مصالح بن يونس والنوري لم تستشر قطاع الصحة بخصوص هذه القضية تهدد التعليمة المشتركة التي أصدرتها كل من وزارتي الفلاحة والتجارة حياة ما يقارب 2 مليون مصاب بداء السكري بسبب مادة نشاء الذرة الحلوة التي قررت إضافتها على المادة الأولية لصناعة حليب الأكياس بنسب مرتفعة بالنسبة إلى المصابين بهذا الداء. ويبدو أن وزارتي الفلاحة والتجارة لم تستشيرا المصالح المختصة أو وزارة الصحة في هذه القضية، التي تعتبر شديدة الأهمية لمساسها أولا بصحة شريحة واسعة من المجتمع الجزائري، أين أعطت الهيئتان الحكوميتان الأولوية الأولى للشق التجاري والاقتصادي حين قامت بغض النظر عن الجانب الصحي، متجاهلة بذلك تزايد عدد المرضى بهذا الداء أو الخطر الذي يمكن أن تشكله هذه المادة على صحتهم. وانتقد رئيس جمعية حماية وإرشاد المستهلك مصطفى زبدي في اتصال هاتفي مع "البلاد" أمس، هذه الخطوة التي وصفها المتحدث بالضارة والخطيرة على صحة المصابين بالسكري، أين قال في هذا السياق إن الأجدر بالمصالح الفلاحية والتجارية إضافة الكاشف في أول السلسلة التجارية وليس عند الخلط كما تشير إليه هذه التعليمة، كما قال المتحدث في السياق إن مادة النشاء حسب التعليمة تضاف عند الخلط والتلاعب قد يحصل قبل ذلك، متسائلا في هذا السياق عن جدوى هذه التعليمة في هذه الحالة، مشيرا إلى أن خيار مادة النشاء الحلوة التي يعرف أنها ممنوعة عن المصابين بداء السكري لإضافتها في مادة حساسة وواسعة الاستهلاك كحليب الأكياس المدعم، مضيفا في السياق أنه على الوزارتين إعادة النظر في هذا الخيار واختيار مادة أخرى أكثر أمانا وأقل ضررا من مادة نشاء الذرة. وتدخل التعليمة المشتركة التي أصدرتها كل من وزارتي الفلاحة والتجارة بتاريخ 5 مارس المنصرم، والتي تقضي بإضافة 125غ من النشاء "الأميدون" كحد أقصى في محتوى كيس 25 كغ من مسحوق الحليب المدعم أي بما يعادل 5ر0غ من النشاء في كل 100غ من المسحوق المدعم، تدخل حيز التنفيذ بداية من الفاتح جوان المقبل، كما تقضي هذه التعليمة من جهة أخرى بتعبئة مختلف أنواع الحليب بأكياس متباينة تسمح للمستهلك التفريق بين مختلف هذه الأنواع ولأعوان الرقابة بالتمييز بين الأسعار الحرة والأسعار المقننة، وتهدف هذه الخطوة إلى تسهيل عمليات الرقابة في "محاربة تحويل هذه المادة عن مسارها" المتمثل في صنع حليب الأكياس المقنن منذ سنة 2001 عند 25 دج من خلال تحكم أفضل في مراقبة تحويل مسحوق الحليب المدعم. تجدر الإشارة إلى أن عدد المصابين بداء السكري قد ارتفع خلال السنوات الماضية بشكل رهيب ليصل حسب آخر الأرقام إلى نحو مليوني مصاب على المستوى الوطني، وهو الرقم المرشح إلى الارتفاع، خاصة أن الكثيرين لا يعلمون بإصابتهم بهذا المرض.