في إجراء يراه بعض المتابعين متمّما لقرار وزارة الأوقاف المصرية بسط نفوذها على المساجد التّابعة للجمعيات الخيرية والجماعات الإسلامية... أصدر وكيل الوزارة بالقاهرة قرارا بمنع كلّ من محمّد حسّان ومحمّد حسين يعقوب وأبي إسحاق الحويني، وغيرهم من مشايخ السّلفية في مصر، من الخطابة وارتقاء المنابر في كافّة مساجد القاهرة، وهدّد وكيل الوزارة الشّيخ جابر طايع بتقديم أي شيخ يرتقي المنبر عنوة بالمتابعة القضائية، وقال إنّ الوزارة ستعيّن أزيد من 20 ألف خطيب جديد في الأيام القليلة القادمة، ل"سدّ الثّغرة أمام الدّخلاء"، على حدّ تعبيره. ويأتي هذا القرار في سياق الإجراءات التي اتّخذها نظام الانقلاب في مصر للتّضييق على معارضيه والمتردّدين في دعمه، ويشار إلى أنّ الحويني وحسّان ويعقوب -على خلاف مشايخ حزب النّور السّلفي- عارضوا الانقلاب في البداية، ولكنّهم عادوا بعد تراجع موجة الاحتجاجات خطوة إلى الوراء وأحجموا عن الخوض في الشّأن السياسيّ، لكنّ هذا لم يشفع لهم لدى نظام الانقلاب الذي يشنّ منذ أكثر من 09 أشهر حملة إعلامية وأمنية كبيرة ضدّ الإسلاميين لعزلهم عن كافّة مواقع التّأثير، في مقابل تقديم كافّة التّسهيلات لمشايخ الطّرق الصّوفية الذين دعموا الانقلاب وتبنّوا أدبياته في اتّهام المعارضين بالتّكفير والإرهاب، بل وذهب الدّكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والمحسوب على الاتّجاه الصّوفيّ في مصر، إلى أبعد من هذا، واتّهم الإخوان المسلمين بالردّة والخروج عن ملّة الإسلام! هذا ويسجّل بعض المتابعين أنّ النّظام الجديد في مصر انفتح أيضا على المتشيّعين الذين كان لهم دور بارز في إسقاط الرّئيس المنتخب محمّد مرسي الذي جهر بالعداء للنّظام السّوريّ العلويّ، وقد كان المتحدث السّابق باسم شيعة مصر ومدير ما يسمّى "مركز مصر الفاطمية لحقوق الإنسان" بهاء أنور قد أكّد في وقت سابق أنّ محمود بدر مؤسس حركة تمرد التي كان لها الدّور الأبرز في التّمهيد للانقلاب على نظام الإخوان، شيعي عاشق لإيران حتى النخاع، ومن جهته هدّد الإعلاميّ المثير للجدل يوسف الحسني، مقدم برنامج "السادة المحترمون" على قناة ONTV، وأحد أبرز الوجوه المتّهمة بالتشيّع، والمعروف بمهاجمته الشّرسة للإخوان والسّلفيين؛ هدّد في آخر خرجاته بحبس الشّيخ محمّد حسين يعقوب، ومعاقبة كلّ من يدافع عنه.