لائحة "مركزية" الأفالان تتجاهل العراك بين الطرفين المتنازعين.. أفاد عبد الرحمن بلعياط، متزعم حركة الإطاحة بعمار سعداني، أمين عام جبهة التحرير الوطني، أن أعضاء اللجنة المركزية المعارضين لسعداني اتفقوا على عقد أول اجتماع، مساء أمس، تحت إشراف عبد العزيز بلخادم، لبحث تطورات الصراع الداخلي الذي أخذ منعطفا جديدا في اجتماع "المركزية" أول أمس. قال بلعياط في اتصال مع "الخبر"، إن الفريق المعارض للأمين العام اجتمع، مساء أول أمس، بعدما منع بلخادم من دخول القاعة التي جرت فيها أشغال اللجنة المركزية، "وقد أبلغنا بأنه رفع للجهة المعنية تفاصيل كل ما جرى". ويفهم من "الجهة المعنية"، رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الذي يدعم بلخادم في مسعى عودته إلى قيادة الحزب، بحسب بلعياط. وتظهر التطورات التي حدثت بفندق الأوراسي، أن الرئاسة لو كانت داعمة لبلخادم لما سارت الأحداث بعكس ما يشتهي خصوم سعداني. بمعنى، كان بإمكان الرئيس ومحيطه أن يحسموا الاجتماع في الاتجاه الذي يخدم بلخادم وجماعته، لو كانت لديهم هذه الإرادة. أما بلعياط فله رأي آخر، إذ يقول: "ثقة الرئيس في بلخادم ثابتة، فقد ذكر لنا الأمين العام (بلخادم) بأنه أعلم الجهات المعنية بكل ما جرى، وبأن الذي جرى كان خارج قوانين الحزب وقوانين الدولة". ودعا سعداني في بداية اجتماع "المركزية"، معارضيه إلى التعبير عن مواقفهم داخل الاجتماع، "بدل إثارة الفوضى". عن ذلك يقول بلعياط: "هذا الشخص يقول شيئا ويفعل عكسه. يقول لنا تعالوا لإبداء آرائكم ويمنعنا من دخول القاعة!". وفي نظر الكثيرين، يبين مجرى الأحداث الذي اتخذه لقاء الأوراسي بأن سعداني فاز بجولة جديدة في معركته مع خصومه. وقد يكون حسم الصراع نهائيا لصالحه. لكن لبلعياط رأيا آخر، إذ يقول: "على سعداني أن يعلم أنه يستحيل عليه أن يأخذ الحزب ما دام نحن موجودين. ولو سلَمنا له بالأمر الواقع، لكنا فعلنا بعد اجتماع 29 أوت الماضي عندما اغتصب القيادة". وعن مصير مسعى انتخاب أمين عام جديد، قال بلعياط: "سنرفض منطق الأمر الواقع الذي يريد الطرف الآخر فرضه، وسوف نجند أعضاء اللجنة المركزية من جديد، بمن فيهم الذين حضروا الاجتماع. مع العلم أن بعضهم أراد مغادرة القاعة ومنعوا من ذلك". وأضاف: "كل خطواتنا المقبلة ستكون تحت إشراف بلخادم الذي عاد إلى الواجهة أكثر من ذي قبل". وخلت لائحة السياسة العامة المنبثقة عن دورة "المركزية"، التي أصدرها الحزب، أمس، من أي إشارة إلى الاضطرابات التي وقعت بالفندق. وتركت صياغتها انطباعا بأن الوضع عادي في الأفالان وأن قيادته تتفاعل مع الأحداث، محليا وخارجيا، وكأنها لا تواجه معارضة داخلية حادة. وأهم ما جاء في اللائحة، دعوة أعضاء "المركزية إلى "الاستعداد التام للمشاركة الفعالة والإيجابية في المشاورات والحوار الجاري حول إعداد دستور توافقي تماشيا وتطور المجتمع الجزائري". وحملت الوثيقة دعما لسعداني، بحديثها عن "مجهودات ما فتئ الأخ الأمين العام للحزب يبذلها، والمتمثلة في المبادرة الجريئة التي قام بها باسم الحزب، حيث دعا بإلحاح الأخ المجاهد عبد العزيز بوتفليقة إلى الترشح لعهدة رئاسية جديدة". وعلى خلاف ما يراه الكثيرون داخل الأفالان وخارجه، اعتبرت اللائحة أن الحزب "ساهم وبفعالية في إنجاح رئاسيات 17 أفريل 2014، التي حقق فيها عبد العزيز بوتفليقة فوزا عريضا".