قدّم مدافع نادي مايوركا الإسباني الياسين كادامورو مباراة كبيرة أمام سلوفينيا في أول ظهور له مع "الخضر" كمدافع محوري، إذ لم يسبق للناخب الوطني توظيفه في هذا المنصب رغم أنّ كادامورو لعب فيه مع فريقه السابق ويلعبه فيه مع فريقه الحالي. وقد شكّل كادامورو المحور رفقة بوڤرة في أول مباراة لهما سويا، وقدّم فيها مردودا مقبولا للغاية وعوض بامتياز بلكالام ومجاني اللذين تابعا المباراة من مقعد البدلاء بسبب عدم جاهزيتهما، بسبب عودة بلكالام إلى المنافسة بعد ثلاثة أشهر من الغياب وتأثر مجاني بالإصابة التي تعرض لها في الكتف. حليلوزيتش أعجب بمردوده وأشركه في اللقاء كاملا المؤشر الذي يكشف أنّ كادامورو كسب ثقة الناخب الوطني في مباراة سلوفينيا هو إشراكه طيلة التسعين دقيقة، مقابل تفضيل البوسني تعويض القائد بوڤرة في بداية الشوط ب حليش الذي لعب في المرحلة الثانية بجانب كادامورو ووجد ضالته معه في أول ظهور لهما سويا، وهو ما يؤكد أنّ كادامورو كان "الباترون" في محور دفاع "الخضر" سهرة الأربعاء الفارط. كادامورو يلعب بالقدمين ويحسن بعث اللعب من الدفاع وكشف كادامورو أنّه مدافع محوري مثالي من خلال الوجه الطيب الذي أبانه في مباراة أول أمس، فقد قام بدوره الدفاعي على أفضل وجه في المحور، كما أنّه سمح ببعث اللعب من الدفاع بفضل مؤهلاته الفنية وقدرته على اللعب بالقدمين، وهي الميزة التي سمحت له لأن يكون مصدر بناء هجمات "الخضر" من وسط الدفاع. غطى جهة غلام بإحكام ويعتبر كادامورو من المدافعين المحوريين القلائل في المنتخب الذين يحسنون اللعب في الرواق الأيسر، وسبق له أن نشط في الجهة اليسرى من دفاع "الخضر" وفريقه السابق سوسييداد، وهو نفس الدور الذي لعبه في مباراة سلوفينيا عندما غطى جهة غلام الذي كان يكثر الصعود لتدعيم الرواق الأيسر من هجوم "الخضر" الذي كان مصدر أغلب المحاولات الهجومية لرفقاء غلام والجهة التي جاء منها هدفا سوداني وتايدر. أخلط حسابات حليلوزيتش وسينافس مجاني وبلكالام وفضّل حليلوزيتش منح الفرصة ل كادامورو أمام سلوفينيا من أجل تجريبه في محور الدفاع، وذلك حتى يحدد قائمة المحوريين ويشكّل الثنائي المحوري المثالي تحسبا للمونديال، لكن أداء اللاعب المقنع أمام سلوفينيا أخلط حسابات الناخب الوطني الذي سيجبر على تأجيل الفصل في المحور المثالي إلى مباراة رومانيا التي ستكون آخر اختبار قبل أول مباراة في المونديال أمام بلجيكا. ---- كادامورو: "أرتاح في محور الدفاع وهذا سر تألقي" "بن طالب إضافة جيدة والأماكن ستكون غالية في المونديال" "نحن من كنا الأقوى وسلوفينيا لم يكن منافسا ضعيفا" خطف لياسين كادامورو مدافع مايوركا الإسباني الأنظار إليه، في مباراة الجزائر أمام منتخب سلوفينيا سهرة أول أمس الأربعاء بتألقه في محور الدفاع، وهو منصب ليس غريبا على اللاعب الذي تألق باللعب فيه مع فريقه السابق "ريّال سوسييداد"، غير أنه منصب جديد عليه مع "الخضر" بما أنها المرة الأولى التي يلعب فيه. "الهداف" اقتربت من كادامورو عقب نهاية اللقاء وتحدثت معه عن المباراة وعن منصبه الجديد ومشاركته الأساسية. بداية، ما تعليقك على الفوز الذي حققتموه على حساب منتخب سلوفينيا، في أول مباراة تحضيرية لكم قبيل "مونديال" البرازيل؟ فوز منطقي ومستحق، لأننا كنا الأفضل على المستطيل الأخضر، لا يخفى عنكم أننا كنا نرغب في التألق في هذه المباراة رغم طابعها الودي، حتى نختبر أنفسنا ثلاثة أشهر قبيل نهائيات كأس العالم، وتمكّنا بفضل الإرادة التي ظهرنا بها من البروز نتيجةً وأداءً، ما يفتح لنا الشهية للتألق في المباريات الودية المقبلة، قبيل خوض غمار "المونديال". المباراة عرفت مشاركتك لأول مرة مع "الخضر" في محور الدفاع، فكيف سارت الأمور معك؟ وهل وجدت ضالتك في هذا المنصب؟ صراحة، لم أشعر من قبل قطّ بالراحة التي شعرت بها اليوم (الحوار أجري بعد نهاية اللقاء)، لقد برهنت على الميدان أني أملك الإمكانات اللازمة كي ألعب في محور الدفاع، شعرت أني كنت حاضرا بدنيا ونفسيا، ووجدت ضالتي مع زميلي بوڤرة الذي يساعد أي لاعب يلعب إلى جانبه على التألق. كيف ذلك؟ بمعنى أن أي مدافع يلعب في محور الدفاع إلى جانب بوڤرة يجد نفسه مرتاحا للغاية ويجد سهولة في التألق، لقد وجدت ضالتي إلى جانبه وشعرت بارتياح شديد على مدار اللقاء. شاهدناك من قبل مع فريقك السابق "ريّال سوسييداد" في محور الدفاع، مثلما شاهدناك في الجهة اليسرى من الدفاع، وشاهدناك مع "الخضر" مدافعا أيمن، ما يثبت أنك متعدد المناصب، لكن في أي منصب ترتاح أكثر؟ من دون تردد أرتاح للعب في محور الدفاع، صحيح أني لاعب متعدّد المناصب وأجيد اللعب في كلّ المناصب الدّفاعية، إلا أني أجد راحتي وضالتي في محور الدفاع، وأقدّم أفضل ما لديّ في هذا المنصب. لنعد للمباراة، ولنكن صرحاء هل الجزائر هي التي كانت أقوى وأفضل، أم أن منتخب سلوفينيا كان أضعف؟ لا، المنافس لم يكن ضعيفا بل نحن من كنا أقوى، لقد واجهنا اليوم منتخبا منظما وقويا يطبق كرة قدم جميلة وحديثة، لكنه اصطدم بمنافس أقوى منه، لأننا كنا منظمين على الميدان وفرضنا عليه منطقنا، سواء دفاعيا بدفاعنا الجيد وعدم تلقينا أي هدف ناهيك عن حرمان المنافس من صنع الفرص السانحة للتهديف، أو هجوميا حيث كان مهاجمونا حاضرين وسجلوا هدفين حسما الأمور لصالحنا. هل يمكننا القول إن المنتخب الوطني بات من الآن جاهزا للعب "المونديالط والظهور بالصورة التي يتمناها الأنصار؟ لا، من السابق لأوانه أن نحكم على جاهزيتنا من الآن لموعد لا بد أن نحضر له جيّدا، فوزنا اليوم ما هو سوى بداية وفقط، صحيح أن الاختبار كان جيّدا أمام منتخب أوروبي محترم، لكن الحكم على جاهزيتنا لم يحن بعد، لأن مباراتين في انتظارنا أمام أرمينا ورومانيا ولا بد من استغلالهما جيدا في ماي وجوان المقبلين قبل دخول غمار نهائيات كأس العالم. ما هو أفضل سيناريو تتمنى حدوثه قبيل "المونديال"؟ بالنسبة لي أفضل سيناريو هو تفادي الإصابات التي مللت منها، لقد قمت بالكثير من التضحيات في الفترة الأخيرة، ومنها أني غيرت فريقا من الدرجة الأولى إلى الدرجة الثانية في إسبانيا كي ألعب، وعملت بجد كي أحجز لنفسي مكانة أساسية مع فريقي، واليوم ها أنا ألعب أساسيا مع المنتخب، وسأواصل العمل كي أحافظ على مكانتي، وأكرر أني أتمنى ألا أصاب مستقبلا. ما تعليقك على أداء زميلك الجديد في المنتخب نبيل بن طالب؟ هو إضافة جديدة وجيدة للمنتخب الوطني، لاعب يتمتع بإمكانات فنية هائلة، وأنا سعيد لتألقه وأتمنى أن يفيدنا كثيرا مستقبلا، لاسيما أنه شاب وقادر على إعطاء الكثير ل"الخضر". في ظل تألق الكثير من اللاعبين في مباراة سلوفينيا، ألا تعتقد أن الأماكن ستكون غالية في "المونديال"؟ بطبيعة الحال، الأماكن ستكون غالية جدا، وعلينا جميعا أن نعمل حتى نحظى بثقة الناخب، وآمل أن نستغل فترة التحضيرات أحسن استغلال أمام أرمينياورومانيا لكي نكون جاهزين ل"المونديال"، كما علينا أن نعمل بجدّ مع فرقنا لأن ذلك أيضا يدخل ضمن تحضيراتنا لنهائيات كأس العالم، حتى نحضر تربص ماي ونحن على أتم الاستعداد فنيا وبدنيا. كلمة أخيرة للأنصار... أنصارنا كعادتهم لبوا النداء، وكانوا خلفنا طيلة التسعين دقيقة، أتمنى أن نكون قد أدخلنا الفرحة إلى قلوبهم مثلما عوّدناهم، وأعدهم بأننا سنكون عند حسن ظنهم مستقبلا أيضا.