يبدو أن المردود المخيب الذي قدمه لياسين كادامورو في المواجهة التي جمعت فريقه ريال سوسيداد مع نادي برشلونة سهرة أمس لم يمر مرور الكرام على وسائل الإعلام الإسبانية التي وجهت له انتقادات مباشرة، خصوصا يومية "ماركا" الشهيرة التي اختارته أسوأ لاعب .... حيث حملته جزءا كبيرا من مسؤولية أهداف برشلونة، خصوصا الأول الذي جاء بعد سوء تفاهم واضح بينه وبين الحارس كلاوديو برافو، دون نسيان تعامله السيء مع الكرة على مرتين في لقطة هدف بوسكيتش وتركه للمساحة اللازمة ل ميسي لتمرير كرة الهدف الرابع. مردوده تحسن بعد تحويله إلى ظهير أيمن كادامورو الذي شغل منصب المدافع المحوري خلال شوط المباراة الأول إلى جانب زميله إينييغو مارتينيز لاعب المنتخب الإسباني حول من طرف مدربه جاغوبا أراساتي إلى ظهير أيمن مع بداية الشوط الثاني، وهو التغيير الذي أثر بشكل إيجابي على مردود لاعب المنتخب الوطني الذي استطاع الظهور بوجه لائق في المرحلة الثانية بتقديمه لأداء أفضل بكثير من ذلك الذي أبان عنه خلال الشوط الأول، حيث لم يكتف بمهامه الدفاعية وحاول تقديم المساندة لزملائه في الجانب الهجومي بصعوده إلى مناطق المنافس في بعض المرات، إذ نجح في نقل الخطورة إلى دفاع برشلونة بتوزيعه كرتين جميلتين عجز زملاؤه المهاجمين عن استغلالهما. أراساتي قد يثبته ظهيرا أيمنا مستقبلا وينتظر أن يفكر أراساتي في الاعتماد على صاحب 25 عاما في منصب الظهير الأيمن في قادم الجولات، بالنظر إلى المردود الجيد الذي قدمه الدولي الجزائري عند شغله هذا المنصب خلال مواجهة برشلونة، خصوصا وأن المدرب الإسباني لم يكن راضيا عن المستوى الذي أبان عنه دانيال إسترادا في الشوط الأول من مباراة البارصا، وهو ما يتضح من خلال قرار استبداله بالمدافع المحوري إيون أنسوتيغي وتكليف كادامورو بدور الظهير الأيمن مطلع المرحلة الثانية، إذ يتوقع أن يتنافس الاثنان على مركز أساسي في تشكيلة أراساتي حتى نهاية الموسم الحالي. الدقائق التي لعبها تقارب ضعف ما جمعه الموسم الفارط وبغض النظر عن المستويات التي يقدمها كادامورو مع ريال سوسيداد هذا الموسم، فإن أرقامه تعد أفضل بكثير من التي حققها الموسم الماضي، حيث نجح في المشاركة أساسيا في أربع مرات بمواجهته لكل من إلتشي، أتلتيكو مدريد وبرشلونة في الدوري الإسباني، بالإضافة إلى لعبه لمباراة أولمبيك ليون في إطار ذهاب الدور التصفوي الأخير من دوري أبطال أوروبا، ليجمع بذلك 360 دقيقة ويقترب من الوصول إلى ضعف عدد الدقائق التي لعبها الموسم الفارط رفقة النادي الباسكي، إذ اكتفى وقتها بالمشاركة أساسيا في مباراتين فقط ولم يتجاوز مجموع الدقائق التي لعبها حاجز 190 دقيقة. الظروف وتعدد مناصبه خدماه كثيرا الحصيلة الإيجابية التي حققها كادامورو حتى الآن لا ترجع بالدرجة الأولى إلى المردود الذي يقدمه رفقة ناديه بقدر ما تعود إلى الغيابات التي عرفها فريقه خلال بداية الموسم الحالي بسبب الإصابات، خصوصا ذلك المتعلق بالمدافع القوي ميكال غونزاليس الذي لم يسترجع بعد كامل إمكانياته، وإضافة إلى الظروف الخاصة يعد تعدد مناصب خريج مدرسة سوشو عاملا مساعدا آخر له، فقدرته على شغل مناصب المدافع المحوري، الظهير الأيمن والظهير الأيسر، يجعله المرشح الأول لتعويض أي غياب في خط دفاع النادي مهما كان صاحبه والمنصب الذي يشغله.