لنتعرف لماذا يخاف الإنسان لابد ان نعرف ذلك المثال او ننظر إلى علاقة العلم بالخوف ،فمثلا:لماذا يخاف الطبيب أن يأكل الفاكهة من دون أن تغسل ؟ لأنه عالم، يعلم أخطار التلوث وانتقال الأوبئة والأمراض، فكلما ازداد العلم ازداد الخوف، والعلم والخوف العلاقة بينهما علاقة طردية، إذا زاد الخوف معنى ذلك هناك علم، إذا زاد العلم معنى ذلك زاد الخوف، فأنت تخاف الله إذا عرفته، هذه الحقيقة الأولى، ورأس الحكمة مخافة الله... أنواع الخوف: أن تخاف أن لا تكون لله معظماً: الآن الخوف أنواع منوعة أحد أنواع الخوف أن تخاف أن لا تكون لله معظماً، إبليس آمن به لكن ما عظمه والدليل: ﴿ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ(30)ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ(31)ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ(32)إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ(33) ﴾( سورة الحاقة ) إبليس آمن بالله لكن ما آمن به عظيماً، فهنا الخوف متعلق أن تؤمن بالله العظيم، والآية: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا(13) ﴾(سورة نوح) مالكم لا تعظمونه:﴿ وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا(14) ﴾(سورة نوح) في الأثر القدسي: (( يا رب، أي عبادك أحبّ إليك حتى أحبه بحبك ؟ فقال: أحبّ عبادي إليّ تقي القلب، نقي اليدين، لا يمشي إلى أحد بسوء، أحبني، وأحبّ من أحبني، وحببني إلى خلقي، قال: يا رب إنك تعلم أني أحبك وأحبّ من يحبك، فكيف أحببك إلى خلقك ؟ قال: ذكرهم بآلائي، ونعمائي، وبلائي))[من الدر المنثور عن ابن عباس ] أي ذكرهم بآلائي كي يعظموني، وذكرهم بنعمائي كي يحبوني، وذكرهم ببلائي كي يخافوني. الإيمان الذي لا ينتج عنه استقامة إيمان إبليسي لا قيمة له إطلاقاً: إذاً قلب المؤمن يحتاج إلى تعظيم لله:﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا(13) ﴾(سورة نوح) فالذي يعصي الله لا يراه عظيماً، الهّ خلق السماوات والأرض:﴿ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ ﴾( سورة الأعراف الآية: 12 ) ﴿ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ(82) ﴾(سورة ص ) ﴿ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾( سورة الأعراف ) هذا الإيمان الذي لا ينتج عنه استقامة هو إيمان إبليسي لا قيمة له إطلاقاً. تعظيم الله عز وجل يكون من خلال التفكر في خلق السماوات والأرض: لذلك الخوف من ألا تكون لله معظماً، وتعظيم الله عز وجل يكون في التفكر في خلق السماوات والأرض، وهناك دليل قوي:﴿ مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾( سورة الحج ) كيف أقدره حق قدره ؟ ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾( سورة الزمر الآية: 67 ) يعني التفكر في خلق السماوات والأرض طريق لتعظيم الله. طاعة الله عز وجل من لوازم تعظيم الله تعالى: تعظيم الله من لوازمه طاعة الله عز وجل، هذا نوع من أنواع الخوف، أن تخاف ألا يكون الله عندك عظيماً: ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا(13)وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا(14) ﴾(سورة نوح) أحياناً الابن العاق ألا يرى أباه ؟ يراه، ألا يسمع صوته ؟ يسمع صوته، لكن لا يعظمه، أما الابن البار يضيف إلى رؤية أبيه بعينيه رؤية مكانته عنده في قلبه، فنحن بحاجة إلى أن نعظم الله عز وجل، وطريقة تعظيم الله التفكر في خلق السماوات والأرض: ﴿ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3) ﴾( سورة القدر) ألف شهر عبادة جوفاء يفضلها ليلة واحدة تقدر الله فيها حقّ قدره. الخوف من عاقبة الذنوب: الآن الخوف من عاقبة الذنوب:﴿ فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) ﴾( سورة الحجر) ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(29) ﴾( سورة الجاثية) ﴿ مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا(13)وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا(14) ﴾(سورة نوح) ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(29) ﴾( سورة الجاثية) جاؤوا ببعض الأجهزة قديماً إذا السيارة مخالفة بسرعة معينة تلتقط لها صورة، فحينما يبلغ الإنسان هذه المخالفة وينكر تقدم له صورة مركبته وسرعتها، هذه الصورة مسكتة: ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(29) ﴾( سورة الجاثية) هناك مشاهد أعمالك كلها مسجلة، بالصوت والصورة، والصورة ملونة، كله مسجل: ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(29) ﴾( سورة الجاثية) إذاً الخوف من عدم تعظيم الله، الخوف من عاقبة الذنوب. الخوف من غضب الله عز وجل: الخوف من غضب الله، هناك دعاء نبوي: (( اللهم إنا أعوذ بك من فجأة نقمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك ))[ الجامع الصغير عن أبي نعيم ] شاب يضحك، يتحرك، يسهر، يسافر، يتاجر، يقيم ولائم، فجأة خثرة بالدماغ طريح الفراش: (( اللهم إنا أعوذ بك من فجأة نقمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك )) [ الجامع الصغير عن أبي نعيم ] ﴿ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ(12)إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ(13) ﴾(سورة البروج ) لذلك الخوف من غضب الله: ﴿ وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ(102) ﴾(سورة هود)