نشرت : المصدر الشروق الجزائرية الأربعاء 08 أبريل 2015 11:31 تندلع الإضرابات أو الحركات الاحتجاجية في الجزائر مثلها مثل باقي البلدان كنوع من أنواع التعبير عن عدم الرضا والانتفاضة لتغيير الأوضاع المتأزمة، غير أن الملفت للانتباه في هذه الاحتجاجات ليس نوعية المطالب المرفوعة ولكن في الطريقة التي يلجأ إليها المحتجون، وقد غاصت الشروق في بعض الحالات التي لا تخلو من الغرابة والعجب، ونقلت رأي مختصين لتفسير الظاهرة اجتماعيا. سائقو ترامواي وهران يحتجزون الركاب داخل القاطرات لعل أغرب احتجاج سجلته الشروق في الأشهر الأخيرة، هو ذلك الذي شنه عمال شركة ترامواي وهران، وتحديدا فئة السائقين الذين لجئوا لاحتجاز الركاب داخل القاطرات، وانتظار انقضاء ساعة من الزمن، ثم مواصلة الرحلات، في طريقة كان المراد منها الضغط على الإدارة ولفت انتباهها لتحقيق مطالبهم التي سبق أن رفعوها، وقد خلقت هذه الطريقة حالة استهجان من طرف الركاب الذين وجدوا أنفسهم رهائن ..
بطالون يشيدون جدارا إسمنتيا بطريق عمومي بورڤلة !! أقدم شباب بطال بحي بوزيد بوسط ولاية ورڤلة على تشييد جدار إسمنتي، احتجاجا على التهميش والإقصاء الممارس ضدهم من طرف الأوصياء على البلدية، ما دفعهم في لحظة غضب على جمع الآجر وخلط الإسمنت بالرمل ثم الشروع في تشييد جدار إسمنتي، لمنع مرور السيارات، في خطوة استدعت تنقل المسؤولين للتفاوض مع المحتجين الذين اقتنعوا بعد حصولهم على تطمينات بهدم الجدار العازل، بعد أن دخلوا التاريخ من خلال هذه الطريقة الغريبة في التعبير عن الغضب.
رأي علم الاجتماع أساتذة مستخلفون يحملون رضعا في مسيرة نحو مديرية التربية!! كما سبق للشروق أن حضرت مسيرة سلمية نظمها عشرات من الأساتذة المستخلفين، الذين تم إقصاؤهم من مسابقة التعليم رغم أحقيتهم في ذلك وتوفرهم على شرط الأقدمية والخبرة، ولم يكن صعبا على بعض المضربين من إشراك أطفالهم الصغار في المسيرة التي انطلقت من أمام مديرية التربية لولاية وهران، متوجهة نحو مقر الولاية، غير أن مصالح الأمن وضعت حاجزا بشريا حال دون مواصلة المسيرة ما اضطر المحتجين إلى البقاء أمام البوابة الرئيسية للمديرية لساعات، مرددين عبارات تصب كلها في كونهم يعيلون عائلات وأطفالا ولا يمكن إحالتهم على البطالة، فكان مشهد حمل المحتجات للرضع من أهم الصور والمشاهد التي أثارت شفقة المارة.
مقتصدون يصومون احتجاجا على قرار بن غبريط خصم أجورهم ويتذكر الجميع الإضراب الطويل الذي تبناه ممثلو المصالح الاقتصادية، مع بداية الموسم الدراسي الجاري دام أكثر من 8 أشهر متتالية، بعد تعنت الطرفين وفرض الوزيرة بن غبريط سياسة القبضة الحديدية والتي تجلت من خلال الخصم من أجور المضربين وتوقيف تحفظي لبعضهم الآخر، وهوما دفع بالمقتصدين إلى اللجوء لخطوة غريبة تشبه لحد كبير الإضراب عن الطعام لكن وجه الاختلاف، تمثل في صوم يوم جماعي ثم الإفطار مع بعض عند غروب الشمس، والصلاة وإكثار الدعاء لرد الظلم كما سموه المضربون الذي طالهم بعد خصم من أجورهم ووفاة مقتصدة متأثرة بقرار توقيفها التحفظي، وهي الخطوة التي لم نألفها في أي حركة احتجاجية عمالية .
..وأعوان الحراسة يغلقون الطريق أمام عربات الترامواي وفي سياق متصل أكد لنا بعض أعوان الحراسة على مستوى محطات الترامواي بوهران دائما أنهم قرروا مؤخرا غلق الطريق في وجه عربات الترامواي لشل سيرها، في نوع غريب من أنواع الاحتجاج تنديدا على خفض رواتبهم إلى النصف من طرف الإدارة الوصية، وهوما أشعل فتيل الغضب لدى أكثر من 260 عون حراسة وجعلهم يلجؤون لفكرة غلق الطريق على القاطرات لشل حركتها، وهم الذين كانوا بالأمس القريب حماة، يضحون بأنفسهم لمنع السيارات من اختراق مسار الترامواي، لكن اليوم انقلبت الآية وتحوّلوا لعراقيل تمنع حركة العربات.