حققت تشكيلة مولودية سعيدة الأهم عندما استقبلت أولمبي أرزيو بملعب 13 أفريل وفازت عليه بنتيجة هدفين دون رد، لتتمكن بذلك من تعزيز رصيدها من النقاط والاحتفاظ بصدارة ترتيب البطولة، ولعل أهم ما ميز هذا اللقاء هو السيطرة المطلقة للعناصر السعيدية، وكذا الكم الهائل من الفرص الخطيرة التي أتيحت لمهاجمي سعيدة والتي ضاعت بسهولة وأكدت لكل من تابع اللقاء أن الخط الأمامي لا يزال يعاني العجز بدليل أن المولودية فوتت الفرصة لتنهي اللقاء بنتيجة عريضة. من جهة أخري لم يرق أداء لاعبي المولودية لمستوى تطلعات الأنصار ولم يقدم رفقاء بن طوشة مردودا يؤكد بأن المولودية قادرة على الفوز في المباريات المقبلة خاصة تلك التي ستلعب خارج الديار أمام مروانة وتموشنت وبجاية. الصراع يشتد في كوكبة المقدمة لم تكن نتائج الجولة التي لعبت يوم الجمعة في صالح المولودية مثلما عودتنا البطولة في الجولات السابقة، حيث حقق كل المطاردين الفوز في مبارياتهم، فالجمعية مثلا استغلت فرصة استقبالها لاتحاد سطيف وحققت الفوز بهدف وحيد، ويبقى فارق النقاط بينها وبين سعيدة ثلاث نقاط، في حين حافظ «سي أس، سي» على فارق 4 نقاط بينه وبين الصادة بفوزه الأخير أمام القبة، بينما عاد تموشنت بنقطة ثمينة من تنقله إلى «الصام»، ليبقى الصراع على أشده في كوكبة المقدمة خاصة إذا ما علمنا أن الوصيف السابق «الباك» تنقصه مواجهة أمام «الحواتة» في ملعب مستغانم ستلعب يوم 13 أفريل. «الصادة» تحقق المهم في انتظار الأهم وبفوزها الأخير أمام «لوما» حققت «الصادة» ما كانت تصبو إليه، وواصلت تحقيق الهدف الذي سطرته بعد لقاء الحواتة بالفوز في كل المباريات التي تلعب في سعيدة لترفع بذلك رصيدها ل 49 نقطة كاملة ، لكن ورغم ذلك لم يكن الفوز الأخير كافيا ليجعل المولودية في مأمن عن مطاردة بقية الملاحقين، حيث لا يزال الفارق بين «الأمسياس» والوصيف ثلاث نقاط فقط، وهو الأمر الذي يتطلب من لاعبي المولودية بذل المزيد من الجهد في المباريات القادمة خاصة في اللقاء المرتقب نهاية هذا الأسبوع أمام مروانة والذي يعد الأهم في مشوار المولودية لأن الفوز في شرق البلاد سيمكن السعيدين من تحقيق نسبة كبيرة من الهدف المسطر هذا الموسم. قوة المولودية لم تتعد نطاق ملعب سعيدة والمتتبع لنتائج المولودية هذا الموسم، يدرك أن المولودية تعيش تناقضا كبيرا من حيث نتائج مبارياتها داخل الديار وخارجها، والدليل أن «الصادة» حققت الأهم في كل مبارياتها التي لعبت في ملعب سعيدة ولم تسجل أي تعثر سوى في لقاءين، الأول أمام اتحاد حجوط والثاني أمام الحواتة، في حين اختفت قوة المولودية خارج الديار، ولم يستطع لاعبوها الفوز سوى أمام بن طلحة، ليبقى الأمر يثير الدهشة والغرابة عن سر الاختلاف في أداء اللاعبين ونتائج الفريق بين المباريات التي تلعب داخل الديار وخارجها، وتجدر الإشارة إلى أن الفوز أمام أرزيو يعد الفوز رقم 12 داخل الديار. فرص بالجملة و تضييع بسذاجة كبيرة أمر غريب ما يحصل للقاطرة الأمامية للمولودية، كيف لا، ومهاجموها ضيعوا أمام «لوما» فرصا سانحة لا تعد، وانفردوا بالحارس غازي في أكثر من مناسبة، لكنهم لم يتمكنوا من هز الشباك سوى في مناسبتين ، رغم أنهم كانوا قريبين من دك شباك أرزيو بأكثر من خمسة أهداف محققة، والغريب الذي لم يصدقه أنصار سعيدة بالإضافة إلى الفرص التي ضيعها بوزياني وبن عبد الله هي الفرصة التي ضيعها حنيدر والتي وجد نفسه على أثرها أمام شباك فارغة بعد أن راوغ الحارس لكنه فشل في التسجيل واصطدمت كرته بالقائم في لقطة أكدت نقص التركيز الذي أصبح السمة البارزة لكل مهاجمي المولودية. يذكر أن دفاع المولودية كان ممتازا أمام «لوما» ، حيث استطاع لاعبا المحور بسباس وبختاوي الحد من خطورة مهاجمي لوما وجعلا الحارس دحماني في مأمن طيلة فترات المقابلة. دلالو وبوزياني يصابان لم يستطع اللاعب دلالو مواصلة ما تبقى من اللقاء بسبب تعرض لإصابة على مستوى الفخذ، وقد ترك مكانه للبديل لعراك في (د73)، وعقب اللقاء اتصلنا بدلالو فأكد لنا أنه لم يعرف بعد ما إن كانت الإصابة خطيرة أم لا، وأشار إلى أنه شعر بآلام في الفخذ. من جهته تعرض المهاجم السابق لأولمبي أرزيو بوزياني لإصابة في الدقائق الأخيرة منعته من مواصلة اللعب، وينتظر أن يجري مسجل الهدف الثاني للمولودية فحصا طبيا ليتأكد من إمكانية مشاركته أمام مروانة. بلعواد خارج حسابات حموش أجرى مدرب المولودية بعض التغيرات على مستوى التشكيلة الأساسية تزامنت مع عودة كل من بن عبد الله ودلالو اللذين غابا عن لقاء «الباك» السابق، وفضل المدرب عدم استدعاء لاعب وسط الميدان الهجومي بلعواد الذي تابع اللقاء من المدرجات، فيما استدعى حموش مهاجم الأواسط حمدي الذي بقى في كرسي الاحتياط ولم يشارك عكس عدادي الذي دخل بديلا في الشوط الثاني. شرايطية يواصل تألقه واصل المهاجم شرايطية تقديم عروضه الممتازة أمام أرزيو خاصة في الشوط الأول، حيث نال اللاعب إعجاب كل من تابع اللقاء بفضل تحركاته الكثيرة التي أربكت دفاع «لوما» لتتوج جهود هذا اللاعب بهدف سجله في الدقائق العشر الأولى حرر به أنصار المولودية. وعاد شرايطية في بداية الشوط الثاني ليحكم سيطرته على الرواق الهجومي الأيمن، قبل أن ينخفض مرددوه في نصف الساعة الأخير بسبب التعب الذي نال منه. بوزياني يسجل هدفه الثامن تمكن المهاجم بوزياني من تسجيل هدفه الثامن بألوان المولودية بعدما تمكن في (د56) من اللقاء الأخير من إحراز الهدف الثاني للمولودية عن طريق ركلة جزاء، ولا يزال يحتل ثاني ترتيب هدافي الفريق بعد المهاجم بن عبد الله، مع أن بوزياني غاب لمدة طويلة عن الميادين في مرحلة الذهاب وبداية الإياب، لكنه أصبح يلعب بانتظام في الآونة الأخيرة. وتلقى إنذار مجانيا لا أحد أصبح يفهم تصرفات بعض اللاعبين التي سيكون لها انعكاس سلبي على المولودية في المباريات القادمة، فاللاعب بوزياني مثلا تلقى إنذارا مجانيا في اللقاء الأخير بعد تسجيله الهدف الثاني بسبب نزعه القميص، رغم أنه كان بإمكانه أن يتفادى ذلك الإنذار ويعبر عن فرحته بطرق أخرى لا تضر الفريق، والغريب أن مثل هذه التصرفات أصبحت تتكرر في كل مرة رغم أن اللاعبين يدركون أنها قد تعرضهم للعقوبة، وهو الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن سر هذا الاستهزاء وعن السذاجة التي أصبح يتلقى بها لاعبو المولودية البطاقات المجانية. أبواب الملعب مغلقة في وجه رجال الإعلام مرة أخرى وجد رجال الإعلام أنفسهم أمام أبواب مغلقة عندما اتجهوا لغرف تغييرا الملابس لأخذ انطباعات المدربين واللاعبين، ولم تقم الشرطة المكلفة بالتنظيم بفتح الباب إلا بعد مرور مدة زمنية طويلة وبعد تدخل مدير الملعب بالنيابة، عكس كاميرا التلفزيون التي دخلت بسهولة كبيرة ووجدت كل التسهيلات للقيام بمهامها، الأمر الذي جعل كل ممثلي رجال الإعلام يقاطعون الندوة الصحافية وينسحبون في صمت تعبيرا منهم عن استيائهم من التصرفات التي أصبحت لا تطاق في ملعب 13 أفريل، حيث يعامل التلفزيون الجزائري بطريقة ممتازة عكس رجال الصحافة المحلية الذين لا يملكون كاميرات يصورن بها ما يحصل. ويبقى الحل الوحيد أمام مثل هذه التصرفات أن ندخل في المباريات القادمة ملعب 13 أفريل بكاميرات ونصور كل ما يحصل لعل وعسى يتحسن الوضع المؤسف الذي أصبحنا نعيشه في كل لقاء.