أظهر الياسين بن طيبة كادامورو إمكانات مميّزة في ظهوره الأول هذا الموسم بألوان نادي "ريال سوسيداد"، وكان ذلك سهرة أول أمس أمام "أولمبيك ليون" الفرنسي على أرضية ميدان الأخير... في ذهاب المباراة المؤهّلة إلى مجموعات رابطة أبطال أوربا، وإضافة إلى ذلك أبدى فريقه استعدادات ممتازة وفرض وتيرته على المباراة التي فاز بها ب (2-0)، وبات على مقربة من التأهل إلى دور المجموعات. وأدّى كادامورو الذي لعب 90 دقيقة وشارك في محور الدّفاع دوره من دون خطأ، كما قدّم رسالة واضحة إلى مدربه وكذلك المدرب الوطني أنه جاهز في المحور الدّفاعي قبل مباراة مالي، لاسيما في ظل احتمال عدم مشاركة بلكالام. أكد لمدربه أنه يستحقّ الفرصة هذا الموسم بأدائه الثابت وقدم كادامورو خلال التسعين دقيقة مستوى ثابتا ولم يرتكب - دون أيّ مبالغة- أي خطأ، كما لعب رفقة زملائه دورا كبيرا في حفاظ فريق سوسيداد على شباكه نظيفة، وبالتالي تعبيد الطريق لفريقه لبلوغ مرحلة المجموعات من رابطة الأبطال. وعلى الرغم من كونه يعاني من نقص كبير في المنافسة منذ الموسم الماضي، إلا أن هذا لم يظهر على كادامورو في تدخلاته، وكانت بالتالي رسالة أولى إلى مدربه في الفريق، أنه بالإمكان الاعتماد عليه هذا الموسم. ويمتلك كادامورو خاصية إضافية، حيث يمكن استغلاله في كلّ مراكز الدفاع سواء على الظهيرين أو في المحور، ومع هذا لازم مقعد البدلاء تقريبا طيلة الموسم الماضي. "حليلوزيتش" يتجه إلى عدم المغامرة ب بلكالام خوفا من العقوبة وقدّم كادامورو سهرة أول أمس نفسه في شكل "حلّ جاهز" في مباراة مالي في محور الدّفاع، خلال مباراة مالي يوم 10 سبتمبر الأخيرة في المرحلة الثانية من التّصفيات، خاصة مع تراجع مستوى حليش، فضلا عن احتمال إعفاء كادامورو من لعب هذه المباراة بحكم أنه يملك بطاقة صفراء ومهدّد بالغياب عن ذهاب المباراة الفاصلة في حال تلقيه بطاقة ثانية أمام مهاجمي منتخب مالي. وعليه فإن "حليلوزيتش" من المؤكد أنه فكر في كادامورو كحلّ في محور الدفاع، وهو الذي لم يسبق له أن اعتمد عليه في هذا المنصب منذ التحاقه، حيث ظلّ يستعمله على مستوى جهتي الدفاع. قامة مهاجمي منتخب مالي ودرس بوركينافاسو دافعان للاعتماد عليه وإذا كان كادامورو لاعبا متعدّد المناصب، فإن طول قامته عامل مساعد على توظيفه في مباراة مالي مقارنة مثلا ب مجاني، خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار القامات الفارعة للاعبي منتخب مالي، الذين كانوا تفوقوا في بوركينافاسو على الجزائر بكرتين ثابتتين، وباستعمال قاماتهم للتفوّق على المدافعين يومها. حيث قد يعطي توظيفه حلولا ناجعة قبل المباراة الفاصلة. ومعلوم أن كادامورو كان غضب في المباراة الأخيرة أمام غينيا بحكم أنه لم يشارك عكس ما توقّعه، وهو ما قد يزيده عزيمة في حال مشاركته على تقديم كل شيء خلال المباراة المقبلة التي تبقى مهمة جدا، لتحسين ترتيب الجزائر على مستوى "الفيفا".