمكان تقديهما لأنها لا تتعلق سوى بإجراءات إدارية بسيطة. في الذهاب دخلوا الجزائر بتأشيرة جماعية وكان الاتفاق على التعامل بالمثل الغريب في الأمر هو أن منتخب البينين في الجزائر تلقى كل التسهيلات الممكنة، إذ قام بإرسال قائمة اسمية للاعبيه وأعضاء وفده ولقي ترحابا كبيرا في مطار هواري بومدين، حيث غادر اللاعبون بسرعة وهم لا يملكون "فيزا"، فيما بقي الأمين العام للاتحادية للقيام بالإجراءات، إذ طبع الوثيقة التي كان يملكها بتأشيرة جماعية ودخل اللاعبون بشكل عاد، كما لعبوا مباراتهم في ملعب تشاكر في ظروف ملائمة دون أن يلاقوا ولو مشكلا بسيطا، فيما يبقى من المستغرب جدا الطريقة التي يتصرف بها البينينون الذين تنكروا لكل ما فعلته معهم الجزائر والتسهيلات التي لقوها. هذا ما يضاف إلى رفضهم تسديد نصف فاتورة الإقامة في فندق "بينا مارينا" نكران الجميل لا يتعلق فقط بهذا الأمر، بل أيضا برفض الإتحاد البينيني بصورة قطعية تحمل مسؤولياته وتسديد نصف إقامة المنتخب الجزائري في فندق "بينا مارينا" في كوتونو (الجزائر تحل يوم 7 جوان وتقيم ليلتين فقط)، وهي القضية التي كشفت عنها "الهدّاف" في وقت سابق، إذ كانت "الفاف" قد سددت نصف مصاريف إقامتهم في فندق "الشيراطون" في العاصمة خلال مباراة 26 مارس على أن تكون المعاملة بالمثل في العودة، لكنهم حتى كتابة هذه الأسطر رفضوا تحمل مسؤولياتهم ودفع ما يرتب عليهم، وهو ما سيجبر صادي وتاسفاوت على التنقل يوم 4 جوان إلى هناك لتدبر الأمر، إذ يوجد احتمال كبير أن يتم تغيير الفندق إلى مكان آخر وتسديد كل مصاريف الإقامة. "الفاف" تبحث عن حل آخر وستتصرّف أمام ما يحصل ومن جهة "الفاف" فلن يربكها تغيير الفندق، لأنها تملك الإمكانيات لتسديد قيمة إقامتها حتى وإن أخلّ المنافس بما ترتب عنه في مباراة الذهاب، لكن ما يقلقها حاليا هو أنها تبحث عن حل بخصوص مشكل التأشيرات الجماعية، لأن المنافس كان يقصد "مرمدة" الجزائر من خلال هذه الإجراءات في غياب سفارة هنا، في وقت لا يمكن جمع كل جوازات السفر والتنقل إلى فرنسا لوضعها (لأن هناك من سيلتحق ساعات قبل التنقل إلى البينين على غرار المدلكين المتواجدين في اسبيطار بقطر)، وهو ما قصده مسؤولو الإتحاد البينيني حتى يفرضوا على "الفاف" معاناة هي في غنى عنها، لكن الأخيرة ستتصرف بطريقة أو بأخرى وستجد الحلول اللازمة. حديث موشرافو عن صداقة مع الجزائريين عار من الصحة والحرب النفسية واضحة وكانت "الهدّاف" قد تكلمت مع موشرافو رئيس الإتحاد البينيني قبل أكثر من أسبوع نفى فيها بصورة قطعية أن تكون هناك حرب نفسية من قبل إتحاد بلاده، سواء في التصريحات أو في الافعال، مشيرا إلى أن علاقته جيدة بالجزائريين، كما قال أنه يرحب بهم في البينين، لكن السؤال الذي يطرح نفسه إن كان الترحيب يتم بهذه الطريقة من خلال محاولة تعقيد الإجراءات على الوفد الجزائري، فضلا عن خلق حرب نفسية لمحاولة التأثير في المعنويات، وما الجدوى من هذه الأفعال التي صارت لا تحدث إلا في إفريقيا؟!.