ورشات مشبوهة تقوم بإعدادها وتوزيعها على المحلات.. كشفت مصادر مؤكدة ل"البلاد"، أن أصحاب محلات المأكولات السريعة يعتمدون على طريقة تحضير أكلة "الشاورما" بأساليب غير صحية باستعمال لحم الدجاج عوض لحم الديك الرومي الذي يفتقد أدنى شروط الحفظ والنظافة، وهي ما يهدد صحة وسلامة الجزائريين، في الوقت الذي أشارت فيه جمعية المستهلك لولاية الجزائر إلى ورشات "مشبوهة" تقوم بتحضير هذه المادة وتوزيعها على المحلات. وأكدت المصادر أن اعتماد أصحاب محلات بيع المأكولات على لحم الدجاج راجع إلى انخفاض سعره مقارنة بلحم الديك الرومي بفارق عادة ما يكون في حدود 50 دينارا للكيلوغرام الواحد، فمعظم المحلات تستعمل أزيد من 30 كلغ من اللحم يوميا لإعداد أكلة "الشاورما" بمحلاتهم التي تكون عبارة عن مطاعم أو محلات لبيع المأكولات السريعة، موضحة أن هذه الظاهرة انتشرت في الآونة الأخيرة على المستوى الوطني وهي سياسة يعتمدها التجار للتقليل من التكاليف وزيادة الأرباح باختيار اللحوم ذات النوعية الرديئة لإدخالها كمادة أساسية لتحضير هذه الأكلة الواسعة الاستهلاك. وأوضحت الجمعية أن الإشكال لا يكمن في لحم الدجاج بحد ذاته، وإنما في طريقة التحضير التي "تشمئز منها الأبدان" على حد وصفها، مضيفة أن القائمين على تحضير هذه المادة يقومون بحرق الدجاج بالماء الساخن بأقصى درجات الحرارة دون تفريغه من الأمعاء والشوائب، ومن ثم يقومون بتجزئتها بإزالة الرقاب والأجنحة لإعادة بيعها، ليتم تقسيمه بعد ذلك إلى شرائح دون مراعاة إزالة الريش بصفة كاملة. والتعرف على "الشاورما" المغشوشة يكون عن طريق لونها الذي يميل إلى البياض، فيما تميل إلى اللون الأحمر بالنسبة للتي استعمل في إعدادها لحم الديك الرومي. ومن جهته حمّل رئيس جمعية حماية المستهلك لولاية الجزائر زبدي مصطفى، في اتصال ب«البلاد" المسؤولية للمكاتب البلدية للوقاية وحفظ النظافة التي قال إنها من المفروض أن تقوم بمراقبة المحلات والمنتوجات المعروضة للاستهلاك، على اعتبار أن المستهلك ليس مخولا لمعرفة مكونات مادة "الشاورمة"، موضحا في هذا الخصوص أن للتاجر الحق في استعمال نوعية اللحوم سواء كانت بيضاء أو حمراء لكن بالمقابل فهو مجبر على إعلام المستهلك بمكوناتها بكتابة عبارة "لحم دجاج" على سبيل المثال. وأكد زبدي أن ما يعتمده هؤلاء التجار يعتبر "غشا وتدليسا"، متسائلا عن دور الرقابة التي قال إنها غائبة ولم تؤد عملها على أحسن وجه، مشيرا إلى شرعية الورشات التي أضحت تمارس نشاطات تندرج ضمن الصناعات الغذائية التي تقوم بتحضير مادة "الشاورما" وتقوم بتوزيعها على المحلات جاهزة للطهي، مضيفا أن الإشكال المطروح حول امتلاك هذه الورشات المتخصصة في إعداد مادة "الشاورمة" لترخيص أو اعتماد يسمح لها بمزاولة هذا النشاط من عدمه. ونفى محدثنا قيام الجمعية بتقديم أي شكوى بهذا الخصوص معتبرا أن الحالة بحد ذاتها هي "شكوى"، مشيرا إلى بعض المحلات التي تستخدم بقايا "الشاورما" في اليوم الموالي، رغم أنها تحتوي على لحوم سريعة التلف ما يعتبر خطرا على صحة المستهلك، مشيرا إلى الشكاوى التي سجلت بخصوص الشوائب وبعض الريش بأطباق "الشاورمة" وهو ما يثبت الغش في إعداد هذه الأكلة مما يدعو إلى تفعيل أجهزة الرقابة على رأسها مكاتب الوقاية والنظافة، وأعوان الرقابة التابعة لوزارة التجارة الذين يبقى عملهم الميداني جد ضئيل مقارنة بتطلعات المستهلك الجزائري، يضيف محدث "البلاد".