انتظرت مولودية الجزائر إلى غاية عودتها إلى أحضان المؤسسة النفطية "سوناطراك" من أجل معانقة لقب كأس الجزائر بعد سبع سنوات عجاف، وبقدر ما كانت فرحة جماهير مولودية الجزائر داخل وخارج الوطن كبيرة بهذا اللقب بقدر ما كانت فرحة مسؤولي "سوناطراك" أكبر وجعلت أحلامهم تكبر أكثر، وهو ما أكده الرئيس بوجمعة بوملة الذي أكد أنّ عهد المشاركة الرمزية في المنافسة الإفريقية قد ولى وأنه يريد التتويج بكأس "الكاف" التي ستعود إليها المولودية الموسم المقبل. زرڤين فرح كثيرا بأول لقب في ثاني موسم ل "سوناطراك" وحسب ما رصدته عيون "الهداف" فإنّ المدير العام ل "سوناطراك" عبد الحميد زرڤين كان سعيدا جدا وهو يتلقى التهاني من كبار المسؤولين بعد صعود التشكيلة لتسلّم الميداليات من الوزير الأول عبد المالك سلّال، وتأكد بأنّ العمل الذي قامت به "سوناطراك" لم يذهب سدى كيف لا والمولودية تتوج بأول لقب لها بعد عودتها إلى المؤسسة النفطية منذ موسمين فقط وبعدما وصلت إلى النهائي في الموسم الفارط أيضا. سخّر 70 مليارا للمولودية لكنها "ماراحتش خسارة" وكان المدير العام ل "سوناطراك" قد لبّى جميع طلبات مجلس إدارة مولودية الجزائر وأكد أنه مستعد لتوفير كل الإمكانات اللازمة حتى يقف "العميد" على قدميه ويعود إلى المكانة التي تليق به، ولهذا صادق على تسريح ما قيمته 70 مليار سنتيم لتسيير شؤون الفريق، ورغم أنّ هذا الرقم أرعب كثيرين أكدوا أنه كبير جدا، إلا أن الأموال لم تذهب سدى وحقق الفريق لقبا جديدا بعد أربع سنوات عجاف. ميزانية 2015 ستكون أكبر بسبب المنافسة الإفريقية ورغم أنّ ميزانية سنة 2014 المقدرة ب 70 مليار أثارت جدلا واسعا ونقاشا حادا داخل مجلس الإدارة بسبب نية تحويل نسبة منها لتسديد الديون، إلا أنّ الرئيس بوملة سيحاول إقناع زرڤين بأن تكون ميزانية الموسم المقبل أكبر بحكم أنّ المولودية مقبلة على منافسة كأس الإتحاد الإفريقي التي تتطلب إمكانات ضخمة جدا خاصة في ظل التكاليف الباهظة للسفريات إلى أدغال إفريقيا. بوملة يؤكد أنّ التتويج بكأس "الكاف" ليس مستحيلا واعترف الرئيس بوجمعة بوملة ل "الهداف" في تصريح حصري خصّنا به عشية أول أمس بأنّ تتويج المولودية بكأس "الكاف" سيكون ثاني أهداف المشروع الضخم الذي تريده "سوناطراك" في المولودية، ورغم أنّ المهمة صعبة جدا إلا أنّ الرجل يؤكد أنّ المستحيل غير موجود في قاموسه مادامت الفرق المشاركة ليست أحسن من المولودية ولا أكثر شعبية وألقابا منها، كما أنّ "سوناطراك" مستعدة لتوفير كل الإمكانات اللازمة من أجل تشريف الألوان الوطنية في هذا المحفل. لكنه يعترف بضرورة القيام بتدعيمات نوعية وبالمقابل اعترف الرئيس بوجمعة بوملة بأنّ التتويج بهذه الكأس لن يكون بهذه الطريقة وأنه لابد أن تتغيّر ذهنيات كل الأطراف الفاعلة في الفريق حتى تصبح أكثر احترافية بالمفهوم الصحيح، وشدّد على ضرورة إجراء تدعيمات نوعية سواء على مستوى التعداد الذي سبق ل بوملة أن وصفه بالأحسن في إفريقيا، أو على مسوى مختلف الطواقم بعدما تعلّم كثيرا من أخطائه في أول موسم كرئيس للفريق. الإدارة مطالبة بالحسم في قضية المدرب مبكرا وتبقى النقطة الوحيدة التي سيكون مجلس الإدارة مطالبا بالحسم فيها مبكرا هي تلك المتعلقة بمستقبل المدرب فؤاد بوعلي الذي حقق هدفه الرئيسي مثلما اشترطت عليه الإدارة لتجديد عقده، لهذا فإنّ بوملة مطالب بمصارحة الرجل سواء إذا كان قد قرّر الاحتفاظ به ليتفاوض معه مجددا أو يتركه يحسم مستقبله بعدما صارت العروض تتهاطل عليه كثيرا في الآونة الأخيرة من أندية جزائرية أو حتى أندية خليجية مثلما أكده لنا مناجيره التونسي خالد بوغرارة. م. لكحل حقق أول لقب في مشواره كمسير ... قاسي السعيد: "لن نرضى بكأس الكاف وأضرب موعدا للياسما في نهائي السوبر" قضى المناجير العام لمولودية الجزائر كمال قاسي السعيد ليلة غير عادية بعد تتويجه بأول ألقابه كمسير في أول موسم له مع المولودية، وتحدث عن هذا الإنجاز الرائع قائلا: "ليس من السهل أن تتوج بلقب غال مثل كأس الجمهورية في أول موسم لك كمسير خاصة في ظل الصعوبات التي واجهتنا، هذا اللقب يعتبر ثمرة عمل جماعي وربّي ما خيّبناش وأسعدنا جمهورنا العريض". "الطريقة التي تأهلنا بها أمام الشاوية جعلتني لا أقلق بعد هدف القبائل" وعما إذا كان هدف التعادل الذي سجله ريّال في آخر دقيقتين من عمر الوقت الرسمي قد جعله يشك لحظة في قدرة فريقه على الفوز بهذه الكأس، أجاب قاسي السعيد قائلا: "خبرتي جعلتني أؤمن بشيء واحد فقط وهو أنّ الكأس لن تذهب إلا لمن تريده، فلو لم تكن تغازلنا لأقصينا في الدور ثمن النهائي أمام الشاوية، لكن الطريقة التي تأهلنا بها جعلتني لا أقلق وأمنت بالفريق حتى النهاية وفعلا اللاعبون لم يخيّبونا وأهدونا هذا اللقب الغالي". "كنا نرغب في محو فضيحة الموسم الفارط أكثر من بحثنا عن الكأس" وواصل مناجير مولودية الجزائر حديثه في هذا السياق قائلا: "ليس من السهل أن تنشط نهائي كأس الجمهورية لموسمين متتاليين، لكن جاءتنا هذه الفرصة لنكفّر عن أخطاء الماضي بسرعة، نحن كمسؤولين كنا نبحث عن كيفية إعادة الصورة الناصعة لمولودية الجزائر بعد فضيحة الموسم الفارط أكثر من بحثنا عن الكأس، وكنا سنصعد لتسلّم الميداليات حتى لو خسرنا النهائي". "سننافس على تأشيرة رابطة الأبطال إلى آخر جولة" وفي رده على سؤال آخر حول ما إذا كانت الإدارة الحالية قد حققت أهدافها بعدما ضمنت عودة المولودية إلى الأجواء الإفريقية بعد التأهل الرسمي لكأس "الكاف" قال قاسي السعيد: "شيء مهم أن تعود المولودية إلى المنافسة الإفريقية لأنّ فريقا عريقا كهذا من المفترض أن يبحث عن اللقب وليس عن المشاركة فقط، لكن لن نرضى بكأس الكاف مادامت البطولة لم تنته ولدينا حظوظ من أجل المشاركة في رابطة الأبطال لهذا سندافع عنها بكل قوة وإلى آخر جولة أيضا". "مباراة السوبر أمام الإتحاد فرصة للثأر من ثلاثية البطولة" ثم عرج المناجير قاسي السعيد بعد ذلك للحديث عن المواجهة المرتقبة في نهائي السوبر أمام إتحاد العاصمة وتحدث في هذا السياق قائلا: "كما تعلمون الاتحادية قررت إعادة بعث مسابقة كأس السوبر مجددا، ولأننا فزنا بالكأس فسننشطها ونلاقي جارنا إتحاد العاصمة مثلما وعدت به أنصارنا، بصراحة خسارة البطولة بثلاثية مازالت تحرق وهذه فرصتنا للثأر كرويا مثلما ثأرنا من القبائل أيضا". "اللاعبون طلبوا مني البقاء لكن المولودية لن تموت برحيلي" وكان قاسي السعيد قد أدلى بتصريح حصري ل "الهداف" تحدث خلاله عن إمكانية مغادرته النادي بعد نهائي كأس الجزائر وهذا ما جعلنا نسأله عن مستقبله فأجاب قائلا: "صحيح أنّ هناك ارتباطات أخرى قد تجعلني مرغما على مغادرة منصبي، واللاعبون تحدثوا معي وطلبوا مني البقاء لكن المولودية لن تموت برحيلي لأنّ هذا الفريق تأسس ليكون كبيرا وينافس دوما على الألقاب". "لو كنت أقرّر وحدي لجدّدت عقد بوعلي من الآن" وفي الأخير سألنا المناجير قاسي السعيد عن مستقبل المدرب فؤاد بوعلي الذي تتهاطل عليه العروض بعدما حقق الهدف الرئيسي في الموسم الحالي فأجاب قائلا: "لا أحد ينكر أنّ بوعلي قام بعمل كبير والكأس كانت ثمرة الثورة الفنية التي أحدثها داخل التشكيلة، أنا مقتنع به كثيرا لأنّ أفكاره وطريقة عمله تعجبني ولو كان الأمر بيدي لجدّدت عقده من الآن، لكن هناك مجلس إدارة ورئيس هما اللذان يقرّران". م. لكحل
بوعلى أقنع قاسي السعيد بتسريح اللاعبين كانت إدارة مولودية الجزائر قد حجزت للوفد حتى يقيم ليلة أخرى بفندق "الورود" في البليدة مهما كانت نتيجة النهائي، ورغم أنها دفعت مصاريف الإقامة إلا أنّ اللاعبين غادروا بعدما تدخل المدرب فؤاد بوعلي وأقنع المناجير قاسي السعيد بتسريحهم من أجل زيارة عائلاتهم والاحتفال معها قبل استئناف التدريبات غدا، وهو ما أسعد بوڤش وزملاءه كثيرا. قضى ليلته مع باسكال في البليدة بالمقابل فضّل المدرب فؤاد بوعلي أن يقضى ليلته بمعية مساعده باسكال فورت في فندق "الورود" بالبليدة، وذلك من أجل استرجاع أنفاسه والابتعاد تماما عن الضغط وضوضاء العاصمة، وقد توجّه بوعلي صبيحة أمس إلى مقر الإذاعة ولبّى دعوة القناة الأولى وشارك في حصة "أستوديو الكرة". ‡ رابع مدرب محلي يقود المولودية للفوز بالكأس... بوعلي: "حقّقت هدفي الرئيسي في المولودية، ولن أفرض على الإدارة أن تجدّد عقدي" كتب مدرب مولودية الجزائر فؤاد بوعلي اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ المولودية وأصبح رابع مدرب محلي يقود النادي للتتويج بكأس الجمهورية بعد خباطو، زوبا وكاوة، لهذا اقتربنا منه سهرة أول أمس بفندق "الورود" بعد وجبة العشاء وعاد بنا للحديث عن النهائي وأكد أنّه لم يشك لحظة واحدة في أنّ هذه الكأس ستذهب إلى تيزي وزو منذ تجاوز عقبة الشراڤة في المربع الذهبي. "اللقب مع فريق كبير ينادي دوما ألقابا أخرى" وأبدى المدرب فؤاد بوعلي سعادته بهذا اللقب الذي وصفه بالأغلى في مشواره وتحدث في هذا السياق قائلا: "رغم أنني فزت مع وداد تلمسان سنة 2000 كمدرب مساعد ل بن يلس إلا أنه لم ينتبني نفس الإحساس الذي أعيشه هذه اللحظات، فهذه الكأس هي الأولى لي كمدرب رئيسي والأغلى في مشواري أيضا وأنا متفائل به كثيرا لأنّ قاعدتي في الحياة هي أنّ اللقب مع فريق كبير مثل مولودية الجزائر ينادي دوما ألقابا أخرى في مشواري التدريبي". "منذ أن تأهلنا أمام الشاوية وأنا أقول لأصدقائي الكأس تاعي" واعترف بوعلي بأنّ الطريق نحو النهائي لم يكن مفروشا بالورود وأكد أنه اشتم رائحة اللقب منذ أن عاد الفريق بورقة التأهل من أم البواقي على حساب اتحاد الشاوية، وصرح في هذا السياق قائلا: "مثلما وصلنا إلى النهائي وتوجنا بهذه الكأس اليوم، كنا قادرين على توديع المنافسة مبكرا أمام الشاوية، لكن السيناريو الذي تأهلها به جعلني أقتنع بأنّ الكأس تريدنا وكنت أؤكد دوما لأصدقائي أنّ هذه الكأس تاعي". "مباراة البرج هي التي كانت مفتاح فوزنا بهذه الكأس" وفي رده على سؤال آخر حول حقيقة الضغط الذي عاشه طيلة الأسبوع الذي سبق النهائي أجاب محدثنا قائلا: "بعد تأهلنا في نصف النهائي كنت تحت ضغط شديد لأنّ خسارة الموسم الفارط وضعتني تحت ضغط شديد وزادت مسؤولياتي، لكن هذا الأسبوع كنت مرتاحا تماما لأنّ مباراة البرج سهّلت الأمور وكانت مفتاح الكأس بعدما اتضحت لي التشكيلة الأساسية، وحتى العمل النفسي لم يكن كبيرا لأنّ اللاعبين تحرّروا وكانوا يدركون حجم المسؤولية التي تنتظرهم". "جميلي أكد أنّه اختصاصي كأس وأرفع له القبعة" ثم عرج المدرب فؤاد بوعلي للحديث عن الدور الذي لعبه الحارس جميلي بعد تصديه لركلة الترجيح التي صنعت الفارق وتحدث عنه قائلا: "رغم الانتقادات اللاذعة التي وجهت ل جميلي بعد ثلاثية القبائل في البطولة إلا أنني جددت فيه ثقتي حتى لا أحطمه من جهة ولأنني أعرف حقيقة إمكاناته من جهة أخرى، أدرك جيدا أنّ جميلي اختصاصي في ركلات الترجيح من أيام تلمسان وكنت واثقا بأنه سيصنع الفارق في هذا النهائي ويستحق أن أرفع له القبعة". "لهذا السبب لم أقلق تماما رغم هدف ريّال القاتل" وعن رد فعله بعد هدف التعادل الذي وقعه ريّال في الدقائق الأخيرة قال بوعلي: "سجلنا هدفا مبكرا وكنا قادرين على حسم الأمور في الشوط الأول لكننا لم نحسن استغلال مرحلة الشك التي مرّ بها لاعبو الشبيبة، هدف ريّال جاء في وقت قاتل وكنت أخشى أن ينهار لاعبونا بعده لكن لمّا تحدثت معهم قبل انطلاق الوقت الإضافي ووجدتهم مرتاحين نفسيا لم أقلق وكنت واثقا بأنّ الكأس ما عندها وين روح". "لم نتجسّس على تدريبات الشبيبة وكل ما قلته كان حربا نفسية" وفي رده على سؤال عما إذا كان قد تجسس فعلا قبل النهائي على تدريبات شبيبة القبائل أجاب محدثنا قائلا: "صرحت فعلا بأنّنا نعرف كل ما يدور في تدريبات الشبيبة، لكن في الحقيقة لم نتجسّس عن هذا الفريق ولم نعاينه إلا في المواجهات الرسمية، لكنني تعمدت الإدلاء بذلك التصريح حتى أقلق صديقي آيت جودي وهذا من حقي لأنّ الحرب النفسية أمر مشروع في كرة القدم وقبل هذه المباريات". "من الصعب إخراج اللاعبين من أجواء الفرحة قبل مباراة الحراش" وأبدى بوعلي تخوّفه من أن تخيّم أجواء الفرحة والاحتفالات بالكأس على لاعبيه رغم أنّ المولودية تنتظرها مواجهة هامة هذا الثلاثاء أمام إتحاد الحراش في البطولة، وصرح في هذا السياق قائلا: "اللاعبون من حقهم أن يفرحوا بهذا اللقب لأنهم تعبوا من أجله كثيرا، لكنني متأكد بأنه من الصعب إخراجهم من أجواء النهائي والمرور بهم إلى أجواء مباراة الحراش خاصة في ظل عامل الوقت الذي يلعبنا ضدنا، وسأكون مضطر للعب دور الطبيب النفسي حتى أتعامل مع الوضع". "من حسن الحظ أننا سنلعب المباراة المقبلة خارج ملعبنا" وواصل بوعلي حديثه في هذا السياق قائلا: "يجب أن لا ينتهي موسمنا بعد تتويجنا بالكأس، لأنهتنتظرنا مباراة هامة أمام الحراش يجب أن نفوز بها حتى نواصل سباقنا على البوديوم، ومن حسن الحظ أنّ المواجهة التي تلي النهائي مباشرة ستجري خارج ملعبنا وسنلعب تحت ضغط جمهور المنافس حتى يشعر اللاعبون بروح المسؤولية ولا يعتقدوا أنّ الموسم انتهى". "لن أفرض نفسي بالقوة حتى أبقى في منصبي الموسم المقبل" وفي الأخير عرّج المدرب فؤاد بوعلي للحديث عن مستقبله وأكد أنه سيحترم العقد المعنوي الذي يربطه بالفريق حتى النهاية لكنه لن ينتظر بعد ذلك بعدما بدأت تتهاطل عليه العروض، وتحدث في هذا السياق قائلا: "لقد حققت الهدف الرئيسي للموسم بعد فوزنا بالكأس ومستعد لمواصلة العمل الذي بدأناه، لكن لا يمكنني أن أترجى المسؤولين أو أفرض عليهم نفسي بالقوة، سأحترم العقد الذي يربطني بالفريق حتى النهاية ولن أتفاوض مع أي فريق احتراما للمسؤولين لكن بعد نهاية البطولة سيكون هناك كلام آخر".