تواصل أمس لليوم الرابع على التوالي إضراب عمال وسائقي ترامواي وهران، حيث رفع المضربون أمس سقف مطالبهم إلى حد المطالبة بالمدير الأجنبي لمؤسسة "سيترام" المسيرة، بعدما تماطلت الإدارة في الرد عليهم. وقد تسبب توقف عربات الترامواي لليوم الرابع على التوالي في تعطيل مصالح المواطنين الذين اعتادوا استعمال هذه الوسيلة، خاصة من أجل التنقل من وإلى وسط المدينة، رغم ضمان الحد الأدنى من الخدمة والمتمثل في سير 4 عربات فقط من بين 18 عربة، وتمكين المواطنين من التنقل عبرها مجانا بسبب إضراب عمال أكشاك بيع التذاكر وأعوان المراقبة أيضا. وكبد الإضراب المؤسسة خسارة قدرتها مصادر نقابية بأكثر من 800 مليون سنتيم منذ توقفه عن العمل يوم الخميس الماضي. وواصل المضربون وقفتهم الاحتجاجية أمام مقر المؤسسة بسيدي معروف وأكدوا أن مطلبهم الرئيسي الآن هو رحيل الإدارة الحالية وعلى رأسها المدير الأجنبي "بعدما تبين أن المسير لا يعير أي اهتمام للعمال وأخل بوعوده التي قطعها" يقول العمال. كما أحدث الإضراب حالة من السخط في أوساط المواطنين المشتركين شهريا مع المؤسسة والذين أصبحوا يستفسرون عن مصير تذاكرهم وجدوى اقتنائهم لها بعدما قررت الإدارة التخلي عنهم في مرحلة بدء العمل بإشارات المرور. وجاء قرار إضراب أعوان الأمن بعد رفض الإدارة تجديد عقودهم وشروعها في التحضير لتسريحهم بعد أن قامت بتسريح 7 عمال في مرحلة أولية، حيث كان هؤلاء الأعوان يقومون بتنظيم حركة السير على مستوى نقاط التقاطع ومحاور الدوران التي تعبرها عربات الترامواي مستعملين لافتات لوقف سير المركبات، كما أنهم ساهموا في تجنيب العديد من حوادث المرور الخطيرة خاصة خلال الأيام الأولى من دخول الوسيلة حيز الخدمة التجارية، مثلما حدث مقابل مقر الأمن الولائي حيث قام أحدهم بإنقاذ مختل عقليا وإبعاده من مسار الترامواي الذي كاد يدهسه، إلى غيرها من الحوادث جعلتهم يطالبون الإدارة بتثمين مشاركتهم في إنجاح هذه الوسيلة العصرية التي استفادت منها وهران، وقاموا إثر ذلك بشن احتجاجات أمام مقر المؤسسة المسيرة مطالبين بتسوية وضعيتهم وإدماجهم في مناصب عمل دائمة، وعملوا من خلال عقد محدد ورفضت الإدارة تجديده، لتقوم قبل شهر تحت ضغط العمال وتهديدهم بالاحتجاج بتجديد عقدهم لشهر واحد انتهى. وقال المحتجون إنهم بعد أن عملوا في المؤسسة وتعبوا من أجل إنجاح المشروع الجديد، فإن إدارة المؤسسة تنصلت من التزاماته تجاههم بعد أن كانت قد وعدتهم بتسوية وضعيتهم وإدماجهم في مناصب دائمة.