شهد فندق الأوراسي بالعاصمة، مشادات عنيفة بين مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني. وانقسم أعضاء اللجنة المركزية للحزب بين مؤيد للأمين العام الحالي عمار سعداني، وخصمه الأمين العام السابق وزير الدولة عبد العزيز بلخادم. واشتبك كوادر الحزب من الجانبين مع بعضهم بالأيدي، ومع المنظمين الذين تم استقدامهم وسط فوضى عارمة، ولم تتدخل الشرطة لفض الاشتباك، كون الاجتماع يجري داخل فندق، ومنع المنظمون وزير الدولة، الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة من الدخول إلى القاعة التي تحتضن الاجتماع، مع عدد من أنصاره الأعضاء في اللجنة المركزية. وفي اجتماع اليوم سارع أنصار الأمين العام الحالي عمار سعداني إلى إغلاق القاعة ومنع الصحافيين من الخروج، ومنع أنصار وزير الدولة عبد العزيز بلخادم من الدخول إلى القاعة. عبد العزيز بلخادم بدوره أكد أن منع أعضاء من اللجنة المركزية الدخول إلى القاعة ، بحجة أنهم محالون على لجنة الانضباط أمر غير شرعي على اعتبار أن لجنة الانضباط لم تفصل بعد و لم تقرر في الحالات التي أحيلت إليها. بلخادم دعا إلى تحكيم الصندوق باعتباره الفيصل الوحيد لحل أزمة الأفلان، كما هاجم سعداني قائلا إنّه لطخ سمعة الحزب، ومن جانبه، ردّ عمار سعداني، الأمين العام للحزب، على بلخادم وأنصاره بقوله إن هؤلاء يريدون تزييق الحقائق والوقائع ويمارسون الافتراء المفضوح وهم واهمون. مضيفا أن عليهم أن ينظروا إلى الحقيقة كما هي والتي يجسدها حسب سعداني العدد الحاضر داخل القاعة من أعضاء اللجنة المركزية الذين وصفهم بالأغلبية مشيرا إلى أنّ عددهم 282 عضو مشارك في الأشغال. سعداني أشار إلى أنّ الأحداث الجارية حاليا في محيط قاعة المؤتمرات الكبرى داخل فندق الاوراسي هي محاولات لإعادة الأفلان إلى أزمته السابقة وعهد الفتنة. سعداني ولأمل مرة، خاطب بشكل مباشر عبد العزيز بلخادم، قائلا إنّ اللجنة المركزية سحبت منه الثقة و عاد بعد 10 أيام يقول لها : " يا أيتها اللجنة أعيديني إلى منصبي" وبنبرة ساخرة أضاف سعداني قائلا أنه لم يسبق أن سمع طوال تاريخ الحزب العتيد بأمين عام ذهب وعاد إلى منصبه، مؤكدا أن تقاليد الحزب تفرض الالتزام بالأخلاق و التمسك بالضمير.