يتوجّب على المدرب الوطني الفصل في هوية المنتخبات ودراسة كلّ المعطيات قبل الفصل في هوية المنتخبات التي يختارها "الخضر" قبل المشاركة في مونديال البرازيل، لأن المباريات الودية الثلاث يجب أن تكون أمام فرق تكون طريقة لعبها الأقرب لمنافسي "الخضر" في المجموعة الثامنة، ولا يكون الاختيار ارتجاليا، خاصة أن المنتخب الجزائري سيواجه لأول مرّة منتخبين لم يسبق له مواجهتهما وهما روسيا وكوريا الجنوبية، ما يستوجب دراسة طريقة لعب هذين المنتخبين، ومحاولة إيجاد المنتخبات التي تعتمد على نفس أسلوب اللعب في محاولة لإعداد لاعبينا أمام هذين المنافسين. ولكن المغالطة التي قد يقع فيها الفنيون، هو ربط طريقة منتخب بلجيكا بمدارس كروية أوربية تبدو قريبة من بلجيكا التي غابت منذ 14 سنة عن الحدث الكروي العالمي، ولكن المعطيات الحالية تشير إلى تغيّر ملحوظ في الكرة البلجيكية وفي التعداد الذي يشكل "الحمر" في الوقت الراهن، والذي يتوجب دراسة دقيقة وتفصيلية لمتصدّر مجموعة الجزائر. "الحمر" يعتمدون على القامة والقوّة البدنية والمتتبع لطريقة لعب المنتخب البلجيكي يلاحظ تطوّره وتحسّنه في السنة الحالية، بعد فترة فراغ دامت أكثر من عشرية عجز فيها "الحمر" عن التواجد في نهائيات كأس العالم منذ مونديال 2002. ولكن المباريات التي لعبها هذا المنتخب البلجيكي وبإجماع العارفين والمختصين، أصبح يعتمد أكثر على طريقة لعب هي الأقرب إلى المدرسة الأنجلو- ساكسونية، بالنظر إلى التركيبة البشرية لأشبال المدرب "مارك ويلموتز"، المشكلة أساسا من لاعبين ينشطون في مختلف الفرق الإنجليزية، حيث يعتمدون على القوة البدنية والقامة القوية للاعبين، ما يجعل المنتخب البلجيكي الحالي الأقرب طريقة لعب البريطانيين. ركائز "الحمر" تنشط في "البريمر ليغ" ويعود التطوّر الذي يشهده المنتخب البلجيمي بشكل أساسي إلى انتقال أفضل لاعبيه إلى أكبر الفرق الأوربية، وبوجه خاصّ إلى الفرق الإنجليزية، حيث أصبح رفقاء هازارد نجم تشيلزي من أبرز لاعبي "البيريمر ليغ"، على غرار هداف المنتخب لوكاكو (هداف إيفرتون)، مراون فلايني من مانشستر يونايتد، أو كومباني من مانشستر سيتي، بروين (تشيلزي)، وهم ركائز المنتخب رفقة فامبويتن من اليايرن، وفيتسال (زينيت الروسي)، حيث ينشطون في أقوى بطولة في العالم، ما يغيّر هوية طريقة لعب بلجيكا، التي تعتمد على لاعبين يحسنون اللعب على النمط الإنجليزي. صراع بوڨرة – "لوكاكو" منتظر في جوان وسيكون مجيد بوڨرة قائد "الخضر"، مرّة ثانية، على موعد لمراقبة أحد أفضل المهاجمين في الدوري الإنجليزي، بعد تمكنه من فرض الرقابة في مونديال جنوب إفريقيا على النجم الإنجليزي روني، ويتعلق الأمر ب "لوكاكو" هداف إيفرتون، الذي سيكون رأس حربة بلجيكا ومصدر الخطر في هجوم "الحمر". البرتغال لا تتناسب مع لعب بلجيكا تردّد أخبار إمكانية مواجهة "الخضر" البرتغال وديا في شهر مارس المقبل، من أجل الإعداد للمواجهة بلجيكا قد لن تفيد "الخضر" من الجانب الفني، بحكم أن البرتغال الأقرب إلى المدرسة اللاتينية التي تعتمد على التمرير السريع واللعب الفني المشابه للطريقة الجزائرية. كما أن لاعبي المنتخب الجزائري الذين تكوّنوا في مدارس فرنسية، لن يكتشفوا المدارس الجديدة التي ستنافسهم في المجموعة الثامنة. أوكرانيا الأفضل لتحضير روسيا والأمر الثاني الذي يثير استغراب المتتبعين فيما يخصّ قائمة المنتخبات التي تريد مواجهة الجزائر، أنها قد تخدم منتخبات مثل إسبانيا وكولومبيا للاحتكاك بمنتخب يشبه في طريقة لعبه منافسي هذه المنتخبات، ولكنها لن تكون لها فائدة للمنتخب الجزائري المدعوّ لمواجهة فريق آسيوي يشبه في طريقة لعبه المنتخب الكوري. ويبقى اليابان المتأهّل إلى دورة البرازيل أفضل منافس لتحضير المباراة الثانية، وبرمجة مباراة أمام أوكرانيا سيسمح أيضا ل "حليلوزيتش" بتحضير لقاء روسيا، بما أنه ينتمي للمدرسة السوفياتية سابقا، خاصة أن حليلوزيتش كشف جهله لطريقة لعب روسيا وكوريا الجنوبية في تصريح بعد نتائج القرعة.