فتنتي في زوجة صديقي! ** أنا شاب ملتزم ومتزوج والحمد لله، أحب زوجتي وتحبني، ولكن لديّ صاحبا أحبه حبًّا شديدا، تزوج بفتاة أعرفها منذ أن كانت صغيرة، وفجأة وجدت أن قلبي دائما يذكرها ويميل إليها، ولكني ألتزم بالشرع وهي كذلك، فماذا أفعل، علما بأني أتردد على صاحبي كثيراً· * بسم الله والحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه، ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد: أسأل الله تعالى أن يقينا وإياك من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يغنيك بحلاله عن حرامه وبطاعته عن معصيته، وبفضله عمن سواه·· وينبغي عليك أن تحمد الله تعالى على نعمة الالتزام والاستقرار في بيت الزوجية· حيث تنعم أنت وزوجك بظلال الحب الوافي المستمدة من الإيمان من طاعة الله سبحانه وتعالى· وأما عن سؤالك فإنك تسأل عن صاحب لك تحبه في الله ويحبك، وتتردد على بيته كثيرا، ولكنك تجد شيئا في نفسك تجاه زوجه، وتسأل كيف السبيل؟ أقول لك إن الله تبارك وتعالى قد أوضح لنا الحلال وبيّنه وأوضح لنا الحرام وكشفه، وأمرنا بالابتعاد عن مواطن الريبة والشك ومكامن الشبه، حفاظا على أنفسنا من الوقوع في الحرام·· منهج حكيم هو الأمثل في تربية النفس البشرية، وأنت تريد أن تخرج من هذا المأزق فماذا تفعل؟ إن كثيرا من الناس بحجة الصداقة ينفتحون على بعضهم انفتاحاً غير منضبط، فتجد الاختلاط والخلوة والزيارات التي في غير وقتها ولا ميعادها كل هذه الأشياء تكون عاملا مساعدا للشيطان أن يدخل ويتسلل منها إلى قلوبنا ونفوسنا، والشيطان يكيد ويتربص ويوسوس، ونفوسنا ضعيفة تتأثر بيسر وسهولة بالمؤثرات، خاصة إذا كان المناخ مناسباً لهذا التأثر، فإذا ما كنت تريد أن تحافظ على نفسك، وعلى أخيك، وعلى حرمة أخيك الذي تحبه، والذي هو صديق لك، فلا بد أن تعلم أولا أن بيت أخيك أمانة ينبغي الحفاظ عليها، وألا يطلع على شيء من هذه الأمانة لا يرضاه، فديننا هو دين ستر العورات وحماية الأعراض والحرمات، وإن قوما تتبعوا عورات الناس فتتبع الله عوراتهم ففضحهم وهم في بيوتهم· أخي الحبيب إذا ما أردت أن تحافظ على نفسك وعلى أمانة أخيك وعورته فاستعن بالله في إنقاذ هذه الآداب التي ينبغي على المسلم أن يتحلى ويتأدب بها حينما يريد أن يدخل بيت أخيه، أو أن يزور، وأذكرها لك جملة مجردة عن أدلتها فإذا ما أردت تفصيل ذلك فارجع إلى أحد العلماء القريبين منك، أو افتح أي كتاب من كتب الآداب الشرعية وستجد فيه ما يشفيك ويرضيك وليس المقام مقام تنظير: أولاً: انتق الوقت الذي تزور فيه أخاك، أو تدخل عليه بيته· ثانياً: لا تدخل بيت صديقك بغير إذنه· ثالثاً: غض بصرك وأنت في بيت أخيك· رابعاً: لا تدخل بيته في غيابه· خامساً: لا تخلو بزوج أخيك في أي حال من الأحوال· سادساً: لا تطل الحوار مع زوج أخيك أو صديقك هذا فيما لا فائدة منه· وفي الختام: أخي الحبيب إليك هذه الوصايا العملية تضاف إلى هذه الآداب التي ذكرتها لك: أولاً: أكثر من ذكر الله تبارك وتعالى (فإن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم, فإذا ذكر الله خنس، وإذا سها وغفل وسوس)· ثانياً: ادع الله تبارك وتعالى أن يعصمك من الفتن، وأن يحفظك من السوء· ثالثاً: اقطع وساوس الشيطان سريعا، ولا تسترسل معها، ولا تتعايش معها بخيالك وبأفكارك· رابعاً: كن معنا على تواصل مستمر على صفحة الاستشارات المتميزة بموقع الإسلام اليوم، ففي التواصل معنا عبر هذا الموقع كثير نفع للخاصة والعامة، والله سبحانه وتعالى أسأل أن يحفظنا من أي مكروه وسوء، وأن يحفظنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يغفر لنا جميعاً تقصيرنا، وأن يمحو عنا آثار ذنوبنا إنه سبحانه سميع قريب· وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) وعلى آله وصحبه ومن والاه· والحمد لله رب العالمين·