نعم في الصيام لذة على المسلم أن يشعر بها الأوّل: أظنّني لا أحسّ بلذّة! أشعر أن عبادتي صارت عادة، وأن صيامي جوع وشبع بعده!! الثاني: ولكني لم أسجد لله بحياتي قط كما سجدت هذا العام.. ما ختمت قرآناً منيراً ولا دعوت دعاءً عريضاً ولا ذرفت دمعاً خاشعاً أكثر مما فعلت برمضان هذا.. لم تنتهِ عندي لذة الصيام عند الأذان؟! ولم تفنى سعادتي بالقرآن بمجرّد انتهاء قراءتي؟! ولم تذبل غبطتي التي أعيشها وأنا قائم أصلي متذللاً منكسراً خاشعاً خائفاً تائباً منيباً بعد أن أسلّم وأخرج منها؟! الأول: أيوجد عندي علة؟! أمقصّر أنا؟! بربك فاطرِ السماوات دُلّني.. فما عدت أطيق.. بربك إني أريد عتقاً.. أريد أن تطمئن روحي.. وتهدأ جوانحي.. ويسكن فؤادي.. ألا إنّي أقسم عليك أن تدلّني وترشدني.. إرحم أخاك الذي التمس منك الدواء.. وحار في كينونته فلم يجد الداء.. رفع عينيه المضيئتين، وتبسم لي ابتسامة لم أعِها؛ أهي ابتسامة غضبان أم ابتسامة مشفق عليّ بحنان؟! وقال بصوت مبحوح: ويحك من ذنب ارتكبته أضاع لذة صيامك، وسعادة قلبك بقرآن ربك، وبهجة روحك وأنسها بصلة خالقك! ويحك من ذنب ارتكبته.. فلا تحقرَنَّ من ذنوبك صغيراً.. فلربما هو سبب شقائك...