حدثت واقعة مكررة في زمن وظروف محددة مع النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي مما يثير الكثير من التساؤلات المريبة حول الأيادي الحفية التي تحاول تغيير الواقع بمختلف الوسائل المشروعة أو غير المشروعة. تعرض الهداف التاريخي لنادي برشلونة بطل ومتصدر الدوري الاسباني لكرة القدم للإصابة في مباراة ربع النهائي لدوري الأبطال بنسخته الماضية أمام باريس سان جيرمان الفرنسي، وعندما كان يهم بالعودة أثيرت قضية التهرب الضريبي والتي تبين لاحقا أنها جريمة ارتكبها المستشار المالي للنجم الأرجنتيني ووالده، وسرعان ما قام ميسي بالتسوية المالية مع وزارة الخزانة الإسبانية لطي الموضوع، دون أن يمنع ذلك من تعرضه لتوتر نفسي وتراجع معنوي واضح أثر بشكل مباشر على أدائه داخل المستطيل الأخضر. واختتم ميسي الموسم الماضي بصورة سيئة جدا تخالف تماما الصورة التي ظهر عليها في بدايته، مما أجبر إدارة البرشا على حسم صفقة البرازيلي نيمار بأي ثمن كان. وتكرر ذات المشهد مع ميسي في الأسابيع الأخيرة من العام الحالي، حيث تعرض البرغوث للإصابة بعد بداية ليست مثالية، وها هو يهم للعودة من جديد بعد التعافي من الإصابة وكله أمل بأن ينجح في استعادة مستواه الحقيقي وكامل مهاراته، ولكن سرعان ما أثيرت قضية جديدة وهي اتهام والده بغسل أموال المخدرات عبر استخدامه اسم مؤسسة ميسي الخيرية. هذه القضية وإن كانت لا تستند لوقائع قانونية كما قالت عائلة ميسي وأكدت وزارة الداخلية الإسبانية، إلا أنها قد تؤثر أيضا على نفسية ومعنويات أفضل لاعب في العالم عندما يعود ليركض من جديد على أرضية الميدان. ولأننا كعرب نؤمن دائما بنظرية المؤامرة، فإن ما يحدث مع ميسي قد لا يكون من باب الصدفة.. فلا بد وان هناك شيء ما يسير في الخفاء دون أن يراه أحد. الأكيد أن هناك جهات تحاول زرع الشوك في العلاقة الناعمة بين ميسي وبرشلونة، ولأن اللاعب والنادي لا يرغبان إلا في البقاء معا، فالحل الأمثل هو جعل حياة ميسي وعائلته في إسبانيا مستحيلة، حتى يجبر على مغادرة برشلونة إلى نادي آخر في انجلترا أو المانيا. من يدفع للصحافة في إسبانيا حتى تواصل التشويش على ميسي، من الذي ورط مستشار ميسي المالي في التهرب الضريبي ومن الذي زج باسم والده في هذا الموضوع الجديد عن غسل الأموال.. من من من.؟ كلها مجرد أوهام.. أم أن هناك فعلا مخطط كبير يهدف إلى رحيل ميسي وعائلته عن إسبانيا؟ ربما نشير بأصابع الاتهام إلى ريال مدريد والحكومة الاسبانية، ولكن أليس من مصلحة الاثنين أن يبقى ميسي في الدوري الاسباني حتى تبقى الليغا البطولة الأكثر جلبا للأموال، ويكفي أن نعلم أن كل من ريال مدربد وبرشلونة حصل على 200 مليون دولار الموسم الماضي من حقوق البث التلفزيوني، وهذا الرقم مرشح للارتفاع إلى 220 مليون في الموسم الحالي بعد جلب نيمار وبيل. إذا فإن من مصلحة ريال مدريد والاتحاد الاسباني ومن خلفهما الحكومة الاسبانية أن يبقى ميسي سعيدا للحياة في اسبانيا، وأن يشعر بالأمان مع عائلته دون تشويش أو تشويه للسمعة والذمة المالية.. فهل تعتذر الصحيفة التي أثارت هذه الزوبعة ام تمضي في هذا الطريق الذي لا تحمد عقباه.؟