هذه من علامات الساعة، وهناك كلام بين الصحابة هل هذه الآية وقعت أم لم تقع... وهناك من أهل العلم من يرى أن هذه الآية لم تقع لأن الله تعالى يقول {فارتقب يوم تأتي السّماء بدخان مّبين يغشى النّاس هذا عذاب أليم، ربّنا اكشف عنّا العذاب إنّا مؤمنون، أنّى لهم الذّكرى وقد جاءهم رسول مّبين، ثمّ تولّوا عنه وقالوا معلّم مّجنون، إنّا كاشفو العذاب قليلًا إنّكم عائدون، يوم نبطش البطشة الكبرى إنّا منتقمون} تفسير ابن مسعود رضي الله عنه لهذه الآيات أن هذا الدخان المبين إنما حالة من حالات الفقر والزكمة جاءت سنين على الكفار لأن النبي دعا على قريش قال: [اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف] أي سبع سنوات قحط، فعاشوا في قحط شديد حتى أكلوا الخرق، وكان أحدهم ينظر إلى السماء فيظن أنه يرى دخان من شدة الجوع، ولكن بعد ذلك دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هذا تفسيرهم يوم تأتي السماء بدخان مبين، والبعض كابن عباس وغيره يقول: يأتي دخان قبل يوم القيامة يغشى الأرض وأن المؤمن يأخذ منه الزكمة أي يصيبه الزكام، أما الكافر فيدخل في أنفه حتى يخرج من دبره فيعذب الله به الكفار عذاباً شديداً، فيبدو والله تعالى أعلم أن هذا لا ينافي هذا، أي أن ما حصل لقريش لا ينافي أن الدخان آية من الآيات التي تكون قبل الساعة.