وعلى الرجل أن يفتش عن زوجة تحمل معاني الوفاء في قلبها في سفر ربما يطول، وليعلم أن الزوجة صديق العمر، ولا بد لهذا الصديق أن يكون وفياً إنْ كتب الله وأكمل الدرب، أو إن تفرقا أن يستر العيب· فلا بد أن تحسن الاختيار لهذا الصديق الذي سيشاركك أدق تفاصيل حياتك، حلوها ومرها، طويلها وقصيرها، فرحها وحزنها· وحين تفكر في الارتباط بامرأة ما، ضع أمام عينيك هذا السؤال : لو حصل وحدث لك عائق من العوائق في هذه الحياة المليئة بالمفاجآت، هل ستكون عوناً لك أم أنها ستتخلى عنك للوهلة الأولى؟· وضع أمام ناظريك سؤالاً آخر: لو لم يحصل الوفاق بينكما وطلقتها فما نوعية المجتمع الذي سيعيش فيه أولادك؟·· ومما يعينك على الاختيار أن تنظر إلى سلوك والدة المرأة: التي ترغب في الارتباط بها، فإنه ومن خلال التجارب الطويلة، تبين أن الغالب في البنت أنها تكتسب سلوك والدتها مهما كان مستوى البنت·· جامعية·· أو دكتورة·· أو غير متعلمة، وأمها على عكس ذلك!! لذلك اسأل جيداً عن والدتها· وهذه ليست قاعدة لا تقبل الجدل، ولكن ربما كانت أغلبية·· ولذلك فإن إطلاق التعليقات الساخرة والاستهزاءات المنفرة من قبل أناس على والدات زوجاتهم، فبات الناس يتداولونها وتعيش في عقولهم هذه الفكرة، ما كان ذلك إلا لأنهم ابتُلوا (بنسيبات أي حموات سيئات··)، ومن الخطأ أن يعمم هذا الحكم، فإن من الحموات من كانت عوناً للرجل على ابنتها، تكتم السر، وتبني البيوت ولا تهدم، وتجعل القليل من زوج ابنتها كعظم الجبال؛ وهذا الصنف من أعظم النساء، فهي بذلك تبني بيت ابنتها، وتخفف الحمل عن زوجها، بل ويصل الزوج إلى درجة من الراحة بحيث إنه لو ترك زوجته عند والدتها سنة كاملة لم يبال بذلك، لأنه يعرف أنها سترجع أفضل حالاً مما كانت عليه، عفةً وحياءً وديانةً وخبرةً في الحياة وإننا نقول هذا إنصافاً لبعض الحموات، ممن يتمتعن بصفات الخير، ويتجنبن الحسد والغيرة من بناتهن، وكأنهن عدوات ولسن ببنات ولذا انتبه جيداً إلى والدة زوجتك، فإنها المؤثر الفعلي في الغالب على سلوك زوجتك التي ستضمها بين جدار بيتك، وقد قيل: إذا تزوجت فكن حاذقاً *** واسأل عن الغصن وعن منبته وإليكم هذه القصة الحقيقية الجميلة: قال شريح القاضي: خطبت امرأة من بني تميم، فلما كان يوم بنائي بها أقبلت نساؤها يهدينها حتى دخلت علي، فقلت: إن من السنة إذا دخلت المرأة على زوجها أن يقوم ويصلي ركعتين، ويسأل الله تعالى من خيرها ويتعوذ من شرها، فتوضأْتُ فإذا هي تتوضأ بوضوئي، وصليت فإذا هي تصلي بصلاتي، فلما خلا البيت دنوت منها فمددت يدي إلى ناحيتها، فقالت: على رسلك يا أبا أمية، ثم قالت: الحمد لله أحمده و أستعينه وأصلي على محمد وآله، أما بعد·· فإني امرأة غريبة لا علم لي بأخلاقك، فبين لي ما تحب فآتيه، وما تكره فأجتنبه، فإنه قد كان لك منكح في قومك ولي في قومي مثل ذلك، ولكنْ إذا قضى الله أمراً كان مفعولاً؛ وقد ملكت فاصنع ما أمرك الله تعالى به ''إما إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان''· فقلت الحمد لله أحمده وأستعينه، وأصلي وأسلم على محمد وآله وصحبه، أما بعد·· فإنك قلت كلاماً إن ثبتِّ عليه يكنْ ذلك حظاً لي، وإنْ تدعيه يكن حجةً عليك، أحب كذا وأكره كذا؛وما رأيت من حسنة فبثيها، وما رأيت من سيئة فاستريها، فقالت: كيف محبتك لزيارة الأهل؟ قلت: ما أحب أن يملني أصهاري، قالت : من تحب مِن جيرانك أن يدخل دارك آذن له، ومَن تكره أكرهه؟ قلت: بنو فلان قوم صالحون، وبنو فلان قوم سوء، قال: فبت معها بأنعم ليلة، ومكثت معي حولاً، لا أرى منها إلا ما أحب، فلما كان رأس الحول جئت من مجلس القضاء، وإذا بعجوز تأمر وتنهى فقلت: مَن هذه؟ قالوا: فلانة أم حليلتك، قلت: مرحبا وأهلا وسهلا، فلما جلسْتُ أقبلت العجوز، فقالت: السلام عليك يا أبا أمية، فقلت: وعليك السلام ومرحبا بك وأهلا، قالت: كيف رأيت زوجتك؟ قلت: خير زوجة وأوفق قرينة، لقد أدبتِ فأحسنت الأدب، وريضتِ فأحسنت الرياضة، فجزاك الله خيراً، فقالت: يا أبا أمية، إن المرأة لا يُرى أسوأ حالاً منها في حالتين: إذا ولدت غلاماً أو حظيت عند زوجها، فإن رابك مريب فعليك بالسوط، فو الله ما حاز الرجال في بيوتهم أشرّ من الروعاء المدللة، وقالت: كيف تحب أن يزورك أصهارك؟ قلت: ما شاءوا، فكانت تأتيني في رأس كل حول فتوصيني بتلك الوصية، فمكثَت معي عشرين سنة لم أعب عليها شيئاً، وكان لي جارٌ يفزع امرأته ويضربها فقلت في ذلك: رأيت رجالاً يضربون نساءه *** فشلت يميني يوم أضرب زينبا أأضربها في غير جرم أتت به *** إليّ فما عذري إن كنت مذنبا فأين الحماة (والدة الزوجة) التي هي كوالدة زينب، خلقاً·· وسلوكاً·· وبعد نظر؟!! كما يجب أن تختار في زواجك البيت الطيب، ذا السمعة الطيبة والذكر الحسن، فأنهم سيكونون أخوالاً لأولادك·· فتأمل جيداً في خالة أولادك التي ستدخل على أختها متى شاءت، وانظر إلى أخوال أولادك كيف هي أخلاقهم·· فلعل من الضروري بعد السمعة الطيبة: -دينا ودنيا- أن يكونوا أقوياء الشخصية، حتى لو قُدِّر وحصل نزاع، أن تجد أمامك (رجالا) تستطيع أن تخاطبهم، لا يعملون بعقول النساء ولا يملكون خيارا، فكم كان لرجل قوي الشخصية موقف تجاه ابنته أو أخته حين يحصل بينهما خلاف أدى إلى عودة المياه إلى مجاريها، وقد كان الطلاق قريباً جداً أما بالنسبة للصفات الذاتية للفتاة التي سترتبط بها، فيجب أن تسأل عنها أدق الأسئلة من جميع الجوانب لأنك سترتبط بها ارتباطا وثيقاً، الأصل أنه سيبقى إلى حين رحيل أحدكما عن الدنيا، فابحث عن المرأة العفيفة في دينها ونفسها- لأنها ستكون مستودع أسرارك ورجولتك، والعفة مما يشتهر خبرها بين الناس، فتجد الثناء عليها على كل لسان؛ وأول العفة اللباس الساتر، واللسان الطاهر، والباطن يدل عليه الظاهر والله يتولى السرائر· فلا تبحث عن الساقطة ومَن كان ظاهرها الانحراف وأمام عينيك الأفواج المتكاثرة من الحرائر العفيفات، فأنت تريد زوجة لا عشيقة واعلم أنك بإعراضك عن العفيفة المتدينة وذهابك إلى المتردية، قد فوّت عليها الفرصة وعرَّضت نفسك للهلكة، فبيتُك رأس مالك، فانظر في يد مَن تضعه؟ وابحث عن المرأة التي ستكون على طريقك في جميع أحوالك- في طاعة الله، فتمسك بها، وعض عليها بالنواجذ، فإنها كنزٌ مدخر، وفواتها خسارة لا تعوض· أرق نفسك بنفسك وتداوى بالطب البديل تطهر واستقبل القبلة وارق نفسك بنفسك بكلام ربك وسنة نبيك وأنت موقن بأن الله هو الشافي المعافي القادر على كل شيء.. هيا تابع وواصل الآن اللهم رب السموات السبع وما اضللن، ورب الأراضين السبع وما أقللن، ورب الشياطين وما اضللن، ورب الرياح وما أذرين، كن لنا جارا من خلقك كلهم أن يفرط علينا أحد منهم، أو أن يطغى علينا، عز جارك وجل ثناؤك ولا اله غيرك· اللهم احفظنا بحفظك واكلئنا اللهم بعنايتك، اللهم ولاتكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك وأصلح لنا شأننا كله لا إله إلى أنت· اللهم ولا تجعل للحسدة والسحرة والشياطين علينا سلطانا ولا سبيلا، اللهم أنت القائل: ''إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلاً'' (الإسراء: 65)، وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدّاً ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ'' (يس:9)، ''وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مّن قَبْلُ إِنّهُمْ كَانُواْ فِي شَكّ مّرِيبِ:'' (سبأ:54) يتبع··· واصل بخشوع قرآننا شفاؤنا قال الله تعالى: ''والنَّجمِ إذا هوى (1) ما ضلَّ صاحبُكم وما غَوى (2) وما يَنْطِقُ عن الهوى (3) إن هو إلاَّ وحيٌ يوحى (4) علَّمَهُ شَديدُ القُوى (5) ذو مرَّة فاستوى (6) وهو بالأُفق الأعلى (7) ثمَّ دنا فتدلَّى (8) فكان قابَ قوسين أو أدنى (9) فأوحى إلى عبده ما أوحى (10) ما كَذَبَ الفُؤادُ ما رأى (11) أَفَتُمارونَهُ على ما يرى (12) ولقد رَآهُ نَزْلَةً أخرى (13) عند سِدْرَةِ المُنتهى (14) عندها جنَّةُ المأوى (15) إذ يغشى السِّدْرَةَ ما يغشى (16) ما زاغَ البصرُ وما طغى (17) لقد رأى من آياتِ ربِّه الكبرى (18)'' (سورة النجم)· الله قريب مجيب قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: ''مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسَّوْءِ كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ، فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذيَك وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يُحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً''· السنة منهاجنا ''بسم الله نرقي أنفسنا، من كل شيء يؤذينا، من شر كل نفس أو عين حاسد أو سحر ساحر الله يشفينا، اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما'' آمين يا قريب يا مجيب· لمن كان له قلب: هل تحب الله ورسوله محبة الله ورسوله من أعظم واجبات الإيمان وأكبر أوصله وأجل قواعده بل هي أصل كل عمل من أعمال الإيمان والدين كما أن التصديق أصل كل قول من أقوال الإيمان والدين فإن كل حركة في الوجود إنما تصدر عن محبة إما عن محبة محمودة أو عن محبة مذمومة كما قد بسطنا ذلك في قاعدة المحبة من القواعد الكبار فجميع الأعمال الإيمانية الدينية لا تصدر إلا عن المحبة المحمودة وأصل المحبة المحمودة هي محبة الله سبحانه وتعالى، إذ العمل الصادر عن محبة مذمومة عند الله لا يكون عملا صالحا بل جميع الأعمال الإيمانية الدينية لا تصدر إلا عن محبة الله فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما أريد به وجهه كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال يقول الله تعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك فمن عمل عملا فأشرك فيه غيري فأنا منه بريء وهو كله للذي أشرك وثبت في الصحيح حديث الثلاثة الذين هم أول من تسعر بهم النار القارئ المرائي والمجاهد المرائي والمتصدق المرائي بل إخلاص الدين لله هو الدين الذي لا يقبل الله سواه فهو الذي بعث به الأولين والآخرين من الرسل وأنزل به جميع الكتب واتفق عليه أئمة أهل الإيمان وهذا هو خلاصة الدعوة النبوية وهو قطب القرآن الذي تدور عليه رحاه قال تعالى أول الزمر وأول غافر وأول الجاثية وأول الحقاف تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم أول الزمر إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين ألا لله الدين الخالص والسورة كلها عمتها في هذا المعنى من قوله الزمر قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين وأمرت لأن أكون أول المسلمين إلى قوله الزمر قل الله أعبد مخلصا له ديني إلى قوله أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه. وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن من عباد الله لعبادا يغبطهم الأنبياء والشهداء قيل من هم لعلنا نحبهم قال هم قوم تحابوا بروح الله غير أموال ولا أنساب وجوههم نور وهم على منابر من نور لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم تلي ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : المتحابون بجلال الله عز وجل في ظل عرش الله يوم لا ظل إلا ظله، وكذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل على الناس بوجهه فقال يا أيها الناس اسمعوا واعقلوا واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغبطهم النبيون والشهداء على مجالسهم وقربهم من الله فقال أعرابي يا رسول الله انعتهم لنا جلهم لنا فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول الأعرابي قال هم ناس من أفناء الناس ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة تحابوا في الله عز وجل وتصافوا يضع الله عز وجل لهم منابر من نور ليجلسهم عليها فيجعل وجوههم نورا وثيابهم نورا يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون أوائل وأرقام البوائك: سبعة بوائك وهم: البائكة الشمالية، البائكة الغربية، البائكة الجنوبية، البائكة الشرقية، البائكة الشمالية الغربية، البائكة الجنوبية الغربية، البائكة الجنوبية الشرقية، البائكة الشمالية الشرقية فيه إثنا عشرة مدرسة وهم: المدرسة العثمانية، المدرسة التنكزية، مدارس ورياض الأقصى، ثانوية الأقصى الشرعية، المدرسة الأشرفية، المدرسة الملكية، المدرسة الأسعردية، المدرسة المنجكية، المدرسة الباسطية، المدرسة الأمينية، المدرسة الفارسية المدرسة الغادرية