رغم خلوه من بطولة كأس العالم لكرة القدم ومن دورة الألعاب الأولمبية أيضا، يعج عام 2015 بالكثير من الأحداث الرياضية المتلاحقة... وستكون مدينة زيورخ السويسرية على موعد مع استقبال حدثين رياضيين غاية في الأهمية هذا العام، أولهما في 12 جانفي، وهو اليوم الذي يأمل فيه النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو بالفوز بجائزة الكرة الذهبية للمرة الثالثة له في تاريخه، رغم أن غريمه التقليدي ليونيل ميسي لديه من الحظوظ أيضا ما يكفيه لاقتناص الجائزة لصالحه للمرة الخامسة في مشواره. وثانيهما في 29 ماي المقبل، عندما يكون جوزيف بلاتر على موعد مع إعادة انتخابه كرئيس للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي يتربع على عرشه منذ 16 عاما. وتستضيف مدينة جلينديل بولاية كاليفورنيا الأمريكية في أول فيفري المقبل المباراة النهائية لبطولة كرة القدم الأمريكية كأكثر المواجهات إثارة وتشويقا في الرياضة الأمريكية، والتي تعتبر حملاتها الإعلانية هي الأكثر كلفة في التاريخ أيضا. وستكون مدينتي ملبورن الأسترالية وأبو ظبي الإمارتية محط أنظار العالم أجمع عند استضافتهما انطلاق وختام سباق السيارات الأشهر في العالم "فورمولا-1"، حيث سيبدأ السباق الكبير في 15 مارس المقبل في ملبورن ويختتم فعالياته في 29 نوفمبر من العام الجاري في أبو ظبي ويتضمن 21 سباقا، كما يشهد عودة المكسيك لاستضافة إحدى مراحله من جديد. ويترقب جميع المتابعين والمهتمين بسباقات الجائزة الكبرى ما سيقدمه البريطاني لويس هاميلتون حامل لقب الموسم المنصرم، بالإضافة إلى متابعة تطلعات سيباستيان فيتيل وفيرناندو ألونسو بعد نتائجهما المخيبة للآمال في 2014. ويأتي الدور لاحقا على العاصمة الفرنسية باريس التي من المنتظر أن تكون مسرحا كبيرا لأهم أحداث رياضة التنس العالمية في العام الجديد، عندما يعود الأسباني رافاييل نادال إلى المنافسة مجددا على الملاعب الترابية في السابع من جوان المقبل للفوز بلقبه الحادي عشر في بطولة رولان جاروس. وكان على الأرجنتينين ألا يندهشوا من ردود فعل لاعبي ريال مدريد عندما لم يعلنوا عن فرحتهم بالفوز على فريق سان لورينزو الأرجنتيني في نهائي مونديال الأندية الماضي، حيث يجب عليهم أن يعرفوا أن أكثر ما يهم الأوروبيين هو الفوز ببطولة دوري أبطال أوروبا التي تستضيف مباراتها النهائية هذا العام مدينة برلين الألمانية في السادس من جوان على الملعب الأولمبي للمدينة. ويسعى ريال مدريد للوصول إلى برلين من أجل اقتناص لقبه القاري الحادي عشر، إلا أنه سيواجه في هذا الصدد تحديا ضخما من فرق كبرى في القارة ، مثل برشلونة وبايرن ميونيخوباريس سان جيرمان ومانشستر سيتي التي تسعى هي الأخرى للفوز بالكأس الأوروبية. ويعد 30 من جويلية 2015 يوما مميزا في مسيرة دورة الألعاب الأولمبية، التي ستنظم للمرة الأولى في قارة أمريكا الجنوبية وتحديدا في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية منتصف 2016، حيث ستجتمع اللجنة الأولمبية الدولية في ذلك اليوم في مدينة كوالالمبور الماليزية لمتابعة التعديلات الخاصة بدورة الألعاب القادمة، والتي استقر العمل على تطبيقها على أرض الواقع في ديسمبر 2014. ويخلو عام 2015 من بطولتي كأس العالم وأمم أوروبا، لكنه رغم ذلك سيكون على موعد مع حدث كروي لا يقل أهمية وهو بطولة كوباأمريكا التي تستضيفها الشيلي في جوان القادم. ويرى العديد من المراقبين أن نسخة البطولة للعام الحالي هي الأكثر إثارة منذ سنوات، حيث أن الشيلي بقيادة نجمها أليكسيس سانشيز تستعد، عقب انتهاء مونديال البرازيل الرائع لاستضافة منتخبات ونجوم من العيار الثقيل مثل الأرجنتين بقيادة الساحر ليونيل ميسي والبرازيل بقيادة النجم الواعد نيمار وكولومبيا بصحبة نجمها الأول خاميس رودريجيز بالإضافة إلى أوروجواي بلاعبيها المميزين. ورغم أنها اختتمت عام 2014 بسقوط مدوي اقتصاديا، تستضيف مدينة كازان الروسية هذا العام في الفترة ما بين 24 جويلية والتاسع من أوت بطولة العالم للسباحة في ظل غياب السباح الأمريكي الأسطوري مايكل فيليبس للإيقاف. ولن يكون لغياب فيليبس أي تأثير سلبي على فعاليات البطولة التي ستشهد مشاركة الكثير من النجوم العالميين في رياضة السباحة، أبرزهم على الإطلاق الأسبانية ميريا بيلمونتي التي تسعى إلى التألق في أكبر الملتقيات الرياضية السابقة مباشرة على دورة الألعاب الأولمبية بريو دي جانيرو 2016. واعتادت مدينة بكين الصينية على عدم تفويت الفرصة في الاحتفاظ بنصيبها من استضافة الأحداث الرياضية الكبيرة، حيث أنها ستحظى بشرف استضافة بطولة العالم لألعاب القوى في الفترة ما بين 20 و30 أوت 2015، والتي يسعى من خلالها العداء الجامايكي يوسين بولت إلى كسر الرقم القياسي الأسطوري (58ر9 ثانية) في سباقات 100 متر عدو. وأخيرا ، يصل قطار الأحداث الرياضية لعام 2015 إلى محطته الأخيرة في مدينة تورونتو الكندية، عندما تستضيف دورة ألعاب أمريكا الوسطى والكاريبي "بان أمريكا" في الفترة ما بين يومي 10 و26 جويلية المقبل، لتشكل فرصة ذهبية لمحبي الألعاب الأولمبية الذين لا يطيقون صبرا حتى انطلاق ريو 2016 لمتابعة رياضاتهم المفضل من خلال مشاركة 42 دولة.