أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني امس بالجزائر العاصمة، أنه سيعمل من أجل المحافظة على وحدة الحزب "دون إقصاء أو تهميش". وأضاف سعداني خلال كلمة ألقاها لدى افتتاح أشغال الدورة العادية للجنة المركزية أنه يرحب "بجميع المبادرات الإيجابية التي تقترح داخل هياكل الحزب"، مبرزا استعداد الحزب للدخول في مرحلة جديدة بغية تحقيق المزيد من الانتصارات. وأشار إلى أن "الذين يسعون إلى تزييف الحقائق هم واهون" على حد تعبيره قبل أن يؤكد أن الحزب سيبقى "وفيا لخدمة الجزائر وحريصا على تمكين الجميع من التعبير عن مواقفهم بكل حرية في إطار احترام الأقلية للأغلبية". وبخصوص المؤتمر العادي العاشر القادم الذي سيعقد خلال الثلاثي الأول من سنة 2015، دعا سعداني إلى ضرورة جعله "فرصة من أجل تقويم وتقييم أوضاع الحزب ووضعه على سكة التطوير من خلال ديناميكية فعالة متجهة نحو مستقبل أفضل". ومن جهة أخرى، أكد الامين العام دعم الحزب لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مشددا على أن ذلك "موقف ثابت من أجل مصلحة الجزائر ومن أجل تطبيق برنامجه لبناء دولة الحق والقانون". وفيما يتعلق بتعديل الدستور، أكد أن مطلب الحزب بذلك "لم يكن سياسيا فقط، بل هو مطلب ضروري من أجل ترشيد الحياة السياسية وتحصين الدولة من كل الهزات وتفعيل المؤسسات وضمان استقرارها". وعبر عن حرص الحزب على تماسك الجيش الوطني الشعبي، الذي كما قال "ظل وفيا للوطن واستقلال البلاد ووحدتها". وبشأن "الفوضى" التي حصلت قبل انطلاق أشغال الدورة، عبر سعداني عن أسفه لما حصل "بين أبناء الحزب الواحد"، موضحا أن هذه السلوكات تعبر عن "تصرفات مقصودة بغية الإساءة إلى سمعة الحزب الذي يأمل مناضلوه أن يكون دائما في الريادة". و أكد انه "لم يمنع أي عضو من أعضاء اللجنة المركزية من الدخول إلى القاعة التي تجري بها أشغال الدورة" وأن عدم السماح للامين العام السابق عبد العزيز بلخادم ولوج القاعة كان بسبب رغبته في الدخول رفقة مجموعة من الأشخاص ليسو أعضاء في اللجنة المركزية. وكان بلخادم قد منع من الدخول إلى قاعة الاجتماعات بفندق الاوراسي أين تجرى أشغال الدورة بعد ما وقعت مشادات بين أنصاره و أنصار الأمين العام الحالي عمار سعداني. و قد حاول بلخادم الذي هو عضو اللجنة المركزية ولوج القاعة للمشاركة في أشغال الدورة رفقة عدد من مناصريه، غير أن مناصري سعداني منعوه من ذلك. و بعد فشله في دخول القاعة صرح بلخادم للصحافة أن "السعي لمنع جزء كبير من المشاركة في دورة اللجنة المركزية يعد محاولة للهروب بالحزب"، مبرزا "ضرورة الاحتكام للصندوق" وأن "أعضاء اللجنة المركزية هم الذين يحق لهم تحديد جدول أعمال الدورة".
و اعتبر أيضا عدم الدخول "دليل على الشرخ الكبير الموجود في الحزب". و من جهة أخرى، أوضح بشأن أعضاء اللجنة المركزية الذين تم إقصاءهم أن "اللجنة المركزية هي التي تفصل في ذلك بعد الاطلاع على تقرير لجنة الانضباط" و ان "القانون الأساسي للحزب واضح في هذا الشأن". و أكد أن هدفه هو مناصريه "جمع صفوف مناضلي الحزب و توحيدهم و في نفس الوقت الاحتكام الى الصندوق".
سعيداني:" هناك من يريد تزييف الحقائق واللجنة المركزية كرست الشرعية وجسدتها اليوم بالأغلبية" أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني أنه يحرص أن تعبر كل الأصوات داخل الحزب بكل الحرية ، لكن في إطار احترام الأقلية للأغلبية، وكشف سعداني أنه من الأولوية الحفاظ على وحدة الصوت وإنه يرحب بالنقد الذاتي وكل المبادرات الإيجابية، وخلال كلمة الافتتاح التي ألقاها على أعضاء اللجنة المركزية للأفلان قال سعداني "أن هناك من يريد تزييف الحقائق والوقائع وهم واهمون واللجنة المركزية كرست الشرعية وجسدتها اليوم بالأغلبية الواضحة والقوية وعودة الحزب إلى مربع الأزمة والفتنة والفراغ غير ممكن ولن يعود"وعن ملف تعديل تعديل الدستور أكد سعداني "أنه ومن أجل إقامة الحكم الراشد وتأمين الحريات، نطالب في الدستور الجديد بتكريس حق الحزب الفائز في التشريعيات الماضية في تكوين الحكومة"، مشيرا أن الحزب العتيد كان من المبادرين لتعديل الدستور ولم يكن الأمر لمصلحة حزبية لكنه كان أمر ضروري لترشيد الحياة السياسية .
بلخادم: ستستمر في رفض الاعتراف بسعيداني أكد عبد العزيز بلخادم امس، انهم لن يعترفوا بالامين العام لجبهة التحرير الوطني عمار سعيداني، حيث قال في تصريح لموقع "الحدث الجزائري:" سنستمر في عدم الاعتراف بسعداني و سنصدر بيان نندد فيه بالممارسات التي أساءت للحزب ، و نضالنا مستمر من أجل الشرعنة".
أويحي يستقبل الأفلان في إطار المشاورات الدستور غدا أفادت تقارير اخبارية ان عبد العزيز بلخادم يدير اجتماعا موازيا لاجتماع الذي عقد في فندق الاوراسي لعمار سعيداني بحضور مؤيديه ، ومن جهته كشف سعيداني أن حزب جبهة التحرير الوطني سيلتقي بمدير ديوان رئاسة الجمهورية احمد اويحييى غدا الخميس. و للتذكير فإن بلخادم الذي كان على رأس الحزب قد تم سحب الثقة منه كأمين عام خلال دورة 31 جانفي 2013 للجنة المركزية بأغلبية الأصوات. و للإشارة فقد تم خلال دورة اليوم تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير المؤتمر العاشر والتي تتكون من أعضاء اللجنة المركزية.