تحولت أنظار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم بعد التعرف على منافسي المنتخب الوطني في نهائيات كأس العالم المقبلة إلى برمجة مباريات ودية تحضيرية، قبل دخول غمار مونديال البرازيل ومواجهة منتخبات بلجيكا، كوريا الجنوبيةوروسيا على التوالي، وكانت الأنباء قد تضاربت خلال الأيام الفارطة حول هوية المنافسين الذين قد يلعب معهم "الخضر"، لكن الكلمة الأخيرة ستعود دون أدنى شك للناخب وحيد حليلوزيتش، والذي يريد ضمان أفضل لقاءات للتحضير بأحسن طريقة للمحفل العالمي، وسنحاول استعراض أبرز المنتخبات التي قد تكون خيارات مناسبة للمنتخب الوطني. برمجة مباراة ودية مع فرنسا تحت شعار "ضرب عصفورين بحجر واحد" قد تفكر "الفاف" الآن في برمجة مباراة ودية أمام المنتخب الفرنسي، خاصة وأن الصحافة الفرنسية تطرقت إلى الموضوع في الأيام الفارطة، لكن هيئة محمد روراوة لم ترغب في ترسيم أي شيء باعتبار أن المنتخب الوطني لم يعرف منافسيه في المونديال حينها، وإذا برمجت الاتحاديتان الجزائرية والفرنسية هذه المواجهة، فإنهما ستطبقان شعار "ضرب عصفورين بحجر واحد"، وذلك لأن الكثيرين ينتظرون إجراء مباراة ودية بين المنتخبين منذ سنوات طويلة، كما أنها ستكون مواجهة تحضيرية وبالتأكيد فإن المنتخب الوطني هو المستفيد الأول منها، لأن طريقة لعب "الديكة" تشبه كثيرا الجارة بلجيكا.
الإشكال كله في عدم وقوع "الديكة" مع منتخب إفريقي! حتى إن كانت الاتحادية الفرنسية متحمسة جدا لإجراء هذه المواجهة إلا أن الأمور في الواقع قد تتغير، خاصة وأن المدرب ديديي ديشان هو صاحب القرار النهائي، حيث لن يلعب المنتخب الفرنسي مع أي منتخب إفريقي خلال دور المجموعات من مونديال البرازيل، بعدما أوقعته القرعة في مجموعة سويسرا، الهندوراس والإكوادور، وكانت فرنسا قد برمجت رسميا لقاءها في شهر مارس والذي ستلعبه أمام هولندا، فيما مازال أمامها اختيار منافسين لتلعب أمامهما قبل أسابيع عن موعد المونديال، ولا تبدو الصورة واضحة لحد الآن، إن كان المنتخب الفرنسي سيقبل مواجهة "الخضر" أم أن ديشان يفضل منافسا آخر.
سويسرا ترفض مواجهة "الخضر" لنفس السبب ومن غير المستبعد أن تبحث "الفاف" عن منافس آخر شبيه بالمنتخب البلجيكي في حال رفض الجانب الفرنسي إجراء هذه المواجهة، ومن بين المنتخبات التي قد تثير اهتمام الناخب وحيد حليلوزيتش نجد المنتخب السويسري، إلا أن مدرب هذا الأخير كان قد أفصح عن عدم نيته اللعب أمام الجزائر بعدما تعرف على منافسيه في المونديال، علما أن سويسرا وقعت في مجموعة فرنسا التي تغيب عنها المنتخبات الإفريقية، وكانت هناك إمكانية لإجراء مواجهة ودية بين "الخضر" والمنتخب السويسري لكنها الآن مستحيلة، وقد تحول الأنظار في حال رفض فرنسا أيضا إلى منتخبات أوروبية أخرى مثل ألمانيا.
المنتخب الياباني أفضل خيار ويشبه كوريا الجنوبية وإذا كانت التحضيرات للمواجهة الأولى أمام بلجيكا تمر عبر ملاقاة منتخب أوروبي، فإن "الفاف" مطالبة أيضا بالبحث عن منافس آسيوي تحضيرا للقاء الثاني مع كوريا الجنوبية، وقد لا يختلف اثنان في كون المنتخب الياباني هو الخيار الأفضل ل البوسني حليلوزيتش، لأن طريقة منتخب "الساموراي" تشبه إلى حد بعيد طريقة نظيره الكوري، وهما المنتخبان اللذان سيطرا على الكرة الآسيوية في السنوات الأخيرة، حتى أن المنتخب الياباني يعد الأقوى حاليا في القارة، وبالتالي فإن ملاقاته وديا فرصة مواتية للوقوف على مستوى منافس "الخضر" المقبل، وذلك عكس برمجة لقاء مع منتخب آسيوي آخر ولو كان متأهلا للمونديال مثل إيران.
مواجهته ممكنة بعد وقوعه مع كوت ديفوار وإيران حل بديل لم تبرمج الاتحادية اليابانية أي مواجهة ودية لحد الآن، لتبقى فرصة مواجهة هذا المنتخب وديا ممكنة جدا، خصوصا وأن اليابان قد تبحث عن منافس من القارة السمراء بعد وقوعها في مجموعة تضم المنتخب الإيفواري، ولو أنها قد تفضل منتخبات من غرب إفريقيا على غرار الكاميرون ونيجيريا، ولا نستبعد لجوء "الفاف" إلى اختيار المنتخب الإيراني لملاقاته وديا سواء في مارس أو جوان إذا لم تتوصل لاتفاق مع الجانب الياباني، علما أن إيران لعبت في ذات المجموعة التصفوية مع كوريا الجنوبية وفازت عليها في الجولة الأخيرة ب سيول لتنهي المشوار في الصدارة.
روسيا تتمتع بأسلوب خاص جدا وأوكرانيا نسخة مصغرة عنها أما عن المنافس الأخير ل"الخضر" وهو المنتخب الروسي، فإنه يتمتع بأسلوب خاص جدا، إذ يلعب بطريقة دفاعية ويعتمد على لاعبين كلهم ينشطون في بطولته المحلية، وبالتأكيد فإن إيجاد منافس تشبه طريقته هذا المنتخب صعب للغاية، ولو أن الحل قد يكون في جاره الأوكراني الذي فشل في التأهل إلى المونديال وأقصي على يد فرنسا في الملحق الفاصل، ويعتبر منتخب أوكرانيا نسخة مصغرة عن "الدب الروسي"، وذلك لاعتماده أيضا على طريقة دفاعية محضة بلاعبين ناشطين في البطولة المحلية، علما أن هذه الدولة هي أصلا منفصلة عن الاتحاد السوفياتي، وبالتالي فقد تكون أفضل منافس ممكن.
بولونيا قد تكون أيضا منافسا جيدا وأفضل من البوسنة تداولت أسماء عدة منتخبات في الأيام الفارطة، كانت "الفاف" قد تلقت عروضا لمواجهتها وديا، وبينها المنتخب الأوكراني، وبالتالي فإنها فرصة مواتية للعب أمام منافس بأسلوب شبيه جدا بالأسلوب الروسي، كما أن هناك اقتراحات أخرى منها مواجهة البوسنة التي لعب "الخضر" أمامها قبل أشهر، لكن هذا المنتخب لا يبدو الاختيار الأنسب حتى وإن كان من منتخبات شرق أوروبا، وذلك لأن طريقته مختلفة تماما وهو يعتمد أكثر على فنيات لاعبيه المحترفين، وإذا لم يحدث اتفاق مع أوكرانيا فإن بولونيا تبقى خيارا مناسبا أيضا، وهو منتخب قوي يضم في صفوفه نجوما من طينة ليفاندوفسكي.