نشرت : المصدر موقع بوابة الشرق الخميس 02 يوليو 2015 18:47 كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا مقلب القلوب، ثبت قلبي على دينك، قلت: يا رسول الله، إنك تدعو بهذا الدعاء، قال: يا عائشة، أو ما علمتِ أن القلوب أو قال: قلبُ بني آدم بين إصبعي الله، إذا شاء أن يقلبه إلى هدى قلبه، وإذا شاء أن يقلبه إلى ضلالة قلبه. ما كان يردد عليه الصلاة والسلام هذا الدعاء إلا لعلمه أن الإنسان متذبذب لا يستقر على حال. إن وجدته اليوم في حالة ما، فلن تجده كذلك بالغد، فقد يكون انتقل إلى أمر أو وضع جديد، وهكذا ينتقل من حال إلى حال.. ذلك أن الإنسان بطبعه ملول ومتغير ومتذبذب كما أسلفنا. تحركه نزعات ورغبات وشهوات ودوافع. قليل من الناس من تجده وقد ثبت على مواقف معينة أو حالات، سواء كان في مجال العلاقات الإنسانية أم مجالات الرأي أم مجالات حياتية أخرى متنوعة؟ إن أخطر ما يمكن أن يصيب الإنسان في هذا الأمر هو تحول قلبه من الحق نحو الباطل، بعد أن يكون الباطل قد ظهر أمامه في أبهى حلة وزينة. إن الثبات على الحق ليس بالأمر الهين، ولا تركن إلى علمك ومالك وحسبك ونسبك في هذا الأمر. شواهد التاريخ أكثر مما يمكن أن نذكرها ها هنا، كانوا مع الحق قلباً وقالباً، لكن بفعل ظروف حياتية معينة، كفروا بما كانوا عليه وانقلبوا على أعقابهم! اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك وطاعتك.. دعوة تعني الكثير. الثبات على دين الله والحق يحتاج إلى جهد غير يسير ونيات مخلصة متجددة دوماً، فالإغراءات من حولنا كثيرة بل تزداد كل حين، والشبهات أكثر والخيط الفاصل بين الحق والباطل يكاد لا يبين بفعل كل تلك المغريات، فصار سهلاً اليوم التحول من جانب الحق إلى الباطل، وإن كان هذا لا يعني أنه لا يوجد متحولون من الباطل إلى الحق. إن الصدق مع الله وأنت تردد هذا الدعاء، من أسباب الثبات على الحق بإذن الله.. فهل بعد هذا تجد تردداً أو تكاسلاً وتثاقلاً في تعويد لسانك وقلبك على هذا الدعاء، الذي لم يتخل عنه أكرم الخلق محمد، صلى الله عليه وسلم؟ أرجو ألا يكون كذلك، ورمضان فرصة لمثل هذا التدريب.