أمين عام منظمة المجاهدين السعيد عبادو ل"الخبر" رفض السعيد عبادو، أمين عام المنظمة الوطنية للمجاهدين، رفضا قاطعا الحديث عن مشاركة الجزائر في الاستعراض العسكري الذي ستنظمه فرنسا بباريس يوم 14 جويلية المقبل، في ذكرى انتصار ثورتها. وجاء هذا الموقف في سياق أخبار منسوبة لوزارة الداخلية الفرنسية، مفادها أن 3 ضباط من الجيش الجزائري سيحضرون مراسيم الاحتفال. قال عبادو في اتصال مع "الخبر"، إن مشاركة جزائريين في احتفالات العيد الوطني الفرنسي "غير وارد ولا يستحق الحديث عنه أصلا". وحول ما إذا كان ذلك يمثّل موقف منظمة المجاهدين وحدها، قال عبادو: "قلت لك إن الجزائر لا يمكنها تلبية دعوة المشاركة في هذه الاحتفالات، مادام ملف تجريم الاستعمار يظل مفتوحا بيننا وبينهم (الفرنسيين). المشاركة في احتفالاتهم تكون في حالة واحدة فقط، هي عندما تكون علاقاتنا الثنائية عادية، وهي حالة لن تتحقق إلا بالاعتذار عن جرائم الاستعمار والتعويض عن كل الخسائر التي لحقت بنا من احتلالهم، بشريا وماديا، وحتى الخسائر التي تكبدتها الطبيعة والحيوان في أرضنا. وليكن هذا الأمر واضحا للفرنسيين". وفي الغالب، تأخذ مواقف منظمة المجاهدين في قضايا الذاكرة، شكل مواقف الدولة الجزائرية. وتتعامل فرنسا مع تصريحات عبادو في الغالب أيضا، على أساس أنها تعكس مواقف رسمية. ومعروف أن عبادو كان وزيرا للمجاهدين في التسعينيات. وكتبت مجلة "لونوفال أوبسرفاتور"، الجمعة الماضي، نقلا عن وزارة الداخلية الفرنسية أن الجزائر ستشارك لأول مرة في الاحتفالات وبحضور ثلاثة ضباط في تظاهرة بساحة لاكونكورد بباريس، ولكنهم لن يشاركوا في الاستعراض العسكري المرتقب. ونقلت عن وزارة الدفاع أيضا، أنها "ترحّب بمشاركة الجيش الجزائري يوم 14 جويلية"، واعتبرتها "دليلا على أننا دخلنا في مرحلة سلمية مع الجزائر". وكتبت المجلة، نقلا عن مصادر لم تذكرها، أن وزير الدفاع جان إيف لودريان حصل على موافقة الجزائر للمشاركة في الاستعراض، لما زارها في 20 ماي الماضي. ونسبت المجلة إلى "محيط" عبد القادر عريف، وزير قدامى المحاربين، بأن "173 ألف جزائري حاربوا بجنب فرنسا في الحرب العالمية الأولى، 23 ألف منهم قتلوا"، غير أنه لا يوجد أي شيء منسوب لعريف (ذي الأصول الجزائرية)، فيما يخص مشاركة الجزائر من عدمها في استعراض الشهر المقبل، في وقت وجهت فيه فرنسا الدعوة ل80 بلدا. وجرت العادة أن توجه الحكومة الفرنسية الدعوة إلى كل البلدان التي شارك مقاتلون منها، في الحربين العالميتين إلى جانب القوات الفرنسية، ولم يسبق للسلطات الجزائرية أن كشفت عن وجود دعوة للمشاركة في الاستعراض العسكري الفرنسي. وبخصوص الموضوع نفسه، قال عبادو: "دعوتهم محاولة للقفز على الذاكرة، أما نحن فموقفنا واضح، وهو أن علاقة الصداقة التي يريدونها ونريدها نحن أيضا، لا يمكن أن تكون على حساب جماجم شهدائنا، ولا يمكن أن تكون بدون اعتذار وتعويض عن الاحتلال.. وليكن هذا الأمر واضحا للفرنسيين أيضا". وثارت ثائرة اليمين المتطرف لتداول أخبار حضور الجزائر الاحتفالات، ويجري الحديث حاليا، حسب "لونوفال أوبسرفاتور"، عن حركة معادية لمشاركة الجزائر في الاستعراض، يقف وراءها برلماني الجبهة الوطنية جيلبار كولار ونائب رئيس الحزب لويس أليو، اللذان أصدرا بيانا وقّعه معهما محمد بلَبو المستشار البلدي للحزب بباربينيان ورئيس جمعية تدافع عن الحركى، جاء فيه أن "الحضور العسكري الجزائري فوق التراب الفرنسي، هو بمثابة وصمة عار ويعتبر استفزازا لا يشرّف فرنسا واحتقارا لكل الأموات والمفقودين وضحايا الجيش الجزائري".