إذا تصادف أن عثرت في الهند على كنز مدفون في الأرض فلا تفكر مجرد التفكير في الاستحواذ عليه لنفسك حتى إذا كانت قيمته عشر روبيات (16 سنتا أمريكيا) فقط لأن قانونا صدر في أيام الحكم الاستعماري البريطاني ينص على انه يخص "جلالتها". غير أن قانون اكتشاف الكنوز الصادر عام 1878 ونحو 300 قانون قديم آخر ستلغى في أكبر عملية غربلة على الإطلاق للقوانين التي تجعل من الهند واحدة من أكثر الأماكن إرباكا في العالم لمن يريد إبرام صفقات. ويأمل رئيس الوزراء الجديد ناريندرا مودي أن يعمل تخفيف القيود التنظيمية وتسريع عملية اتخاذ القرار على رفع الهند من المركز 134 في قائمة البنك الدولي لسهولة أداء الأعمال التي تضم 189 دولة لتدخل ضمن الخمسين الأوائل بما يؤدي لجذب المستثمرين. وقال رافي شانكار براساد وزير القانون الذي يقود حملة تطهير التشريعات "بعض القوانين في دفاترنا مضحكة. وثمة قوانين أخرى لا مكان لها في الهند الحديثة الديمقراطية." وقد فشلت الحكومات السابقة في التخلص من القوانين الغريبة التي ترجع إلى القرن التاسع عشر إما بسبب اعتراضات إدارات حكومية أو لمجرد غياب الإرادة السياسية. لكن العاملين في حكومة مودي حددوا 297 قانونا عتيقا لإلغائها في الدورة البرلمانية التي تبدأ في نوفمبر المقبل. ومن القوانين المقرر إلغاؤها قانون صدر عام 1838 ينص على أنه لا يجوز بيع أي ممتلكات في منطقة من العاصمة الإمبريالية السابقة كلكتا إلا لشركة الهند الشرقية التي وضعت أسس الإمبراطورية البريطانية ولم يعد لها وجود منذ أكثر من 150 عاما. ومنها أيضا قانون صدر عام 1855 يخرج قبيلة بعينها من نطاق سلطة القوانين المحلية لأنها "جنس غير متحضر". وقال براساد إنه حتى بعد إلغاء هذه القوانين ستظل مئات البنود في قوانين أخرى وآلاف القواعد التنظيمية تمثل عقبات حقيقية أمام الأعمال. وأضاف أن الحكومة بدأت العمل على تحديدها أيضا. ويحظر قانون إطلاق الطائرات الورقية أو البالونات دون إذن من الشرطة في مختلف أنحاء الهند لأنها مصنفة تحت بند الطائرات كما أن قانونا يرجع إلى الحرب العالمية الثانية يحظر إلقاء المنشورات من الجو في ولاية جوجارات. ويقضي قانون السيارات في ولاية أندرا براديش بأن تكون أسنان مفتش السيارات نظيفة ويشترط استبعاد من لديه نتوء في الصدر أوركبتين متلاصقتين أو قدمين مسطحتين أو كسور في الأطراف من هذه المهنة. وتعرض فندق في نيودلهي ذات مرة للتهديد بمقاضاته لرفضه تقديم الماء لشخص استند إلى قانون صدر عام 1867 يفرض على أي استراحة أن تقدم مياه الشرب مجانية للمارة. وحتى إذا ركبت المصانع أنظمة إطفاء حديثة لمقاومة الحرائق، يتعين عليها أن تستخدم دلاء مليئة بالماء والرمل مطلية باللون الأحمر للتصدي لأي حريق. وينص قانون صدر عام 1898 على أن الحكومة وحدها لها الحق في نقل الرسائل بالبريد من مكان لآخر، ولذلك فإن شركات نقل الطرود تحتال على ذلك بإطلاق اسم "الوثائق" على ما تنقله من رسائل.