عادت الانقسامات داخل بيت مولودية بجاية إلى الواجهة، بعد أن استبشر الأنصار بمستقبل فريقهم الذي بدأ يرى النور، حيث وبعد أن اتفقت جميع الأطراف في "الموب" على تكوين لجنة مختلطة تتكون من ممثلين عن إدارة الشركة، إدارة النادي الهاوي، جمعية أنصار الموب، وجمعية اللاعبين القدامى، لم تمرّ سوى أيام قليلة حتى عادت الخلافات إلى الواجهة خاصة بين المسيرين، أين لم يجتمع هؤلاء على قرار واحد في أغلب الأحيان، وغالباً ما تتباين المواقف بينهم، وهو ما يجعل الفريق في خطر. كلّ اجتماع لا ينتهي دون خلاف ولا يكاد يمر ّاجتماع لأعضاء الإدارة بدون خلاف، حيث يشهد كلّ تجمّع للمسؤولين في فريق "الموب" خلافات وملاسنات كلامية بينهم. فخلال الندوة التي نشطها مصطفى بوشباح رئيس مكتب شركة "الموب" المستقيل في وقت مضى، شهدت ملاسنات حادّة مع أعراب بناي نائبه ورئيس النادي الهاو ، على نقطة اختلاف حول دخول رسمي أو مجرّد وعد قدّمه أحد المساهمين الجدد لشراء بعض أسهم الفريق. قبل أن يخرج بناي غاضباً من بوشباح بعد وقت قصير من بداية الندوة. كما شهدت أيضاً الجمعية العامة النادي الهاوي ملاسنات كلامية حادّة بين عدّة أطراف كادت تصل إلى صراع جسدي فيما بينهم، حيث تشاجر عضو من إدارة الفريق مع بعض الأنصار، و بعد تدخل عضو من جمعية أنصار "الموب"، أين طالب الذين لم يدفعوا مستحقات العضوية في الجمعية العامة بالخروج، وهو الأمر الذي كهرب الوضعية آنذاك. كما شهد أيضا الحفل الذي أقامه الوالي حمو أحمد توهامي رفقة رئيس المجلس الشعب البلدي عبد الحميد مرواني، على شرف الفريق بعد تحقيقه للصعود لأول مرّة في تاريخ النادي إلى البطولة المحترفة الأولى، ملاسنات كلامية أخرى بين الرئيس المستقيل مصطفى بوشباح والمساهم مراد ايخلف، بعد أن طلب الوالي بالحصول على التقرير المالي للشركة مقابل الحصول على مساعدات من الولاية، وهو الأمر الذي لم يعجب بوشباح. غياب بعض أعضاء الإدارة عن حفل الوالي يؤكّد ذلك ولعل ما يؤكد وجود انقسامات وخلافات في بيت الفريق الأكثر شعبية في منطقة الصومام، غياب بعض المسيّرين على غرار أعراب بناي. وأهم ّما ميّز الحفل الذي نظمه الوالي رفقة "المير"، غياب بعض أعضاء مكتب الإدارة، على غرار أعراب بناي الذي قاطع الحفل بسبب عدم تقييمه كما يجب، مثلما صرح به في عدد أول أمس من قِبل رئيس مجلس الإدارة مصطفى. حيث سبق أن أوضح بناي في هذا الإطار خلال اتصال هاتفي مساء أول أمس، أنه لم يحضر ذات الحفل بسبب غضبه من رئيس الفريق مصطفى بوشباح، الذي لم يقدّم له دعوة حضور هذا الحفل إلا عشية يوم السبت، أي 24 ساعة فقط قبل تنظيمه، وهو الأمر الذي اعتبره تقليلاً من شأنه، خاصة أنه ساهم كثيراً في صعود الفريق إلى البطولة المحترفة الأولى، سواءً مالياً أو معنوياً. كلّ واحد يعمل "على هواه"، وغياب العمل الموحد لا يخدم الفريق وما يبرز كذلك وجود الخلافات هو غياب العمل الموحد بين المسيرين، إذ كلّ عضو في شركة "الموب" يفعل ما يشاء، فنجد كلّ الأعضاء يعمل حسب أجندته الخاصة، كما تشهد حالة الفريق مصيراً مجهولاً ،إذ أن الكل يتحدّث عن أشياء لم تتحقق بعد، خاصة أن الإدارة جمّدت كل نشاطاتها، بالإضافة إلى أن الجميع يدلي بتصريحات متناقضة، و هو الأمر الذي لم يفهمه الأنصار، خاصة الحديث مع بعض رجال الأعمال. حيث يوجد أعراب بناي ومحند ساجي في اتصالات مع رجل الأعمال أكموسي، في وقت دخل بوشباح في اتصالات مع رجل أعمال كبير آخر لم يفصح عنه، وهو ما يفسّر التناقض، حيث أن كل واحد يصرّح أن رجل الأعمال الذي هو بصدد الاتصال به هو من يشتري أغلبية الأسهم، هو الأمر الذي لم يفهمه الأنصار حول من سيشتري أغلبية أسهم شركة "الموب" للخروج من الأزمة، في وقت أن الفريق يعيش ركوداً كبيراً من نهاية البطولة. الخلافات لن تخدم" الموب"، والفريق محتاج إلى الجميع ويطالب "لي كراب" من المسؤولين توضيح الرؤية أكثر، خاصة المتعلقة بالسياسة التي يتبعها الفريق، إذ أن هذه الوضعية لن تخدم "الموب"، وما على المسؤولين سوى وضع الخلافات جانبا والاتحاد فيما بينهم بالعمل جنباً إلى جنب وفق خطة مرسومة و واضحة، خاصة في هذه الفترة الحسّاسة أين لم يضمن الفريق أيّ لاعب جديد ولا مساهمين كبارا جدد، في حين أن الجميع مطالب بمساعدة الفريق والوقوف وراءه وهو الذي صعد هذا العام فقط إلى قسم الأضواء لأول مرّة في تاريخه. وأكد "لي كراب" أنه على الجميع تحمّل مسؤوليات أفعاله، طالما أن هذا الصراع لن يخدم فريقهم و سيعصف به إلى ما لا يحمد عقباه إذا لم تتحسّن الأوضاع، وهو ما يعتبر تهديداً مباشراً لكلّ شخص قريب من النادي في حالة عدم تحسّن الوضعية في أقرب وقت ممكن، طالما أن الفريق مقبل على استحقاقات كبيرة في هذا الموسم. التحضيرات لن تنطلق اليوم وعكس ما كان يتمنّاه المدرب مراد رحموني، فإنه لن يكون بمقدور فريقه العودة إلى التدريبات اليوم، بعد أن أشعر بذلك إدارة الفريق في وقت سابق. والسبب الرئيسي لهذا التأخّر هو المشاكل المالية التي يعاني منها الفريق، وعدم اتضاح الرؤية بعد السبات العميق الذي دخله النادي منذ صعوده إلى البطولة المحترفة الأولى من جهة، وعدم اتضاح الرؤية فيما يخصّ تعداد الفريق الذي سيمثل الفريق الموسم المقبل من جهة أخرى. إذ أن أغلبية اللاعبين لم يتفاوضوا بعد مع إدارة "الموب" حول الموسم المقبل، خاصة أنهم يريدون مراجعة بعض بنود عقدهم مع الفريق، في حين أن الإدارة لم ترسّم إلى غاية كتابة هذه الأسطر انضمام أيّ لاعب جديد إلى صفوف الفريق. ويعرف الجميع أن المدرب يريد العمل على الجانب البدني قبل دخول شهر رمضان الكريم، كما يريد إعطاء أكبر عدد من الفرص لخلق الانسجام بين لاعبيه الذي ينجرّ عنه عدة أشياء إيجابية. فانسجام اللاعبين هو ما يجعل الفريق يدخل البطولة من موقع قوة مقارنة بالفريق الأخرى، ولو حسمت الأمور في وقت مبكّر سيسمح له بتحضير الفريق في وقت مبكر، كما سبق أن صرّح به المدرب رحموني. رحموني في ورطة وضيق الوقت لإقامة تربّصين لا يخدم الفريق ويكون مدرب الفريق مراد رحموني من أكبر الخاسرين في ظلّ استمرار هذه الوضعية، إذ ستباشر النوادي الجزائرية مباشرة بعد انتهاء العطلة التي أخذتها بعد الفراغ من المنافسة في تحضيراتها لبداية الموسم كما هو الحال كل صيف. حيث أن رحموني كان يرغب في الشروع في العمل اليوم، لكن التأخّر الكبير في استقدام العناصر التي يريدها من جهة، وعدم وضوح الرّؤية بالنسبة لبعض اللاعبين الآخرين الذين لم يجدّدوا إلى غاية الآن من جهة أخرى، تجعل الرجل الأول في العارضة الفنية جد متذمر، خاصة أنه يريد الشروع في العمل البدني أسبوعا فقط بعد العودة إلى التدريبات، أي قبل شهر رمضان، وهذا للتحضير البدني الجيد خلال الإفطار، بما أن الفريق سيتنقل إلى أعالي جبال تيكجدة ،أين أَلِفَ التحضير للبطولات الوطنية في المواسم الماضية. وينتظر أن يناقش المدرب رحموني الأمر مع مجموعة المساهمين، لأن الأمر لا يخدمه لا هو ولا الفريق، بما أنه يريد العمل الجيّد للدخول في المنافسة بقوّة لتحقيق هدف الفريق المتمثل في البقاء في حظيرة البطولة المحترفة الأولى. ففي هذا الشأن ستباشر مولودية بجاية تحضيراتها الأولى في مرتفعات جبال تيكجدة و التي ستخصّص للعمل البدني في وقت لاحق لن يكون قبل الفاتح جويلية، ثم يليها تربص بالعاصمة الفرنسية باريس بعد دعوتها من القناة الجزائرية "باربار تيفي" الناطقة بالأمازيغية، نظير صعودها إلى الرابطة المحترفة الأولى. وستتحمل القناة جميع مصاريف النادي أثاء هذا التربص، لكن وقوع شهر رمضان المعظم في شهر جويلية من شأنه أن يعيق تحضيرات الفريق للموسم المقبل، وهو الأمر الذي أراد رحموني تفاديه، بعدما أعلن أنه يريد العودة إلى التدريبات يوم 20 جوان، وهو الأمر الذي لم يحدث بسبب المشاكل التي يعاني منها الفريق. كيف ستتفاوض الإدارة مع اللاعبين بعد تأجيل المفاوضات مرّة أخرى؟ لا يزال يشهد نادي مولودية بجاية تأخّرا كبيرا في التفاوض مع اللاعبين، سواء فيما يخصّ التجديد أو الاستقدام خاصة مع تجميد نشاطات الفريق إلى غاية الأسبوع القادم، وهو الأمر الذي يشكل قلقاً وضغطاً كبيرا على الإدارة وعلى الأنصار في نفس الوقت، خاصة أنهم يطالعون عبر صفحات الجرائد الصفقات المتتالية للفرق الأخرى، في حين أن فريقهم لا يزال على حاله. كما أنه لا يجب كبح عزيمة اللاعبين الذين أبدوا رغبة كبيرة في البقاء، خاصة أن الشك في قدرة الفريق على توفير الإمكانات اللازمة لأداء موسم ناجح في أوّل مشاركة للفريق في البطولة المحترفة الأولى بدأ يدخل إلى قلوبهم، وهو ما دفع بالبعض إلى التفكير في المغادرة قبل فوات الأوان. في حين أن استقالة رئيس الشركة مصطفى بوشباح رفقة نائبه أعراب بناي، من شأنها أن تؤثر كثيراً على قرار اللاعبين، خاصة إذا علمنا أن علاقتهم بإدارة الفريق جد مميّزة، وهو الأمر الذي يحسب على المكتب المسيّر المستقيل. لكن المستقبل المجهول الذي ينتظر الفريق هو أكبر تحدّ بالنسبة لهم، طالما أنهم سبق أن منحوا "كلمة الرجال" على البقاء في صفوف الفريق. ومن جهة أخرى، أدّى انسحاب الرجلين إلى توقف تامّ للمفاوضات مع اللاعبين الذين سبق للإدارة أن باشرت اتصالاتها معها، حيث أن من الممكن أن يضيع أغلب اللاعبين خاصة في ظلّ الغموض الكبير الذي يكتنف المفاوضات بعد توقفها منذ الاثنين الماضي. فرغم الرغبة الكبيرة التي تحدو اللاعبين في حمل قميص "الموب" خلال الموسم الكروي الجديد، إلا أن عدم معاودة اتصال الإدارة بهم من شأنه أن يجعلهم يدخلون في مفاوضات مع الفرق الأخرى التي طلبت خدماتهم، وهو الأمر الذي يقلق الأنصار كثيراً خاصة أنهم مقبلون على موسم شاق ّفي البطولة المحترفة الأولى. أسهم اللاعبين ارتفعت كثيراً بعد الصعود ويطالب أغلب لاعبي "الموب" بمراجعة بنود عقودهم. وقد أرجع الأنصار طلب بعض اللاعبين ذلك إلى ارتفاع أسهمهم، بعد أن حققوا الصعود مع الفريق إلى حظيرة الكبار. فرغم أن أغلب اللاعبين من ذوي المستوى المتوسط، إلا أن تحقيق الصعود وتسليط الضوء كثيراً على الفريق ساهم بشكل كبير في التعريف بهم بالنسبة للجمهور الجزائري ككل، وهو الأمر الذي جعلهم محلّ أطماع العديد من الأندية. فأغلب لاعبي الموب سبق أن تلقوا عدّة عروض، وهو الأمر الذي جعلهم في موقع قوة، ويجعل بالتالي الإدارة مطالبة بالتحرّك أكثر من أجل توفير الأموال، كما أنها مطالبة بإقناع اللاعبين على البقاء. لكن رغبة اللاعبين في الاستمرار مع الفريق البجاوي سيسهّل مأمورية الإدارة، خاصة أن أغلبهم وجدوا ضالتهم في الفريق البجاوي. غياب بعض المسيرين عن حفل الوالي يؤكد ذلك وما يؤكد وجود انقسامات وخلافات في بيت الفريق الأكثر شعبية في منطقة الصومام، هو غياب بعض المسيرين على غرار أعراب بناي الذي قاطع حفل الوالي بسبب عدم تقييمه كما يجب مثلما صرح به في عدد أول أمس، من طرف رئيس مجلس الإدارة مصطفى بوشباح، حيث سبق أن أوضح بناي في هذا الإطار خلال اتصال هاتفي مساء أول أمس أنه غاب عن الحفل، بسبب غضبه من رئيس الفريق مصطفى بوشباح الذي لم يقدم له الدعوة، لحضور الحفل إلا عشية السبت الماضي أي 24 ساعة قبل تنظيمه، الأمر الذي اعتبره تقليلاً من شأنه خاصة أنه ساهم كثيراً في صعود الفريق إلى الرابطة المحترفة الأولى سواءً مالياً أو معنوياً. ++++ بوشباح: "أحسّ أنّني أصبحت أزعج بعض الأطراف في الموب" أكد رئيس مجلس إدارة مولودية بجاية مصطفى بوشباح في حديث خصّ به "الهداف" أنه أصبح مصدر إزعاج لبعض أعضاء مجلس الإدارة لذلك يحاولون إبعاده من الفريق بكل الوسائل، وأوضح في هذا الإطار قائلاً: "أقول لهؤلاء إنني مستعدّ للرحيل وأنا هنا فقط لمساعدة الفريق بما أنه لم يتقدّم أحد لرئاسته منذ أن أعلنت انسحابي من منصبي، وأنني مستقيل منذ فترة ومن لديه رغبة في تسيير أمور الفريق فليتقدّم اليوم قبل غد". "عطية ليس شجاعاً ويريد أن يكون رئيساً بالمظاهر فقط" وفي ردّه على التصريحات التي أدلى بها مؤخراً المساهم في شركة مولودية بجاية زهير عطية قال بوشباح إنّ هذا الأخير تنقصه الشجاعة، وأنه طلب منه في وقت سابق رئاسة الفريق لكنه رفض ويريد فقط أن يكون رئيساً بالكلام وعبر صفحات الجرائد وهو أمر مرفوض في "الموب"، ودعا مصطفى بوشباح المساهم زهير عطية ليتقدّم إذا كان يريد رئاسة مجلس إدارة الفريق. "بنّاي حضر حفلاً بالأساماس ورفض تلبية دعوة رسميّة" وبخصوص قضيّة أعراب بناي الذي قاطع الحفل المنظّم من طرف الوالي و"المير" على شرف مولودية بجاية بمناسبة صعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى بحجة تلقّيه الدعوة متأخرا مثلما صرح به المعني بالأمر، أوضح بوشباح قائلاً: "هناك من المسيّرين من جاءوا إلى الفندق لحظات فقط قبل بداية الحفل واستلموا دعواتهم وحضروا بشكل عادي، وهو ما يؤكد رغبتهم في الحضور على عكس رئيس النادي الهاوي أعراب بناي الذي تخلّف عن الموعد رغم أنني أرسلت له دعوته يوماً قبل هذا الحفل"، وأضاف قائلاً: "هل يُعقل أن يحضر هذا الشخص حفلاً دُعي إليه بالأساماس ويرفض الاستجابة لدعوة رسمية من الوالي والمير". "الفريق يحتاج للعمل وليس للحديث في الصحف" وأضاف بوشباح أنّ مولودية بجاية تحتاج في هذا الوقت إلى العمل وليس إلى زعزعة استقرارها عبر التصريحات في الصحف، فكل ما يريده الفريق بذل جهود إضافية للنهوض به بداية بجلب الأموال والتفاوض مع اللاعبين واستقدام آخرين وغيرها من الأمور التي تندرج ضمن مخطط النادي للموسم المقبل، لكن بعض الأطراف لا يهمها إلا أن تظهر أسماؤها على صفحات الجرائد. ناتوري ف.