قاد الدولي الجزائري نبيل غيلاس فريقه "بورتو" البرتغالي إلى تحقيق تأهل مستحق إلى الدور ربع النهائي من منافسة الدوري الأوروبي، بعدما ساعده على العودة بتعادل ثمين (2/2) من خرجته الصعبة لمواجهة نابولي الإيطالي، وهو التعادل الذي أمّن به "بورتو" تأهله إلى الدور المقبل بعدما كان قد فاز عليه ذهابا بنتيجة (1/0). وساهم قلب هجوم "الخضر" غيلاس في هذا التأهل بفضل الهدف الثمين الذي وقّعه، ليؤكّد بدوره على غرار سليماني المتألق في "سبورتينغ لشبونة" أنّه مهاجم من طينة الكبار وأنه في صحّة جيّدة شهرين فقط قبل نهائيات كأس العالم، التي لم يحسم فيها البوسني حليلوزيتش بخصوص ما إذا كان سيصطحب معه غيلاس إليها أم لا. دخوله كان حاسما و5 دقائق كانت كافية ليبعث المباراة وكان غيلاس كما جرت العادة قد دخل المباراة بديلا في الدقيقة 64، غير أنّ خمس دقائق فقط كانت كافية له كي يهزّ شباك المنافس، إذ استغل تمريرة أحد زملائه وروّض الكرة بيمينه وسدّد باليسرى ممضيا هدف التعادل الذي بعث المباراة من جديد، بما أنّ المنافس كان متقدما في النتيجة بفضل هدف "بانديف" في الدقيقة 21. وكان لهدف غيلاس الجميل تأثير إيجابي في مردود زملائه بما أنهم أمّنوا تأهلهم بفضل هدف ثان وقّعه كواريزما، وهو ما جعلهم يلعبون بارتياح كبير بدليل أنّ هدف التعادل الذي وقعه المنافس في الوقت بدل الضائع عن طريق زاباتا لم يكن مؤثرا ما دامت بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي كانت بحوزة زملاء غيلاس. الإعلام البرتغالي أشاد به ومعنويات اللاعب في السماء ولقي غيلاس الإشادة من الإعلام البرتغالي الذي أرجع له الفضل في وصول فريقه إلى الدور ربع النهائي من الدوري الأوروبي بفضل هدفه المهم جدا، لأنّ نابولي كان قريبا من تسجيل هدف ثان يؤهله عندما تمكن غيلاس من كبح جماحه بهدف التعادل الذي قضى على معنوياته، بما أنه حينها كان في حاجة إلى هدفين كي يتأهل. وبدوره بدا غيلاس سعيدا بالهدف الذي وقّعه وشاركه في فرحته زملاؤه الذين هنؤوه على أدائه والدور الكبير الذي لعبه منذ دخوله كبديل. غيلاس: "ما إن وصلتني الكرة حتى شعرت أني سأسجل" وعبّر غيلاس عن سعادته بالهدف الذي سجّله وبتأهل فريقه في تصريحات إعلامية أدلى بها مباشرة عقب المباراة لوسائل الإعلام البرتغالية التي احتفلت بتأهل فريقها للدور ربع النهائي من "أوروبا ليغ"، وقال في تصريحاته حول مردوده وهدفه: "ما إن وصلتني الكرة حتى شعرت أني سوف أسجّل الهدف في مرمى نابولي، لقد شعرت على الفور بأني سأودع الكرة في مرماه وهذا ما حدث، وأنا سعيد بالحصول على فرصتي في اللقاء وسعيد بالهدف الذي وقّعته". "كنا أكثر هدوءا من المنافس" وبخصوص مجريات المباراة وصعوبتها بما أنّ المنافس كان متقدما في النتيجة أضاف غيلاس: "كنا أكثر هدوءا من المنافس بما أننا كنا نمتلك أسبقية التفوق عليه بفضل هدف الذهاب، وبعد أن عادلنا النتيجة صرنا أكثر تحكما في زمام الأمور خلال اللقاء، بدليل أن كواريزما أضاف هدفا ثانيا أمّنا به تأهلنا، فصرنا نلعب بطريقة أفضل أمام فريق أعترف بأنه قوي جدّا". "أنا قنّاص أهداف ومهمّتي التسجيل" وعن المستوى الذي قدّمه والدور الكبير الذي لعبه في قلب الطاولة على المنافس أضاف غيلاس قائلا: "مهمتي تكمن في تسجيل الأهداف وما دمت رأس حربة عليّ أن أستغل مثل هذه الفرص لاقتناص الأهداف، وأنا سعيد لأنّ هدفي كان في منافسة قوية كالدوري الأوروبي وهذا مشجع للغاية". أهدى هدفه إلى القائد هيلتون المصاب ولم يتوان غيلاس في إهداء التأهل والهدف الذي سجّله إلى قائد نادي بورتو المصاب، والأمر يتعلق بالحارس البرازيلي هيلتون الذي تعرض إلى إصابة خطيرة أنهت موسمه مبكرا، إذ كتب عبر صفحته في "الفايسبوك": "أنا سعيد وأهدي هدفي إلى هيلتون"، علما بأنّ الأخير تلقى تضامنا واسعا من كل زملائه بعد إصابته الخطيرة. حليلوزيتش عليه أن يعيد حساباته وأن يتفادى إقصاءه المبكر ومن المؤكد أنّ تألق غيلاس لن يخدمه مع فريقه بورتو فقط بل سيخدمه كثيرا مع المنتخب الوطني، فاللاعب بات قريبا من الخروج من سباق التواجد في المونديال بسبب خيارات حليلوزيتش الذي يفضّل عليه سليماني المتألق مع المنتخب في كل المباريات، غير أنّ بروزه مجددا سيجعل حليلوزيتش يعيد حساباته من جديد بمنحه الفرصة قبل المونديال خلال التربص الذي سيخوضه المنتخب بداية من شهر ماي المقبل، مادام غيلاس أثبت أنه حي يرزق ويمارس هوايته المفضلة التي تكمن في تسجيل الأهداف ما إن يحصل على فرص اللعب، كما أنّ حليلوزيتش بات مجبرا على تنفيذ ما أمره به الرئيس محمد روراوة بعدم غلق الأبواب في وجه كل من بودبوز، بلفوضيل وغيلاس قبل الأوان، وأن ينتظر ما سيقدّمونه إلى غاية ماي ويفصل بعدها في قرار الاستغناء أو الاحتفاظ بهم. كل مهاجمي "الخضر" يوجدون في صحة جيّدة والأهم من كل هذا أنّ المباريات الأخيرة لدوليي المنتخب الوطني مع فرقهم الأوروبية، أثبتت أنهم يتواجدون في صحّة جيدة بما أنهم يسجلون باستمرار، والأمر يتعلق ب غيلاس الذي بات يستغل دقائقه القليلة مع بورتو في التسجيل، أو سوداني الذي لا يتوانى عن ممارسة هوايته المفضلة وهي زيارة مرمى المنافسين في كل جولة، أو سليماني الذي تكفيه كما يقول البرتغاليون 10 دقائق مثلما تكفيه 90 دقيقة للتهديف، دون أن ننسى فغولي الذي بات القوة الضاربة لفالنسيا، وهذا جيد شهرين قبل المونديال، في انتظار استفاقة بلفوضيل مع فريقه الإيطالي ليفورنو إذا أراد أن يكون ضمن قائمة حليلوزيتش خلال تربص شهر ماي التحضيري، لأنّ وضعيته باتت صعبة بعض الشيء ما دام أنّه لم يستعد مستواه ولا حسه التهديفي رغم أنه غيّر الفريق خلال فترة التحويلات الشتوية في جانفي الفارط، وهو ما جعل البوسني يستبق الأحداث ويقرّر الاستغناء عنه قبل أن يأمره روراوة بأن يتمهّل ويمنح الفرصة للجميع في الشهرين المتبقيين.