نشرت : المصدر الخبر الجزائرية الاثنين 06 يوليو 2015 09:50 قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآَنَ تَرْتِيلاً" المزمِّل:1-4. ❊ إنّ قيام اللّيل له من الفضل والمنفعة للمؤمن ما لا يعدّه العادون، ولا يحصيه المحصون، ومن عظيم فضله أنّه كان فرضًا في أوّل الإسلام، وخوطب به النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام في مكة، ولمَّا تكتمل بعدُ شرائع الإسلام، ولا أقيمت للمسلمين دولة. بل إنّ الأمر بقيام اللّيل جاء في أوائل السّور المكيّة نزولاً، وهي سورة المزمّل، وهذا يدلّ على مكانة قيام اللّيل من شريعة الإسلام، إذ جاء فيما تقدّم نزوله من القرآن "يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآَنَ تَرْتِيلاً" المزمِّل:1-4. وسأل سعد بن هشام رضي الله عنه عائشة رضي الله عنها عن قِيَامِ الرّسول عليه الصّلاة والسّلام فقالت: "أَلَسْتَ تَقْرَأُ: يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ؟ قلت: بَلَى، قالت: فإن اللهَ عزّ وجلّ افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ في أَوَّلِ هذه السُّورَةِ فَقَامَ نَبِيُّ الله صلّى الله عليه وسلّم وَأَصْحَابُهُ حَوْلًا وَأَمْسَكَ الله خَاتِمَتَهَا اثْنَيْ عَشَرَ شَهْرًا في السَّمَاءِ حتّى أَنْزَلَ الله في آخِرِ هذه السُّورَةِ التَّخْفِيفَ فَصَارَ قِيَامُ اللَّيْلِ تَطَوُّعًا بَعْدَ فَرِيضَةٍ" رواه مسلم. وقيام اللّيل سبب للقُرب من الله تعالى، وما صام الصّائمون، وتعبَّد المتعبِّدون إلاّ تقرّبًا إلى الله تعالى، روى عمرو بن عبسة رضي الله عنه أنّه سمع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: "أقربُ ما يكون الربّ من العبد في جوف اللّيل الآخر فإن استطعتَ أن تكون ممّن يَذكُر الله في تلك السّاعة فكُن" رواه الترمذي. وصلاة التّهجُّد من أبرز العلامات الّتي يتميّز بها الاعتكاف، لمَا لها من عظيم الأثر في النُّفوس ولمَا يلمسه المرء من شعور صادق بقُربه من الله تعالى، مِصْداقًا لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "أقرَبُ ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر" رواه الترمذي بسند حسن صحيح. وهي من السُّنن المندوبة والمستحبّة، وعدد ركعاتها من ركعتين إلى ثمانية، والأفضل أن تكون ثنائية، أي يُصلّيها ركعتين ركعتين، يُسلّم على رأس كلّ ركعتين. ووقتها يكون بعد منتصف اللّيل، وهي أفضل من صلاة التطوّع في النّهار، لقوله تعالى: "تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ"، ولقوله صلّى الله عليه وسلّم: "أفضل الصّلاة بعد الفريضة صلاة اللّيل" رواه مسلم. والتهجّد يبدأ من بعد صلاة العشاء إلى آخر اللّيل كلّه تهجّد، والأفضل آخر اللّيل لمَن تيسّر له ذلك، لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: "مَن خاف أن لا يقوم من آخر اللّيل فليوتر أوّله، ومَن طمع أن يقوم آخر اللّيل فليوتر آخر اللّيل، فإنّ صلاة آخر اللّيل مشهودة وذلك أفضل" رواه مسلم، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: "يَنزِل ربُّنا إلى السّماء الدّنيا كلّ حين يبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له، مَن يسألني فأعطيه، مَن يستغفرني فأغفر له، حتّى يضيء الفجر" متفق عليه.