أسقطت النيابة الإسبانية كل التهم التي وجهت أمس إلى نجم برشلونة ليونيل ميسي ووالده جورج حول التورط في غسيل وتبييض أموال المخدرات، وذكرت النيابة أن الأمر يتعلق بشبكة تتخفى وراء تنظيم فعاليات متباينة من بينها مباريات ودية للنجم الأرجنتيني، يأتي هذا مباشرة بعد خروج "البرغوث" من قضية شائكة وهي التهرب الضريبي والتي تبين أنه بريء منها هي الأخرى، وبعد تقصي الكثير من الحقائق نجد أن هناك بعض الأطراف في إسبانيا تسعى جاهدة وتحاول فعلا تشويه صورة نجم برشلونة لسبب غير مفهوم، كما أن الأمر يدعو إلى القول بأن هناك أياد خفية تسعى لتغيير الوضع بطريقة مشروعة أو غير مشروعة. الحادثة ليس الأولى بالنسبة ل"البرغوث" وتعتبر هذه القضية (غسيل الأموال) الثانية من نوعها في مشوار ليونيل ميسي، حيث حصل وأن واجه الهداف التاريخي ل برشلونة تهمة التهرب الضريبي في ظروف مشابهة تماما لظروف قضية غسيل الأموال، ويذكر الجميع من دون شك تعرض الأرجنتيني إلى إصابة في ربع نهائي رابطة أبطال أوروبا الموسم الماضي أمام باريس سان جرمان، وأثناء استعداده للعودة مجددا إلى المستطيل الأخضر أثيرت فضيحة التهرب الضريبي والتي تبين لاحقا أنها جريمة ارتكبها المستشار المالي ل ميسي ووالده، ليقوم نجم البارصا سريعا بتسوية وضعيته تجاه هذه القضية مع مصلحة الضرائب من أجل إنهاء الموضوع، لكن هذا لم يمنع من تعرضه لتوتر تسبب في انهيار واضح لمستواه خاصة نهاية الموسم الماضي.
ملابسات قضية التهرب الضريبي تشبه قضية غسيل الأموال وفي نفس السياق، تعرض ميسي إلى إصابة خطيرة بعد بداية موسم جيدة على العموم، وفي حين يهم بالعودة إلى الإبداع مع فريقه أثيرت قضية غسيل أموال المخدرات من قبل والده جورج مستغلا اسم شركة ابنه الخيرية، وهي ظروف مشابهة وبطريقة غريبة لقضية التهرب الضريبي، وإن كانت قضية تبييض الأموال لا تستند إلى وقائع قانونية على حد تعبير وزارة الداخلية الإسبانية وعائلة ميسي قبلها، إلا أنه بإمكانها أن تؤثر كثيرا على نفسية أحسن لاعب في العالم لأربع مواسم متتالية، ما يجعلنا كمتتبعين نقول بأن ما يحدث ل ميسي ليس من باب الصدفة، بل هناك كواليس تسير في الخفاء دون أن يراه أحد.
حديث عن مؤامرة لدفعه نحو الرحيل خارج برشلونة ويبدو من خلال كل المعطيات السابقة أن هناك جهات في إسبانيا تسعى لتشويه صورة ليونيل ميسي وزعزعة العلاقة بينه وبين برشلونة، ولأن اللاعب والنادي لا يرغبان في الانفصال عن بعضهما، فلم يبق بالنسبة للجهات المسؤولة إلا أن تجعل الحياة ل ميسي وعائلته مستحيلة في إسبانية، لإجباره على مغادرة برشلونة إلى ناد آخر، فمن يا ترى المسؤول عن هذه الإشاعات والأحاديث؟ ومن يدفع للصحافة الإسبانية من أجل توتير ظروف المعيشة بالنسبة للنجم الأرجنتيني؟ ومن هو المسؤول الذي ورط المستشار المالي له في التهرب الضريبي؟ ومن زج باسم والده في قضية غسل الأموال؟ الأسئلة تبقى مطروحة لحد الآن.
هل للريال والحكومة الإسبانية علاقة في ذلك؟ وتتجه أصابع الاتهام في مثل هذه الحالات مباشرة إلى الغريم التقليدي ل برشلونة، ريال مدريد والحكومة الإسبانية على حد سواء، فما مدى صحة هذه النظرية؟ بالنظر إلى الواقع فإنه ليس من مصلحة ريال مدريد أن يبقى نجم بحجم ليونيل ميسي في تشكيلة أكبر منافس ل"الميرنغي"، لكن بقاءه في الجهة المقابلة –ونقصد هنا الحكومة الإسبانية- يأتي في صالحها تماما، هذا لكي تبقى "الليغا" الدوري الأكثر حصدا للأموال، خاصة إذا علمنا أن مداخيل حقوق بث مباريات الناديين وصلت إلى 400 مليون أورو الموسم الماضي، وهي مرشحة للارتفاع بعد التحاق نايمار دا سيلفا من جانب برشلونة وغاريث بايل من جانب ريال مدريد إلى 440 مليون أورو، لهذا فمن صالح الاتحاد الإسباني وخلفه الحكومة أن يعيش ميسي سعيدا في برشلونة.