حسب دراسة أعدها أخصائيون جزائريون... كشفت دراسة حديثة أعدها مختصون جزائريون في أمراض الأعصاب، أن زيادة أعمار الجزائريين وتحسّن الأمل في الحياة، بلغ 76 سنة عند الرجل مقابل 78 سنة لدى المرأة، حيث ساهم في انتشار بعض الأمراض المرتبطة بالعمر مثل الزهايمر "الخرف" الذي يحصي 100 ألف مصاب بالجزائر، والذي يشهد التكفل به نقصا ملحوظا خاصة من حيث عدم توفر مراكز خاصة بذلك. حصي الجزائر حسب معطيات الجمعية الجزائرية لطب الأعصاب 100 ألف حالة زهايمر، مع ترقب ارتفاع عدد المرضى كوننا مجتمع مرشح للشيخوخة، حيث أكد عدد من علماء الاجتماع أنه بحلول عام 2030 سيبلغ 20 بالمائة من سكان الجزائر مرحلة الشيخوخة، وهو ما يرشحهم للإصابة بمختلف أمراض الشيخوخة على رأسها الزهايمر والرعاش "باركينسون"، اللذان يتطلبان تكفلا طبيا دقيقا وذو نوعية. وعن الداء، قال البروفيسور إسماعيل داودي، رئيس مصلحة أمراض الأعصاب بالمستشفى الجامعي لتيزي وزو، خلال عرضه مؤخرا لوضعية الداء بالجزائر، أنه داء انتكاسي يتطور بحدة وبشكل ملحوظ بسبب تدمير الخلايا العصبية، كما أنه يتسبب في اختلالات عصبية تظهر عبر ضعف ملحوظ في الذاكرة وفي التفكير والسلوك، وكذا في القدرة على أداء الأنشطة اليومية. مضيفا أن الجزائر تحصي مليوني شخص تفوق أعمارهم ال60 سنة، وأن نسبة كبيرة منهم معرضة للإصابة بالزهايمر، خاصة من يعانون من ارتفاع الضغط الشرياني والسكري والكولسترول. ويشار أن الجزائر تشهد تحولا ديمغرافيا ووبائيا ملحوظا، حيث يمثل المسنين الذين تجاوزت أعمارهم ال60 سنة، نسبة 8 بالمائة من مجموع السكان البالغ عددهم 38 مليون نسمة، مع انتظار ارتفاع العدد في 2040 ، حيث سيتجاوز جزائري على أربعة الستين سنة. ويحدث هذا في الوقت الذي تؤكد معطيات منظمة الصحة العالمية، أن داء الزهايمر قد يصيب الشخص في فترة الخمسينيات من العمر، وتتضاعف حدته كل خمس سنوات لتشتد بعد ال 65 سنة، وهو ما يرشّح إصابة نسبة كبيرة منهم بهذا الداء في السنوات المقبلة، مع الإشارة إلى أنه تم تصنيفه كثالث أسباب الموت بالجزائر، بعد أمراض القلب والسرطان بأنواعه. يشار أنه في الوقت الذي تتحمل عائلات المرضى وحدها ثقل تبعات المرض نظرا لنقص التكفل به بسبب انعدام مراكز خاصة بذلك، تبقى مصالح طب الأعصاب للرعاية النهارية الوحيدة التي تضمن التكفل، حيث تخصص جلسات علاج جماعي للمصابين، وتكوين جماعات حديث تتيح للمصابين التحدث إلى بعضهم البعض، مع برمجة فترات تحفيز معرفي يساعد المرضى على استعادة معارفهم، واعتماد تكوين أطباء في المجال سواء في القطاع العمومي أو الخاص، وهو ما سمح في الآونة الأخيرة بضمان تكفل أحسن بالمرضى سواء من باب التحسيس للمرض، بتنظيم أيام وندوات علمية أو من خلال ما تنشره الصحافة الوطنية، كما باتت وسائل الكشف من أشعة وأدوات بيولوجية متوفرة، خاصة وأنه كلما كان هناك تكفل وعلاج مبكر كلما سمح ذلك بتوقف تطور المرض.