شهد ملعب "خليفة بن زايد" أول أمس مباراة ربع نهائي كأس العالم للناشئين بين السويد والهندوراس وهي البطولة المقامة حاليا في دولة الإمارات العربية المتحدة، وعرف اللقاء تسجيل حادثة مألوفة للاعبين المسلمين ولكنها غير ذلك بالنسبة للأجانب من الدول الغربية، حيث كانت الهندوراس متفوقة على السويد بهدف لصفر من توقيع فيلاسكيز، قبل أن يدرك المنتخب السويدي التعادل في الدقيقة 68 عن طريق اللاعب إيردال راقيب، لكن الغريب ليس في تسجيل الهدف وإنما في الطريقة التي احتفل بها اللاعبون السويديون بهدف التعادل، عندما توجه ثلاثة منهم إلى زاوية الملعب (وهم كل من إيردال راقيب مسجل الهدف(رقم 10)، فالمير بيريتشا صاحب الهدف الثاني(رقم 9)، وميرزا هالفازيتش(رقم 17) وسجدوا سجود المسلمين في الصلاة، لكن نوايا اللاعبين لم تكن معروفة تماما. أحد اللاعبين أو ثلاثتهم قد يكون مسلما وفي أولى الاحتمالات يمكن القول أن طريقة الاحتفال التي احتفل بها اللاعب إيردال وزملاؤه تدل على ارتباط أحدهم بدين الإسلام أو ربما حتى ثلاثتهم وخاصة اللاعب راقيب الذي يدل اسمه على وجود رابط بينه وبين دين الإسلام، وهي الديانة المنتشرة بقلة في شمال أوروبا وخصوصا الدول الاسكندنافية، وقد يكون للاعب مالمو راقيب أصولا في دولة إسلامية مثل قائد المنتخب السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي يعد والده "تشفيك إبراهيموفيتش" مسلما قادما من صربيا، وقد يكون الأمر ذاته بالنسبة لراقيب غير أن بحثنا في سجلات اللاعب وأصوله لم يجد نفعا ولم نجد أصله بالتدقيق، إلا أنه قد يكون من تركيا بما أن اسم إيردال منتشر كثيرا في تركيا، وعكس إيردال فإن بحثنا في أصول اللاعبين الآخرين قادنا للتعرف على أصولهما والتي تعود لدول ينتشر فيها الإسلام بكثرة، فاللاعب فالمير بيريتشا والذي يطلق عليه السويديون تسمية "إبراهيموفيتش الجديد" تعود أصوله لكوسوفو، بينما تعود أصول اللاعب ميرزا هالفازيتش للبوسنة بحسب ما استقيناه يوم أمس في المواقع السويدية والألبانية، وبالتالي فإن طريقة احتفالهم قد تكون نسبة لديانتهم الإسلام.
البعض يعتبر سجودهم تقليدا لاحتفال اللاعبين المسلمين وراحت بعض التحليلات والتعليقات لبعض الفنيين السويديين للقول بأن سجود اللاعبين الثلاثة راجع لتواجد المنتخب السويدي في أرض مسلمة، لذا يكون السجود الجماعي للاعبي المنتخب السويدي للناشئين مجرد شكر وعرفان وطريقة احتفال بسيطة في دولة الإمارات العربية المتحدة أو عبارة قد تقليد لطريقة احتفال اللاعبين المسلمين بما أنه في أرض إسلامية، من مبدأ المثل القائل "دارهم ما دمت في دارهم وأرضهم ما دمت في أرضهم"، لذا فهم يرون أن الأمر لا يعدو احتفالا بسيطا للاعبين شباب في بلد مسلم إرضاءا لهم لا أكثر ولا أقل، غير أن هذا التحليل لم يجمع عليه أغلب المحللين والنقاد على قلتهم في الغرب (بما أن المسألة متعلقة بالإسلام في بلد يحمل علمه صليبا)، لأن الفيديو الذي يظهر احتفال اللاعب راقيب بعد تسجيل هدف التعادل يظهر جليا معرفة اللاعب بالثقافة الإسلامية، ففي تحليلنا للفيديو ظهر أن اللاعبين الثلاثة يحسنون كيفية السجود بطريقة سليمة تماما، كما أن رفع اللاعب راقيب يديه للسماء شاكرا لله بعد إتمام السجود (مثلما كان يفعل رفيق صايفي) قد لا تكون تقليدا أعمى ولا شكرا لبلد مسلم، وإنما يطبقها اللاعبون المسلمون فقط، وهو ما جعل الكثيرين يصفون الاحتفال ب"الغريب".
التشكيلة السويدية تمتلك 5 لاعبين من دول مسلمة ولم يكن اللاعبون الثلاثة في تشكيلة المنتخب السويدي للناشئين الوحيدين الذين تعود أصولهم لدول فيها أغلبية من المسلمين، بما أن هناك لاعبان آخران تعود أصولهما لدول أخرى غير السويد، فاللاعب البوسني الأصل علي سولجيتش والذي يلعب في تشكيلة تشيلسي لأقل من 17 سنة هو الآخر يدين بالديانة الإسلامية، إذ يحتوي حسابه عبر "تويتر" مباركات للمسلمين في عيد الأضحى المبارك باللغتين البوسنية والسويدية، كما يوجد لاعب آخر ينشط في نادي تشيلسي أيضا لأقل من 17 سنة وهو اللاعب إسحاق سيوانكامبو والذي تعود أصوله لبلد إفريقي يدين 90 بالمائة من سكانه بالإسلام وهو غامبيا. ويبقى أن نحيط قراءنا الكرام أن بحثنا في أصول اللاعبين ودياناتهم وطريقة سجودهم هي مجرد تحليل وتخمين انطلاقا من مصادر متعددة، وإسلامهم من عدمه هو مجرد قراءة أيضا بما أن أغلب هؤلاء اللاعبين غير معروفين عالميا لحدالآن ولم يشهروا ديانتهم علنا، وطريقة الاحتفال بالهدف عن طريق السجود لله لا تعني بالضرورة أيضا إسلام الشخص في حد ذاته، مثلما شهدنا في نهائي كأس الجزائر بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة الموسم الماضي سجود مدرب اتحاد العاصمة كوربيس لكنه لم يعلن إسلامه بذلك.