مباشرة بعد نهاية المواجهة أمام المنتخب الكيني سهرة يوم الجمعة والفوز الباهر لأشبال مهداوي في هذه المواجهة أصبح حديث البعثة الجزائرية لا يدور إلا عن مواجهة المنتخب الفرنسي.. إذ ظل الجميع يسألون عن نتيجة مباراة البحرين أمام فرنسا التي انتهت بالتعادل ليردد الجميع هنا أن المنتخب الفرنسي سيذوق الويلات أمام "الخضر" لأن مواجهة غد الاثنين لها طابع خاص ولا يمكن في أي حال من الأحوال تضييعها. اللاعبون يعتبرونها مباراة العمر وفي حديث جمعنا بعدد كبير من اللاعبين كان الإجماع على أن اللقاء أمام فرنسا يتجاوز طابعه الرياضي ليصل إلى الطابع التاريخي والسياسي، لدرجة أن العقبي وزملاءه يعتبرون اللقاء مواجهة حياة أو موت بالنظر إلى أهمية الفوز ولو بنصف هدف على حد تعبير أحد اللاعبين الذي أكد أنه لن يتسامح مع نفسه طوال حياته إذا تعثر "الخضر" في هذه المواجهة. بعضهم قال لهم أفراد عائلاتهم: "غير ابقاو في أذربيجان إذا ما ربحتوش فرنسا" من جهة أخرى كشفت بعض العناصر التي اتصلت بعائلاتها بعد لقاء كينيا لإعلامها بنتيجة اللقاء والفوز الباهر أن رد أفراد العائلات كانت بعبارة: "اربحو فرنسا هاذاك هو الصح"، في حين قال آخرون للاعبين: "إذا ما ربحتوش مع فرنسا غير أبقاو في أذربيجان"، مما يظهر الضغط الشديد الذي يشعر به اللاعبون باقتراب هذا اللقاء الذي أصبح مصيريا لحجز ورقة التأهّل. مهداوي: "لازلنا لم نتأهّل والفوز أمام فرنسا أكثر من ضروري" أمّا المدرب الوطني عبد الرحمن مهداوي فهو الآخر بدأ يشعر بضغط مواجهة فرنسا بدليل أنه ظل يذكر المواجهة هذه حتى قبل لقاء كينيا، كما أنه صرّح بأن "الخضر" لازالوا لم يتأهّلوا من الناحية الحسابية: "نحن في المرتبة الأولى لكن في هذه المجموعة لا يوجد أي منتخب مقصى قبل اللقاء الثالث، لذا علينا الحذر والخطأ ممنوع نظرا لأن المباراة حاسمة للتأهل على رأس المجموعة وأيضا لأن الأمر يتعلق بالمنتخب الفرنسي". "المسألة تاع نيف لأنّ عسكر الجزائر لازم يربح عسكر فرنسا" وبما أن الجزائر احتفلت بعيد استقلالها أول أمس الجمعة فإن الذكرى يجب أن ترتبط بفوز سيكون تاريخيا على المنتخب الفرنسي بعد فوز سنة 1975 في الجزائر في ألعاب البحر الأبيض المتوسط، إذ أن الأمر يصبح أكثر حساسية لأن المنتخبين اللذين سيتواجهان هما منتخبان عسكريان بكل ما تحمله كلمة العسكر أو الجيش من دلالة كبيرة لذا يصبح الفوز بهذا اللقاء مسألة نيف. الفوز باللقاء سيكون أحلى من التتويج ووصل الأمر بعناصر منتخبنا العسكري إلى درجة أنها ترى في لقاء الغد نهائيا قبل الأوان، إذ يرى الجميع هنا أنّ الفوز أمام منتخب فرنسا حلاوته كبيرة وتتجاوز حلاوة التتويج بالكأس، كما سيكون الفوز على فرنسا في هذه المواجهة سببا في إقصاء المنتخب الفرنسي من الدورة وهو ما سيزيد الفرحة بالتفوق عليه. الجنرال مقداد يعتبر اللّقاء غير عادي ورغم ارتباط وصول الجنرال مقداد بوزيان إلى أذربيجان بتحقيق المنتخب الوطني العسكري لأول فوز في الدورة بعد التعادل في اللقاء الأول، إلا أنّ الرجل هو ال'خر ظلّ يؤكد للاعبين على أن عيد استقلال جديد سيكون في الجزائر إذا حققنا الفوز أمام فرنسا، وحفزّ اللاعبين مطولا بعد نهاية المباراة أمام كينيا مؤكدا لهم أن فرحته ستكون عارمة غدا إذا تمّت الإطاحة بالفريق الفرنسي. هذا الضغط يجب أن لا يخرج عن الإطار الرياضي ورغم أنّ منتخبنا الوطني يعتبر من بين أكثر الوفود المشاركة في هذه الدورة من ناحية الانضباط، إلا أن الضغط الشديد المفروض على لاعبينا يجب أن لا يفقدهم التركيز حتى لا تخرج مواجهة فرنسا عن إطارها الرياضي، لأن الجميع يريدون أن نفوز بهذه المباراة دون أي تجاوزات حتى نظهر للعالم أن منتخبنا قوي ومتحضر. ----------- أذربيجان والعراق سيتواجهان غدا الاثنين لمعرفة منافس "الخضر" بعد فوز المنتخب العراقي على مالي برباعية نظيفة وهو الفوز الثاني لهذا المنتخب بعد تفوّقه على كندا، وكذا تفوّق أذربيجان في المباراتين أمام كل من كندا ومالي فإن منتخبي العراق وأذربيجان تأهلا رسميا إلى الدور ربع النهائي، في انتظار معرفة صاحب المرتبة الأولى وصاحب المرتبة الثانية في مباراة يوم الاثنين ليظهر من سيواجه الجزائر في الدور المقبل. "الخضر" يريدون تفادي مواجهة أذربيجان نظرا للقرارات التحكيمية الكارثية منذ بداية الدورة التي تخدم في كل مرة البلد المنظم أذربيجان الذي يريد المنظمون أن يصل على الأقل إلى نصف النهائي، فإنّ "الخضر" يفضّلون تفادي أذربيجان في الدور المقبل ومواجهة المنتخب العراقي. حتى المنتخب العراقي مكوّن من 80 % من الفريق الأول ومثلما ذكرنا في عدد أوّل أمس فإن جلّ المنتخبات العربية قدمت بالفريق الأول على غرار عمان، البحرين وقطر وكذا المنتخب العراقي الذي قد نواجهه في الدور ربع النهائي، وهو ما يفقد الدورة طابعها العسكري بعد أن أصبحت المنتخبات تجلب المدنيين للفريق.