عقد وحيد حليلوزيتش سهرة أمس ندوة صحفية بالمركز الإعلامي الواقع على مقربة من ملعب بييرا ريو في بورتو أليغري والذي يحتضن لقاء ألمانيا وقد تحدث عن تحضيرات لاعبيه للمباراة التاريخية... وقال حليلوزيتش عما يجب تفاديه في هذه المباراة لأجل الخروج بأفضل نتيجة ولم لا التأهل: "سنلعب أمام منافس قوي، توج من قبل 3 مرات كبطل كأس العالم، وهو من بين المرشحين للتتويج، الفريق الذي يملك إمكانيات و قدرة على التحكم في اللعب، تعرفون العقلية الألمانية، إنهم في لياقة كبيرة، وبالنسبة لنا هو إختبار كبير". "علينا تقديم مباراة استثنائية حتى نأمل تحقيق شيء ما ولن نخسر شيئا في اللقاء" وتابع حليلوزيتش يتكلّم عن منتخب ألمانيا قائلا: "ألمانيا هو المرشح الأول للفوز بهذه المباراة، ولكن فريق الجزائر قادر على صنع المفاجأة، نحن نملك الثقة أن فريقنا يتطور في كل لقاء، وغدا يجب تقديم مباراة إستثنائية على كل الأصعدة حتى نأمل تحقيق مفاجأة، مع العلم أننا لن نخسر أي شيء في هذه المباراة مهما كانت نتيجتها، وقلت تكلّمت أمامكم قبل مباراة روسيا وقلت لكم أنه يمكن أن نخسر شيئا في حال عدم التأهل لكن في هذه المباراة ليس لدينا ما نخسره". "أتمنى أن نواصل ونتأهل ونسافر إلى ريو ديجانيرو لنزور كوبا كابانا" وإستمر حليلوزيتش فكرته مواصلا كلامه: "هذه التجربة التي نعيشها، أتمنى أن تتواصل هنا في البرازيل، آمل أن نذهب إلى ريو دي جانيرو، على الأقل حتى أزور شاطئ كوبا كابانا، ما الذي يجل فعله في هذه المباراة؟، من الصعب أن نقول ماذا علينا فعله بالضبط؟ لكن هناك عدة أخطاء علينا أن نتفاداها أمام المانيا، خاصة أمام هذا المنتخب بالتحديد، فالجميع يعرف العقلية الألمانية وجدية الألمان ورغبتهم في تحقيق الإنتصار في كل مباراة يلعبونها". "ألمانيا عندما يقدرون على 5 أهداف يسجلون 6" ويقول حليلوزيتش عن منافس اليوم: "ألمانيا نعرفهم إذا كانوا قادرين على تسجيل 5 أهداف فإنهم سيسجلون 6، إنهم لا يتراخون أبدا في أي وقت من أوقات المباريات، تابعت كل لقاءاتهم الأخيرة، رأيت بأي وتيرة يكملون اللقاءات، ولو أنهم مرات يمرون بمرحلة فراغ، يمكن إستغلالها ولكن في النهاية ألمانيا هي التي تفوز، وهي التي تحقق المطلوب، أتمنى أن كل لاعب يتحرر ويلعب براحة ولكن يجب أن لا نستهن بهذا المنتخب ولو أننا في وضعنا كمنتخب جزائري أبعد كثيرا من التراخي والإستهتار أمام منافس مثل ألمانيا". "هدفنا حتى وإن أقصينا يجب أن نحرجهم ونسبّب لهم المشاكل" وقال حليلوزيتش: "نحن نحضر للقاء مهم في مشوارنا ككل، نعمل من خلاله على أن نقدم كل شيء، وإذا فازوا بالمباراة وتأهلوا على حسابنا نهنأهم ولكن يجب أن نحدث لهم مشاكلا خلال اللقاء ونحرجهم، كما أن الهدف هو أن نخرج مرفوعي الرأس من منافسة كأس العالم". وقال حليلوزيتش أنه يتوقع أن يدعم الجمهور البرازيلي المنتخب الجزائري في هذه المباراة على حساب الماكنة الألمانية، بحيث يرى أن المردود الهجومي لمنتخبه قادر على أن يدفع البرازيليين إلى التجاوب مع "الخضر". "كنت لاعبا إسبانيا في منتخب يوغسلافيا لما بلغني ما فعلته الجزائربألمانيا سنة 1982" وبخصوص شهر رمضان وصيامه خاصة أن المنتخب الجزائري لعب قبل 32 سنة أمام ذات المنافس نفس الشهر الكريم في مونديال إسبانيا رد حليلوزيتش بكثير من التفصيل عن هذا الأمر قائلا: "في 1982 لم أكن سائحا في إسبانيا بل كنت لاعبا في منتخب يوغسلافيا، وهي ذكرى سيئة بالنسبة لي، وفي تلك اللحظة وصلني أن الجزائر حققت فوزا رائعا على حساب ألمانيا، بعض اللاعبين الذين يملكون مواهب كبيرة في منتخب الجزائر نجحوا في تحقيق الإنتصار، هل التاريخ سيتكرر نفسه؟ لا أدري.. ولو أننا نملك الطموح لتحقيق شيء مماثل". "تواطئ ألمانيا – النمسا قصة قديمة حصلت بعدها أمور كثيرة" يستطرد حليلوزيتش قائلا: "بعد كل ذلك اللقاء حصلت المؤامرة في مباراة ألمانيا – النمسا الكل يقر بحدوث تواطئ الأمر الذي منع الجزائر من التأهل إلى الدّور الثاني، ألمانيا هي النمسا لهذا إتفقا وأنا لا ادري صراحة لماذا لم يتم معاقبتها، ولكنها في النهاية هي قصة قديمة وهناك أمور كثيرة حصلت بعدها في كرة القدم، أتمنى أن تبقى كأس العالم لعبة للفرح وليس لأمور أخرى، لا أريد أن نتكلم عن أمور خارجية، مثلما يفعل الصحفيون الجزائريون الذين يهتمون كثيرا بالنّبش في أمور أخرى مع أننا في بلد كرة القدم والأحرى أن نتكلم عن كرة القدم، رمضان وصل وللأسف استغل البعض هذه الفرصة لأجل تشويه سمعتي وشرفي". "اللاعبون يصومون أو لا يصومون هم أحرار.. أوقفوا هذه السينيما" إعتبر حليلوزيتش أن شهر رمضان ليس مشكلا بالنسبة له لأنها ليست المرة الأولى التي يتعامل فيها مع لاعبين مسلمين وفي هذا الشهر الكريم وقال: "ليست المرة الأولى التي أشرف فيها على فريق يضم مسلمون، في كل الأوقات كنت أترك حرية الصيام لمن يريد لأنها تندرج في إطار حرّية التّعبير، هو أمر خاص، وعندما تطلبون هذا السؤال فإنه يجب إحترامي من طرفكم، من فضلكم إحترامي، لا يجب أن نمس بمشاعر الناس، اللاعبون يفعلون ما يريدون، وأتمنى أن تتوقف هذه السينما فورا". "إذا طرحتم عليّ سؤالا آخرا عن رمضان سأغادر القاعة" قال حليلوزيتش أنه لا يريد تماما أن يتكلم من جديد عن موضوع الصيام الذي يطرح عليه بعد المباريات وقبله وبشكل دائم وتابع يقول: "أحب دائما أن نتحدث فقط عن كرة القدم وليس عن أمور هامشية وجانبية، نحن في بلد كرة القدم لا يجب أن نتحدث إلا في هذا الأمر، بالنسبة لي أنا أكمل عملي كما كنت أقوم به، وأواصل إمتاع الشعب الجزائري وإن كنت لا أثير إعجاب البعض، ولو أنني أتأسّف كثيرا على كثرة الحديث عن شهر رمضان، لهذا إحترموني ومن يطرح عليّ سؤالا آخرا متعلقا فإنني سأكون مجبرا على مغادرة القاعة". "قوتنا في المجموعة التي ليس فيها نجوم ولهذا أقوم بتغييرات دائمة على التّشكيلة" طرح أحد الزملاء الصحفيين سؤالا للنّاخب الوطني عما إذا كان ينوي القيام بتغييرات جديدة وهو الذي استعمل كل تعداده حتى الآن من لاعبي الميدان ولم يبق سوى كادامورو فقال: "إستعملت 19 لاعبا حتى الآن، قلتها قبل كأس العالم، قوتنا في الجماعة، وفي منتخب الجزائر ليس لنا نجوم مثل بعض المنتخبات، لا أدري إن كان هذا من حسن الحظ أو سوئه، والمشكل الذي يطرح دائما هو لماذا أقوم بالتغيير؟، هناك أسباب متعلّقة ببعض المشاكل الصحية، والبدنية وكذلك الجانب التكتيكي والتحضير المختلف الذي أقوم به لكل لقاء". "فخور بطريقة تعاملي تكتيكيا حتى الآن ولست مسؤولا عن آخر 20 دقيقة أمام بلجيكا" وقال النّاخب الوطني للصحفيين أنه فخور بنفسه وبطريقة تعامله مع المباريات الثلاث حتى الآن في الدور الأول و عن ذلك قال: "حضرت لكل مباراة بشكل خاص وإسمحوا لي أن أقول أنني أفتخر بطريقة تعاملي التكتيكي مع كل مباراة لعبتها حتى الآن"، وعاد حليلوزيتش ليتحدث عن إنتقادات الصحفيين له مع ليس فوق الإنتقاد فقال: "لا يتحدثون إلا عن شهر رمضان بينما نسيوا أن قوتي وهي العمل التكتيكي وفي كل لقاء أعمل بشكل كبير على هذا الجانب، وباستثناء 20 دقيقة الأخيرة أمام بلجيكا أين يقولون أنني طلبت الدفاع وهذا أمر مغلوط، كل شيء كان رائعا في بقية الوقت". "أنا لا أغيّر لأجل أن أسعد هذا اللاعب أو ذاك بل لدي أسبابي الخاصة" يكمل "الكوتش وحيد" كلامه قائلا:"أعرف أين تمكن ضعف فريقي أين تظهر في بعض الأحيان علامات التعب ونقص الخبرة، ومن هذا استعملت جميع اللاعبين ليس أقوم بالتغيير لأسعد لاعبا أو آخر، أنا كمدرب اعرف من اللاعب الذي يقدم الإضافة ومن يساعدني في هذا اللقاء على مستوى التنظيم التكتيكي، اليوم الفريق الذي يلعب دون تكتيك، يعاني من مشاكل، بالنسبة لي كل لقاء له تحضيره الخاص، وعن لقاء الغد ربما تكون هناك تغييرات، وبإستثناء الشوط الثاني من مباراة بلجيكا اللاعبون طبقوا كل شيء بخصوص التعليمات التي منحتها حتى الآن". "إقصاء إنجلترا ليس مفاجأة، لقد جاؤوا إلى هنا متعبين" وعن إقصاء العديد من المنتخبات الأوروبية حتى الآن وإن كان ذلك بمثابة محفز لمنتخب مثل الجزائر يواجه ألمانيا قال مدرب المنتخب الوطني: "منتخبات كبيرة مثل إسبانيا وإيطاليا وإنجلترا خرجت وهي مفاجأة، غير أنه بالنسبة لي خروج منتخب إنجلترا لا يعتبر أمرا مثيرا لمشاعر الإستغراب بالنسبة لي، لقد جاؤوا متعبين إلى البرازيل، لديهم لاعبون خاضوا الكثير من المباريات، بطولتهم تلعب فيها مباريات كثيرة، أيام من الراحة القليلة لا تكفي، لا يوجد فقط التعب البدني بل يوجد الذهني بل هناك أمور أخرى". "ليسوا جائعين للألقاب عكس لاعبي منتخبات أمريكا الجنوبية" من هذه الأمور يقول: "فضلا عما قلته يوجد نقص التحفيز، ربما بعض اللاعبين ليس لهم هدف إضافي وكبير يلعبون لأجله، لم يعودوا جائعين، على العكس بخصوص الكرة في أمريكا الجنوبية، فاللاعبون يريدون الفوز بأشياء كثيرة ولهم الرغبة في تحقيق ذلك، لأجل رفع أسعارهم وكذلك لتحقيق أشياء خاصة، غير أن هناك بعض النجوم يعتقدون أن كأس العالم هي سوق ترويجية وفرصة لأجل إستغلالها على الصعيد التجاري وهذا من بين أكبر الأخطاء التي يمكن إرتكابها". "ألمانيا ستكون جاهزة لنا ومن لم يتحفز من لاعبي لخوض اللقاء سأطلب منه الإعتزال" وإستمر حليلوزيتش في فكرته قائلا: "إسبانيا مثلا فازت بكل شيء، في 10 سنوات حققوا كل الألقاب الممكنة، وقد كان يجب إحداث بعض التهوية على مستوى هذا المنتخب بضخ دماء جديدة، لا أريد أن أتكلم كثيرا عن المنتخبات الأوروبية، وبخصوص ألمانيا لا أعرف إن كانوا سيكونون متحفزين لنا أم لا، ولكن المؤكد أنهم سيكونون جاهزين، بالنسبة لنا سنلعب لقاءا تاريخيا، وحتى إذا جرت المباراة في درجة حرارة تقرب من 45 درجة أقول للاعبين أنه لا توجد حرارة، إذا لم تكونوا متحفزين للعب لقاء كهذا، فمن الأفضل أن تتوقفوا عن لعب كرة القدم". "سنسعى لتكرار الشوط الأول أمام كوريا رغم أن المنافس هو ألمانيا" يقول حليلوزيتش عن ألمانيا:"لا أعتقد أنهم نسيوا الصفعة التي تلقوها على يد الجزائر سنة 1982، يريدون إستعادة الثقة وسيكونون متحفزين جدا، وأمامهم يجب أن نؤدي لقاءا كبيرا وليس أن نؤدي مباراة نمر فيها جانبا"، وعما إذا كان يعتقد أن الجمهور البرازيلي سيكون إلى جانب "الخضر" قال: "أمام كوريا لعبنا شوطا أولا رائعا مع فعالية، وأتذكر أن المناصرين صفقوا كثيرا على المردود والمستوى الذي قدمناه، وعندما يعترف لك جمهور البرازيل وهم مناصرو الكرة، فهذا يجعلني فخورا"، ليختتم قائلا: "سنفعل كل شيء وسنحاول إعادة ذلك اللقاء، الأمر صعب جدا أمام منتخب يملك خبرة كبيرة وهو أفضل منّا ولكن أعتقد أن آداءنا سيعجب الجمهور البرازيلي ولهذا سيناصرون المنتخب الجزائري وبالتالي لا يجب أن نخيبهم".