اعتزل خوان سيباستيان فيرون لاعب وسط منتخب الارجنتين السابق للمرة الثانية أمس الاحد في سن 39 بعد هزيمة فريقه استوديانتس الذي عشقه منذ الطفولة بهدفين لواحد أمام مضيفه تيجري ليسدل الستار على مسيرة حافلة حقق فيها نجاحات حول العالم. وعاد فيرون من الاعتزال العام الماضي لخوض موسم آخر في دوري الأضواء الأرجنتيني، بعدما كان قد حصل بالفعل على منصب المدير الرياضي في النادي الذي تألق فيه والده خوان في الستينيات من القرن الماضي، وكان يلقب وقتها بالساحر بسبب انطلاقاته ومراوغاته من جهة اليسار. ولعب القائد فيرون الملقب "الساحر الصغير" مباراته الاخيرة من أولها الى آخرها في بوينس إيرس، ولم تفلح جهوده في الحيلولة دون الخسارة امام مضيفه تيجري، خاصة بعد أن أنهى استوديانتس المباراة بتسعة لاعبين لحصول اثنين على البطاقة الحمراء. وبسبب قرار منع جماهير الفرق الزائرة من حضور مبارياتها خارج أرضها طوال الموسم للحد من اعمال العنف والشغب وقفت جماهير تيجري تحية لفيرون وصفقت له اثناء خروجه من الملعب. وأبلغ فيرون الصحفيين عقب المباراة: "كنت محظوظا أن بدأت مسيرتي في هذا النادي حينما كنت في الخامسة وأتركه وأنا في 39 من عمري." وأضاف: "لا يوجد سبب للبكاء خاصة بعد ان اعطيت النادي كل شيء." وفاز فيرون بلقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي مع لازيو في 2000 وانتقل في العام التالي في صفقة ضخمة إلى مانشستر يونايتد لكنه اخفق في ترك بصمة بسبب الإصابة. وحملته الجماهير الأرجنتينية مسؤولية اخفاق المنتخب في نهائيات كاس العالم 2002 حينما خرجوا من دور المجموعات. وبعد معاناته في يونايتد انتقل لفترة وجيزة الى تشيلسي عاد بعدها الى ايطاليا على سبيل الإعارة مع إنتيرناسيونالي ليلعب دورا في التشكيلة التي فازت بالقاب محلية في موسم 2005-2006. وبعد عودته إلى بلاده للعب في استوديانتس في 2006 اصلح فيرون علاقته بالجماهير الارجنتينية بعد تألقه في بطولة كاس أمريكا الجنوبية في العام التالي، حينما كان ضمن تشكيلة ضمت خوان رومان ريكيلمي وليونيل ميسي خسرت في النهائي أمام البرازيل. وقاد بعدها استوديانتس إلى رابع ألقابه في كأس ليبرتادوريس في 2009، ليكمل مسيرة والده الذي فاز مع النادي بثلاثة القاب في ارفع مسابقة للاندية في امريكا الجنوبية في الفترة بين 1968 و1970. وبعيدا عن دوره كقائد ينظر الى فيرون على انه مثل أعلى يحتذى في النادي بعدما تبرع بجزء من الاموال التي حصل عليها من الاحتراف في اوروبا لتحسين المنشآت في مقر النادي في لابلاتا. وقال فيرون الذي يحلم برئاسة نادي استوديانتس: "في المستقبل القريب سأعمل على تطوير قدراتي ونقل مسيرتي إلى مستو آخر على الصعيد الاداري." وتابع: "لا يوجد في مسيرتي ما أبكي عليه. ربما كنت اود اللعب في نهائي دوري ابطال اوروبا والفوز بلقب مع المنتخب الوطني." وبلغ فيرون الدور قبل النهائي لارفع مسابقة للاندية في اوروبا مع مانشستر يونايتد قبل 12 عاما وشارك مع الارجنتين في ثلاث بطولات لكأس العالم.