رجح أمس المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن توجه دعوة للجزائر للمشاركة في احتفالات الثورة الفرنسية المنظم سنويا في 14 أوت في ساحة »حقول الإليزي« بباريس، ورجح الكيدورسي إمكانية دعوة فرقة عسكرية جزائرية للمشاركة في الاستعراضات الرسمية المقامة بالمناسبة في سابقة ستكون أولى من نوعها، وتكشف عن محاولة مفضوحة من باريس للقفز على مطلب الجزائر الراسخ بالاعتذار، وتجاوز خلافات البلدين حول ماضي فرنسا الاستعماري. حاشى المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية خلال اللقاء الأسبوعي مع الصحافة تأكيد أو نفي خبر مشاركة فرقة عسكرية جزائرية في الاحتفالات بعيد الثورة الفرنسية المصادفة لتاريخ 14 أوت من كل سنة، حيث قال الناطق باسم »الكيدورسي« في رده على سؤال وجه له بهذا الخصوص »أفضل التأكد من المعلومة ثم أجيب على السؤال في الموعد المقبل«، وفتحت إجابة ممثل الخارجية الفرنسية الباب واسعا أمام احتمال تحضيرات تقوم بها باريس لتوجيه دعوة للجزائر للمشاركة في احتفالات الثورة الفرنسية أو »جس نبضها« من خلال فتح نقاش بهذا الخصوص قبل القيام بهذه الخطوة غير المسبوقة، بحيث لم يسبق وأن شاركت في الاستعراضات العسكرية المقامة سنويا في قلب العاصمة باريس بمناسبة الذكرى السنوية للثورة الفرنسية. ومع أن باريس تدرك جيدا أن مشاركة فرق حربية جزائرية في استعراضات عسكرية في الخارج أمر نادر جدا، إلا أنها ألمحت إلى احتمال دعوة الجزائر للاحتفالات بالثورة الفرنسية من خلال طرحها للفكرة، في ظل المد والجزر الذي تشهده العلاقات بين البلدين منذ مطلع العام الجاري، وتحمل مساعي باريس لبعث مثل هذه الخطوة إرادة واضحة من الإليزيه من أجل القفز على مطلب الجزائر الراسخ بالاعتراف والاعتذار قبل بعث غي شراكة استثنائية مع الجزائر تطمح إليها باريس التي يبدو أنها تسعى لإيجاد مخرج ينهي خلافاتها مع الجزائر حول ماضيها الاستعماري. وفي ظل التوتر الذي تعانيه العلاقات بين البلدين منذ فترة طويلة تؤكد كل المؤشرات أن احتمال تلبية الجزائر لمثل هذه الدعوة، على غرار ما فعله الملك المغربي الراحل الحسن الثاني في 1999، أمر مستبعد جدا خاصة وأن الاستعراض العسكري الذي تقيمه باريس سنويا بمناسبة احتفالات الثورة الفرنسية يشهد مشاركة الحركى ضمن الفرق الاستعراضية الفرنسية التي تشارك إلى جانبها فرق عسكرية تابعة لدول عربية من بينها المغرب التي دأبت سنويا على إرسال فرقة عسكرية مغربية تشارك في احتفالات الثورة الفرنسية. وتعد مشاركة رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في 2005 في الاحتفالات بذكرى إنزال الحلفاء في ميناء تولون ومشاركة بارجة بحرية جزائرية في استعراضات بالمناسبة في سواحل نورموندي جنوبفرنسا، المرة الأولى والاستثنائية التي لبت فيها الجزائر دعوة مشابهة بحكم مشاركة جزائريين ضمن الإنزال الذي أدى إلى إنهاء نظام فيشي الحليف للنازيين.