الله جل جلاله يريدنا أن نلتفت إلى أننا في الحج إنتصرنا على الشيطان .. بأن امتنعنا عن كل ما نهى الله عنه .. ليس امتناعا يشمل ما حرم الله في الأوقات العادية .. ولكن التحريم إمتد إلى بعض ما كان مباحا .. فكأن التحريم زاد ورغم ذلك قدرنا عليه .. وقضينا مناسك الحج في ذكر الله و الإنشغال بالعبادة والدعاء .. بمعنى أننا لسنا قادرين فقط على طاعة المنهج .. بل إننا قادرون على طاعات أكبر وأكثر. أراد الله سبحانه وتعالى بقصة إبراهيم وإسماعيل مع إبليس أن يعلمنا بعد أن وقفنا بعرفات وغفر لنا ذنوبنا .. لكي نحافظ على هذه التوبة , لا بد أن نرجم الشيطان في أنفسنا رجما معنويا فلا نجعل له فيها مدخلا , إذا حاول أن يوسوس لنا بمعصية فلا نستمع إليه .. وإنما نرجمه بعصياننا لنزغاته حتى يبتعد عنا ويتركنا ولا يكون له علينا سلطان أنت إذا أصغيت إلى الشيطان مجرد إصغاء . . فهذه أول خطوة من خطوات المعصية .. إنه يريد أن يستميلك لتستمع إليه .. فلا تترك له هذه الفرصة .. ولا تستمع لإغوائه .. بل ارجمه على الفور بالعصيان . بعض الناس يتساءل : نحن نرجم حجرا .. فما علاقة الشيطان بهذه الحجر ؟ وهل الشيطان موجود فيه ؟ بعض العلماء يقولون إن الشياطين تحبس في هذه الأحجار في أيام منى .. ونحن نقول لهم سواء أكان هذا صحيحا أم غير صحيح .. فإنه اختبار كما قلنا للإيمان في القلب .. فعلّة الأسباب الإيمانية ليست في أن نفهمها .. أو نعرف الحكمة منها .. ولكن علة الأشياء في أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بها .. إننا نقبل حجرا ونرجم حجرا .. والسبب في هذا أن الله تبارك وتعالى أمرنا والواجب أن نطيع الأمر دون أن نحاول أن نفلسف الأمور بعقولنا الضيقة والعاجزة .. ذلك إنه مادام الله سبحانه وتعالى قد أمر .. فلا بد أن هناك حكمة عرفناها أو لم نعرفها .. ذلك أن هناك أسرارا كثيرة في الكون لا نعلم عنها شيئا . ويريد الله سبحانه وتعالى أن نعرف إنه مادمنا قد أتممنا الحج – والحج مادام من حلالأرادبه وجه الله فهو مقبول ومبرور – فإن الشيطان لن يتركنا بمجرد غفران الذنب , إنه يحاول أن يدفعنا في ذنوب ومعاص جديدة .. وبمجرد عودتنا من الحج هو سيعمل على أن يفسد علينا الطاعة ويضع في نفوسنا المعصية . والله جل جلاله يريدنا أن نلتفت إلى أننا في الحج انتصرنا على الشيطان .. بأن امتنعنا عن كل ما نهى الله عنه .. ليس امتناعا يشمل ما حرم الله في الأوقات العادية .. ولكن التحريم إمتد إلى بعض ما كان مباحا .. فكأن التحريم زاد ورغم ذلك قدرنا عليه .. وقضينا مناسك الحج في ذكر الله و الإنشغال بالعبادة والدعاء .. بمعنى أننا لسنا قادرين فقط على طاعة المنهج .. بل إننا قادرون على طاعات أكبر وأكثر .. فإذا تذكرنا هذه الحكمة إلتزمنا تقوى الله بعد أداء مناسك الحج .. وعرفنا إننا قادرون على الطاعة فالتزمناها .. ولذلك يقول الحق سبحانه وتعالى : ( فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم ءاباكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا وماله في الأخرة من خلاق ) – سورة البقرة إن الله سبحانه وتعالى يريدنا لكي لا نضل ولا ننحرف , أن نذكره دائما بعد أداء فريضة الحج كما نذكر آباءنا على التباعد .. أى وهم بعيدون عنا .. أن نذكر الله سبحانه وتعالى .. لأن هذا هو التلاقي الذي تنعدم فيه كل الأهواء وكل الإنتماءات إن الحق تبارك وتعالى يريد أن يقرب من خلقه ما يجعل حركاتهم تتساند ولا تتعاند .. فيجب أن يكون ذكرنا لله أشد من ذكرنا لآبائنا .. لأن الآباء مهما طال بهم العمر إنتهوا وما توا .. والله أزلي لا يموت .. وإذا كان الآباء هم السبب المباشر في قدومنا إلى الدنيا .. فإن الله سبحانه وتعالى هو الذي أوجدنا من عدم , وخلقنا من عدم .. فالخلق يرد إلى الخالق .. ونحن مجرد أسباب .. فلا بد أن نذكر الأصل في الإيجاد .. وهو الذي أوجد من عدم أكثر مما نذكر الأسباب .