فاجأ اتحاد العاصمة جميع المتتبعين بإطاحته بالغريم شباب قسنطينة في دياره وأمام جماهيره، وبطريقة لم تكن تخطر على بال أحد، فالاتحاد الذي كان على مقربة من تسجيل أول هزيمة في عهد المدرب "فيلود" عاد من بعد ورفض السقوط في فخ الهزيمة، بل رفض حتى نقطة التعادل التي كانت تبدو الأقرب إلى المنطق، وخاصة التوقيت الذي جاء فيه هدف التعادل، حيث سجل هدفا في الدقائق الأخيرة، ولكن رغبة الجميع في الفوز جعلتهم يسجلون هدفا في الثواني الأخيرة من اللقاء، والعودة بالزاد كاملا إلى الدّيار. السيطرة لا تعني الفوز والواقعية هي الأهم ولا ينكر محبو الاتحاد أن المنافس تحكم في المباراة وأن فريقهم لم يقدم مستوى جيّدا مثلما عوّدنا عليه من قبل، ولكن واقعية أصحاب الزي الأحمر والأسود هي الأهم في مثل هذه المواقف، سيطرة المنافس على أغلب فترات اللقاء وخلقه للعديد من الفرص جعلت البعض يرى أن الاتحاد لن ينجو من الهزيمة، بل قد تكون ثقيلة، لكن المدرب "فيلود" عرف كيف يردّ على المشككين في قدراته. اللاعبون وقعوا في أخطاء لكنهم استدركوا الوضع واعترف المدرب "فيلود" بأن لاعبيه وقعوا في أخطاء كادت تكلفهم الهزيمة، حيث أنهم تلقوا هدفا بطريقة ساذجة، ولم يعوّدنا دفاع الاتحاد على تلقي أهداف سهلة مثل الذي سجله المنافس هذه المرّة، ولكن سرعان ما استدركوا الوضع وأنقذوا مرماهم من أهداف أخرى، وهو ما أعطى المباراة مجرى آخر، حيث أن تضييع المنافس للعديد من الفرص جعل الثقة تعود لبقية الزملاء الذين بادروا للهجوم ومن فرصتين أو ثلاث سجلوا هدفين. "فيلود" غامر بتغييرات ودخول جديات وسوڤار بداية الاستفاقة وحاول المدرب "فيلود" تصحيح الوضع بين شوطي المباراة، فأخرج بوعزة الذي لم يكن في يومه، وأقحم جديات، ما أعطى توازنا لوسط الميدان أكثر، كما أنه ضحى ببدبودة في الدفاع حيث تخوّف من تلقيه البطاقة الصفراء الثانية، وأعاد بن موسى إلى الخلف ليقحم سوڤار، ومن هناك بدأت الاستفاقة وبدأ البناء الهجومي الذي حتم على المنافس الرجوع إلى الخلف حفاظا على النتيجة. إخراج العرفي أكبر مغامرة آخر ورقة لعبها المدرب "فيلود" كانت ورقة المهاجم "أندريا"، فاختار التضحية بأحد المسترجعين، ووقع الاختيار على العرفي، وأعاد سوڤار قليلا إلى الخلف ليغطي أكثر وسط الميدان رفقة جديات، وواصل اللعب بخطة 4/3/3، وتارة كانت تتحوّل إلى 3/4/3، وهذا بصعود أحد الظهيرين بن موسى أو مفتاح في الرواق، وبطبيعة الحال هي مغامرة كان بإمكان الاتحاد أن يدفع ثمنها غاليا، لكن "فيلود" رأى أن الهزيمة بهدف أو بهدفين سيان، لذا فإن المغامرة أحسن من البقاء في الخلف والخروج بأخف الأضرار. حتى التعادل كان نتيجة إيجابية ويرى المتتبعون أنه لو عاد الاتحاد بنقطة التعادل لكانت تعدّ نتيجة إيجابية، لأن الاتحاد قبل ست دقائق عن نهاية اللقاء كان لا يزال متأخرا في النتيجة، وهو الأمر الذي يؤكد أن إدراك التعادل في تلك الدقائق الأخيرة كان يعدّ إنجازا في نظر البعض، حيث أن مجريات اللقاء تقول إن شباب قسنطينة ضيّع فوزا بثلاثية نظيفة لو عرف كيف يجسّد الفرص التي أتيحت له، ولكن الفريق الذي يحمل ثوب البطل لا يرضى بنقطة واحدة. هدفا الاتحاد أخرسا كل الأفواه وفوز عن جدارة واستحقاق واعترف المنافس قبل المناصر بأن فوز الاتحاد هذه المرّة جاء عن جدارة واستحقاق، وبفوز أسكت كل الأفواه المتشدقة في الآونة الأخيرة، حيث أن جميع المنتقدين كانوا يقولون إن الحكام يعطون الهدايا للاتحاد وهذا ما سمح له بالتواجد في ريادة الترتيب، قبل أن يأتي الرّد للمرة الثانية على العشب الطبيعي، فبعد الثلاثية النظيفة أمام المولودية هاهو الاتحاد يعاقب شباب قسنطينة، ويحقق فوزا عن جدارة واستحقاق. خمس نقاط فارق وست مباريات في العاصمة وبات الفارق بين الاتحاد والملاحق المباشر وفاق سطيف خمس نقاط كاملة، وهذا دليل كاف على أن الاتحاد يقترب من جولة لأخرى من تحقيق الهدف المسطر وهو التتويج باللقب، حيث أن كل الظروف مواتية لذلك بدءا ببقية البرنامج، فمن بين المباريات التي تفصلنا عن نهاية الموسم نجد أن الاتحاد سيلعب لقاءين فقط خارج العاصمة، وبالمقابل سيلعب ستة لقاءات في العاصمة، خمسة منها في ملعب بولوغين، وهذه المؤشرات كلها تدل على أن الاتحاد يملك كل الحظوظ للظفر بنقاط المباريات. مبارتا العلمةوالشلف منعرجان حاسمان ويرى الكثير من المتتبعين أن الجولتين 23 و24 حاسمتان، حيث ستشهدان استقبال الرائد اتحاد العاصمة على ملعبه مرتين متتاليتين، فينزل عليه ضيفا كل من مولودية العلمة وجمعية الشلف على التوالي، ومن هذا المنطلق فإن الاتحاد مطالب بضمان النقاط الست في المبارتين وقطع شوط أكبر للابتعاد أكثر عن الملاحقين، خاصة وأنه في هاتين الجولتين الملاحق وفاق سطيف يستقبل شبيبة القبائل في مباراة نارية، ويتنقل بعدها إلى قسنطينة لمواجهة الشباب المحلي. ------------ شافعي: "فرحتي بالهدف كانت استثنائية لأنّ الكل حكم علينا بالهزيمة" "أثبتنا أننا فريق يحسن التفاوض حتى وهو منهزم"
عدتم بفوز مفاجئ للجميع من قسنطينة، كيف حدث ذلك؟ الفوز جاء بفضل الإرادة والعزيمة التي تحلى بها اللاعبون وكل الفريق، فرغبتنا في العودة بالنقاط الثلاث كانت كبيرة، وهو ما جعلنا لا نفقد الأمل حتى الدقائق الأخيرة، والنتيجة أننا سجلنا هدفين عدنا بهما من بعيد وتمكنا من الوصول إلى الهدف المسطّر وهو العودة بالفوز ومواصلة تصدّر البطولة. لكن البداية كانت صعبة ولم تلعبوا جيّدا خاصة في الشوط الأول... صحيح أننا وجدنا صعوبات لأننا واجهنا فريقا يلعب بدون أي ضغط لأنه بعيد عن منطقة السقوط، والأكثر من هذا أنه بعيد عن المراتب الأولى، لذا كان يلعب بدون أي تأثيرات جانبية، بالمقابل نحن كنا مطالبين بالعمل على تفادي الهزيمة على الأقل، وهو ما سبّب لنا ضغطا من البداية، لكننا عدنا في نهاية المباراة، اللقاء يلعب في تسعين دقيقة وأحسن شيء أن تنهيه فائزا. التعادل ربما كان أقرب إلى المنطلق بالنظر إلى التوقيت الذي سجلتم فيه الهدف الأول... أجل، الجميع كانوا يرون أن التعادل سيكون النتيجة النهائية للمباراة بعد تسجيل هدف التعادل في ذلك الوقت، وبطبيعة الحال المنافس كان يأمل في الحصول على هدف ثان يتمكّن من خلاله من تحقيق الفوز، لكننا نحن من اعتمد على الهجمات المعاكسة التي أثمرت هدف الفوز في آخر أنفاس المباراة، وهذا أمر رائع جدّا، صحيح أننا لم ننتظر ذلك وكنا نقول إنّ التعادل أحسن من الهزيمة، لكن في كرة القدم يجب أن تنتظر كل شيء. وسعتم الفارق إلى خمس نقاط بعد تعادل الوفاق، فهل هي خطوة نحو التتويج؟ قلنا من قبل إنّ نتائج الفرق الأخرى لا تهمنا ولن ننظر إليها إلا بعد أن نلعب مباراتنا، وعندما نحقق الفوز حتما لن نهتم كثيرا لنتائج الفرق المنافسة، لأنّنا ببساطة حققنا الأهم، استغلينا فرصة انهزام شريكنا السابق في الريادة خلال الجولة الماضية فوسّعنا الفارق إلى ثلاث نقاط، وهذه المرة استغلينا تعادله لكي نوسع الفارق إلى خمس نقاط، وهذا دليل على أننا لا نضيّع الفرص المتاحة ونعمل دائما على تحقيق نتائج إيجابية تزيد حظوظنا في التتويج بلقب البطولة. لعبتم المباراة وأنتم على علم بنتيجة المنافس، هل لعب هذا دورا إيجابيا أم سلبيا؟ للمرة الثانية المنافسة يلعب قبل لقائنا بيومين، لكن في كل الأحوال الهدف الرئيسي بالنسبة لنا هو الفوز، لأنّ فوزه أو تعادله أو انهزامه لا ينقص من عزيمتنا على تحقيق النقاط الثلاث، لكن هناك تأثير طفيف على التركيز وعلى الضغط الذي تفرضه نتيجة المباراة، وهذه المرة كان الهدف على الأقل إبقاء فارق الثلاث نقاط، لكننا حققنا أكثر من ذلك وهو توسيع الفارق إلى خمس. أنتم مقبلون على مباراتين داخل الديار، ألا ترى أنها فرصة مواتية لإبقاء الفارق على الأقل كما هو عليه الآن؟ بلى، فالفريق الذي يلعب على اللقب عليه استغلال كل المباريات داخل الديار للظفر بالنقاط الثلاث لكل للقاء والبحث أيضا عن نقاط في مبارياتنا خارج الديّار، وما علينا سوى الحفاظ على الطريقة التي تعاملنا بها في المباريات الماضية وحققنا بها نتائج إيجابية، وعلينا تفادي تضييع نقاط على ملعبنا لأنّ ذلك يؤثر معنويا أكثر من أي شيء آخر. تنتظركم ست مباريات في العاصمة، فكيف تتوقع بقية المشوار؟ لمباريات المتبقية كلها صعبة لأننا سنستقبل أندية تلعب على تفادي السقوط وأخرى تلعب من أجل احتلال مركز مشرّف، وهذا ما يجعلنا مطالبين بالحذر والتعامل مع كل المنافسين بنفس المستوى ونفس التفكير، لأنّه لا يوجد فريق سيأتي إلى العاصمة من أجل النزهة ومنحنا هدايا بل كلهم يريدون الإطاحة بالرائد. ------------- ربوح حداد تنقل إلى قسنطينة صباحا وعاد قبل اللقاء تساءل الكثير من المتتبعين إن كان الرئيس ربوح حداد قد تنقل إلى قسنطينة أم لا، لكن كل من حضر المباراة تأكد أن الرجل الثاني في نادي "سوسطارة" لم يحضر المباراة، لكن مصادرنا قالت أنه حضر إلى قسنطينة خفية والتقى اللاعبين في الفندق من أجل تشجيعهم على مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، الرئيس حداد فضل عدم متابعة المباراة حتى لا يفرض ضغطا على لاعبيه، إذ أوصل لهم الرسالة التي كان يريد إيصالها، وقد أتت بثمارها والدليل هو رد فعل اللاعبين في الربع ساعة الأخير من نهاية اللقاء. رفع معنويات اللاعبين وحفّزهم على الفوز وكان الرئيس حداد قد رفع معنويات لاعبيه في الفندق قبل تنقل التشكيلة إلى الملعب، إذ طالبهم بأن يكون تركيزهم أكبر وأن يعطوا الفريق أهمية كبيرة، وأن يردوا الجميل بمنحه لقب البطولة الذي سيسجل بأحرف من ذهب إن تحقق، لأنه سيكون الأول من نوعه في عهد الاحتراف، ومن هذا المنطلق، زادت عزيمة اللاعبين على تحقيق الانتصار. قدّموا له أحسن هدية في عيد ميلاد ابنيه ومن باب المزاح، قال الرئيس ربوح حداد للاعبين أن مباراة شباب قسنطينة تتزامن وعيد ميلاد ابنيه "الحسن والحسين"، فأكدوا له أنهم سيحاولون إهداءهم الفوز ليكون أحسن هدية يقدمونها لهما خصوصا ولوالدهما بالدرجة الأولى، وهو ما تحقق فعلا، حداد لم يكن بإمكانه البقاء في قسنطينة فعاد مباشرة إلى العاصمة في رحلة جوّية وتابع اللقاء من وراء الشاشة. ربوح حداد: "طلبت من اللاعبين الفوز وكانوا رجالا" وفي دردشة مع الرئيس ربوح حداد حول فوز أشباله في هذه المباراة، قال: "لقد حاولت رفع معنويات اللاعبين والتأكيد لهم أننا واقفون إلى جانبهم، وقد وجهت لهم كلمة طالبتهم فيها بضرورة عدم الاكتراث لكل ما يقال، وقد أكد اللاعبون أنهم فعلا رجال ويستحقون الثناء، لقد قدموا مباراة في المستوى وعادوا من بعيد وحققوا فوزا كان يراه البعض مستحيلا، لكن لاعبينا أكدوا أنهم فعلا فريق قوي ويستحق المرتبة التي يتواجد فيها". "شافعي أهدى هدفه للحسن وأندريا للحسين" وفي مزحة مع الرئيس حداد حول ما إذا كان فوز الفريق هدية من اللاعبين في عيد ابنيه، ردّ بقوله: "لقد قلت للاعبين أن اللقاء يتزامن وعيد الميلاد الثاني لولديّ الحسن والحسينّ، فأهدوهما فعلا الفوز، والأكثر من هذا أنهم سجلوا هدفين، فهدف شافعي مهدى للحسن وهدف أندريا مهدى للحسين". -------- بنوزة كان في المستوى والحكمان المساعدان أخطآ لم يكن إتحاد العاصمة طرفا في الحديث عن التحكيم خلال آخر مباراة له، وهذا عكس ما كان عليه الحال في الجولات الماضية، الإتحاد هذه المرّة لحسن حظه أنه فاز، وإلا لكان مناصروه قد اتهموا الحكم بنوزة ومساعديه بالتحيز للمنافس شباب قسنطينة، خاصة من خلال الأخطاء التي وقع فيها الحكمان المساعدان اللذان قال عنهما الحكم يوبي أنهما وقعا في أخطاء كادت أن تؤثر في نتيجة المباراة. يوبي أكّد أن الأخطاء كانت حاسمة وقال الحكم الدولي السابق يوبي أن الحكمين المساعدين أخطآ في حق الإتحاد حين أعلن الأول عن تسلل ضد اللاعب زياية، وهو تسلل غير موجود حرم من خلاله مهاجم الاتحاد من إمكانية تسجيل هدف التقدم، وفي اللحظات الأخيرة من المباراة، أعلن الحكم المساعد الثاني عن مخالفة للشباب وهي في الحقيقة خطأ لصالح زياية، بدليل أن الحكم بنوزة ترك الأفضلية للاعب فرحات الذي كان متوجها نحو المرمى، لكن قرار الحكم المساعد كان غريبا وعكس ما أعلن عنه بنوزة. ----------- الاستئناف غدا منح المدرب "فيلود" لاعبيه راحة لمدة يومين كاملين، وهي الراحة التي جاءت عقب الفوز الباهر في قسنطينة، راحة تعتبر طويلة للاعبين الذين لم يستفيدوا من راحة يومين منذ مدة طويلة، فعقب كل مباراة كان اللاعبون يستفيدون من راحة يوم واحد، لكن تقديم اللقاء إلى يوم الجمعة سمح للمدرب بمنح لاعبيه يومين راحة، على أن تكون العودة مساء غد الاثنين إلى جو التدريبات.