نزل مساء أمس الناخب الوطني رابح سعدان ضيفا على قناة “العربية”، حيث استغلت هذه الأخيرة فرصة وجوده في الإمارات العربية، واستضافته في أحد برامجها الرياضية، وكانت الفرصة لمعد الحصة كي يعدّ تقريرا مفصلا عن ممثل العرب الوحيد في نهائيات كأس العالم المقبلة... وكي يستفسر سعدان عن البرنامج التحضيري الذي سطره تحسبا ل”المونديال”، فضلا عن أمور أخرى تتعلق ببعض الأسماء التي ينوي الاعتماد عليها ضمن التشكيل المستدعى لهذا الحدث. “هذا هو برنامجنا ومنتخب الإمارات منتخب محترم” وكانت بداية حديث سعدان حول البرنامج التحضيري الذي سطره وتناولناه في الجزائر كإعلاميين منذ فترة، حيث تطرق إلى تربص سويسرا الذي سيمتد من 13 ماي المقبل إلى 29 من ذات الشهر، وإلى المباراة الودية التي ستتخلله يوم 28 ماي أمام منتخب إيرلندا ب”دبلن”، بعدها تطرق إلى التربص الثاني الذي سيلي فترة الراحة القصيرة التي سيركن لها اللاعبون يومي 29 و20 ماي، والذي سيكون في نورنبرغ” الألمانية ما بين 31 إلى 5 جوان، وسيتخلله لقاء ودي ثان أمام منتخب الإمارات الذي قال عنه سعدان: “اللقاء أمام الإمارات سيكون تحضيريا قبيل دخول غمار المنافسة العالمية بأيام قليلة وأعتقد أننا أحسنا الاختيار بما أن منتخب الإمارات منتخب محترم جدّا ويشرفنا أن نتبارى معه” “سوف أعلن عن قائمة 30 يوم 4 ماي ” وكما كشفناه من قبل، فقد ضرب الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب موعدا للجميع يوم 4 ماي المقبل، كي يكشف عن قائمة اللاعبين “30” الذين سيكونون معنيين بالتربص الأول المقرر حتى الآن إقامته في مرتفعات سويسرا، واستطرد قائلا في هذا الشأن: “سأعقد يومها ندوة صحفية أكشف خلالها عن قائمة الثلاثين وذلك وفقا لما تنص عليه لوائح “الفيفا”، على أن أحسم في أمر قائمة 23 التي ستشارك في المونديال قبيل نهاية شهر ماي”. “ستكون مفاجآت بعد أن أجتمع مع أعضاء طاقمي في نهاية أفريل” وأصر معدّ تلك الحصة الرياضية على أن يكشف له سعدان عن المفاجآت التي لمح لها خلال آخر تصريحاته للصحافة الجزائرية من ليبيا عندما تنقل من أجل معاينة المنتخب المحلي أمام نظيره الليبي لحساب مباراة إياب تصفيات كأس إفريقيا للمحليين، لكن سعدان التزم اللغة التي يحفظها جيدا واكتفى بالردّ عليه قائلا: “المفاجآت ستعرف بعد أن أجتمع بأعضاء طاقمي الفني قبيل نهاية شهر أفريل، أي بعدما ننتهي من معاينة كل اللاعبين، حيث سنعقد اجتماعا نضبط خلاله قائمة “30” التي ستعرف بعض المفاجآت.” “لم أقل أبدا إن زياية لا يلزمنا وأتمنى أن يكون ضمن 23” وتطرق سعدان مجبرا إلى بعض الأسماء المرشحة لكي تكون ضمن تشكيلة “الخضر” في المونديال” المقبل، ومن بين هذه الأسماء التي أجبر على الحديث عنها، رأس حربة وفاق سطيف السابق عبد المالك زياية الذي نفى سعدان أن يكون قد قال بشأنه من قبل إنه يصلح للعب للأندية فقط دون المنتخب الوطني، وأضاف قائلا: “لم أدل بهذا التصريح، وأؤكد للمرة الألف أنه مهاجم مميز، بدليل ما يصنعه اليوم مع ناديه السعودي الإتحاد، حيث لازال يسجل أهدافا من أسبوع لآخر، ونحن بصدد متابعة ذلك باهتمام شديد، وأتمنى أن يكون معنا ضمن قائمة اللاعبين 23 التي ستمثل الجزائر في جنوب إفريقيا.” “لموشية متواجد ضمن قائمة 35 لكني اتخذت معه قرارا هاما” ومن بين الأسماء التي أجبر سعدان على الحديث عنها، اللاعب خالد لموشية الذي أبعد من المنتخب الأول كما هو معلوم بسبب الخلاف الذي نشب بينه وبين ناخبه في دورة أنغولا الإفريقية الأخيرة، وحتى يوضح الرؤية بشأنه قال عنه سعدان في تدخله للعربية: “لموشية يوجد ضمن قائمة 35 في الوقت الحالي، وقرار إبعاده سابقا لم يكن رياضيا، القرار اتخذته في أنغولا لأن اللاعب كانت لديه مشاكل شخصية، فردية، كانت هناك أمور مهمة تتعلق به، واتخذنا القرار الهام سويا لكي يرتاح قليلا ويستعيد إمكاناته، وأؤكد مرة أخرى هو يوجد حاليا ضمن قائمة 35”. “لأواصل إذن بزياني ومطمور وعنتر يحيى ما دمت نجحت تحت قيادتهم” وفي سؤال غريب وجريء نوعا ما من معد هذه الحصة الرياضية، حول صحة ما يروج له بشأن إعداد تشكيلة المنتخب الوطني طيلة الفترة الماضية من طرف الثلاثي “زياني، مطمور، عنتر يحيى”، ردّ سعدان بهدوء قائلا: “عامان ونصف وأنا أشرف على تدريب هذا المنتخب. فترة حققنا خلالها نتائج جيدة لم تخطر على بال أحد، بالوصول إلى المونديال والمربع الذهبي في نهائيات كأس إفريقيا، وإذا ما صحّ ما يشاع بأن اللاعبين الذين تم ذكرهم يعدون لي التشكيلة فأنا مستعد ومتحمس لكي أواصل بهم ما دمت قد نجحت تحت قيادتهم.” “لا مشاكل لي مع الوفاق السطايفي” وفي سؤال أغرب نوعا، توجه محاور سعدان بسؤال له حول صحة الأخبار التي تؤكد بأنه يواجه مشاكل عويصة مع وفاق سطيف، وقد نفى المسؤول الأول عن العارضة الفنية للمنتخب ذلك وقال: “لا مشاكل لي لا مع الوفاق ولا أي فريق آخر، الكل يعلم أني دوما أنتدب وأختار أفضل اللاعبين، سواء المحترفين أو المحليين، وبالتالي لا مجال لترويج مثل هذه الأخبار الكاذبة”. “المشكل الوحيد هو وجود العديد من لاعبي المنتخب على مقاعد البدلاء” وتطرق سعدان خلال تدخله إلى الحديث حول المشكل الذي يعانيه أغلبية لاعبينا المحترفون مع أنديتهم في مختلف البطولات الأوروبية، وقضائهم منذ نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة معظم الأوقات على مقاعد البدلاء، واعترف بأنه مشكل عويص يؤرقه كثيرا، ويجعله يفكر أكثر من المرة ألف في القرارات المناسبة التي لا بد أن يتخذها، قبل أن يستطرد قائلا: “أتمنى أن يزول في أقرب الآجال حتى يتمكن من لم يشاركوا كثيرا في الفترة الأخيرة، من ربح بعض المباريات في الأرجل، ومع ذلك سأكون مجبرا على إخضاع الجميع إلى تقييم طبي وتقني وبدني مع بداية التربص الأول، لكي أعد التشكيلة المناسبة وأتخذ القرارات الحاسمة بشأن الجميع”. “تراجعنا عن ضم فابر ومبولحي وسنكتفي بالحراس المحليين“ وبخصوص حراس المرمى الذين ينوي انتدابهم ضمن قائمة “30”، أكد سعدان أنه بمعية أعضاء طاقمه الفني تراجعوا كلية عن فكرة ضم الحارسين المغتربين ميكائيل فابر ومبولحي، وأنه سيكتفي بالحراس المحليين، مضيفا: “حاليا لدينا حارسين ضمنا مكانتهما رسميا (شاوشي وڤاواوي)، وقررنا أن يكون الثالث وكل من سيشارك في تربص سويسرا من البطولة الوطنية لأننا نملك حراسا ممتازين في بطولتنا”. “متفائل بمستقبل الجزائر وأكبر المتفائلين لم يحلم حتى في تأهلنا لأنغولا” في الأخير عبر سعدان عن تفاؤله الشديد بنجاح الجزائر في تمثيل الكرة العربية خاصة والإفريقية عامة أحسن تمثيل في مونديال جنوب إفريقيا، مؤكدا على أن الطموح والتفاؤل في ذلك حق مشروع لكل جزائري لم يكن يحلم من قبل حتى للتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا فما بالك المونديال، والآن وبعدما عبدت الطريق، فمن حق الجميع أن يحلم ويطمح للظهور بوجه طيب في جنوب إفريقيا، قبل أن يختم قائلا: “لا أدري الآن كيف سيأتيني اللاعبون بعد نهاية الموسم، ولذلك سأعد تقارير مختلفة لدى انطلاق التربص، لكي أعرف حالة كل واحد، على أن تتضح لي الرؤية جيدا بعدها حول مستقبلنا”، هذا وتجدر الإشارة إلى أن الحصة الرياضية التي بثتها قناة العربية تخللها تقرير مفصل عن المنتخب الوطني الجزائري وتحضيراته للمونديال قبيل بدايتها، قبل أن يكون لسعدان تدخل مباشر من على “البلاتو”. ----------- رغم تواجد مفتاح وشاقوري ضمن قائمة “30” سعدان يعوّل على توظيف مطمور في الرّواق الأيمن تعب المدرب الوطني رابح سعدان كثيرا في تعويض العناصر التي استغنى عنها، وفي ملء تلك المناصب التي ظلت شاغرة منذ لقاء صربيا الودي، وكان منصب الظهير الأيمن المنصب الذي أتعبه كثيرا، لا لسبب سوى لأن ذلك المنصب ظلّ شاغرا منذ الاستغناء عن صاحب الخبرة سليمان رحو...إذ صحيح أنّه واجه ذات الصعوبات في إيجاد ظهير أيسر أيضا، إلا أن تواجد لاعب من طينة بلحاج خفّف من الضغط عليه، لكن عدم اقتناعه بمردود أي ظهير أيمن من المدافعين الذين دوّنهم في كناشه وعاينهم لفترة طويلة، شكّل له وجع رأس حقيقي لم يشعر به من قبل سوى عندما كان هجوم المنتخب يعاني من انعدام الفعالية. شاقوري أو مفتاح أحد الحلول لكن مكانهما لم يضمن بعد وبغية الحدّ من هذا المشكل لم يجد المدرب الوطني من مفرّ سوى الاستنجاد بشاقوري المحترف في نادي “شارل لوروا” البلجيكي، وربيع مفتاح لاعب شبيبة القبائل، لاعبان تمّ تداول اسميهما بشدة منذ لقاء صربيا الودي من أجل تعويض الفراغ الذي تركه رحو، لكنهما لم يتألقا بالشكل الذي انتظره المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب، فشاقوري اكتفى طيلة الفترة الماضية بالمكوث على كرسي الاحتياط مع ناديه، وأجبر الطاقم الفني على معاينة أشرطة الفيديو المتعلقة بمبارياته مع ناديه البلجيكي، عوض المعاينة الميدانية التي كان يسعى سعدان ومساعدوه للقيام بها في كل أسبوع، ومفتاح هو الآخر تألق محليا مع فريقه شبيبة القبائل، لكنه فشل دوليا مع المنتخب المحلي، وقدم أداء عاديا في لقاءي ليبيا ذهابا وإيابا لحساب تصفيات كأس إفريقيا للمحليين، لكن الثنائي رغم ذلك وضع أعضاء الطاقم الفني أمام الأمر الواقع وخدمته ظروف استثنائية تتمثل في عدم تواجد أي ظهير أيمن يمكن الاعتماد عليه، فنال حتى الآن بطاقة التواجد في التربص الأول ب“سويسرا” على أن يفصل سعدان هناك في أعالي جبال هذا البلد في أمره إن كان سيحتفظ بواحد منهما، أم أنه سوف يستغني عن الثنائي كلية، وذلك على ضوء ما سيقف عليه من خلال الوجه الذي سيظهرانه عن كثب. يرى في مطمور الأنسب لذلك الرواق ولا يعني استدعاء شاقوري ومفتاح إلى تربص سويسرا أنهما حجزا لنفسيهما رسميا بطاقة التواجد في جنوب إفريقيا، لأنّ كل شيء سيبقى متوقفا على ما سيقدمانه هناك، ولأن سعدان تشاور مع مساعديه مؤخرا، واهتدى معهم إلى فكرة جيدة تسمح له بالتخلص من مشكل تلك الجهة نهائيا، فكرة ليست بجديدة ولا وليدة اليوم، لأن ذات الطاقم جسدها سابقا وجنى ثمارها، وذلك بالاعتماد على كريم مطمور المحترف في “بوريسيا مونشنغلادباخ” كلاعب رواق أيمن، يدافع عندما يهاجم الخصم، ويهاجم عندما تكون الكرة بحوزة المنتخب الوطني، لاسيما أن اللاعب لديه القدرات والإمكانات للقيام بهذه المهمة الصعبة التي تتطلب قدرات بدنية هائلة لا يمكن أن نجدها سوى عند مطمور. الجزائر تألّقت معه لمّا كان ينشط فيه وحقّقت نتائج جيّدة ولن يجد سعدان صعوبات كبيرة في رسم ما يفكر فيه على أرض الواقع، لأن أمور المنتخب الوطني كانت تسير في الطريق الصحيح يوم كان يعتمد على مطمور كلاعب رواق أيمن، وذلك طيلة التصفيات المزدوجة المنقضية لكأس العالم وكأس إفريقيا 2010، حيث كان يوظفه في ذلك الرواق وفقا لكل خطة ينتهجها، والنتيجة في نهاية المطاف، كانت انتصارات متتالية، ونتائج باهرة، وخسارة في لقاء وحيد جرى في ظروف استثنائية هناك بمصر، إذ أن مطمور تجاوب مع ذلك المنصب بشكل إيجابي، وكان يدافع ببسالة وقوة، مثلما كان يهاجم ويساهم في الأهداف المسجلة سواء ضد مصر أو زامبيا أو غيرهما، لكن سعدان تورّط منذ تنحيته من تلك الجهة اليمنى، وها هو اليوم يتباحث مع مساعديه حول أمر إعادته إلى ذلك المنصب الجديد القديم عليه في آن واحد، ويبقى في النهاية أن نؤكد أن كل شيء سيبقى متوقفا على ما سيظهره الثنائي شاقوري ومفتاح خلال تربص سويسرا، فتألقهما وبروزهما سيعفي سعدان، أما المرور جانبا والفشل في إقناعه فذلك سيعجل بعودة مطمور إلى الدفاع والهجوم ومساعدة لاعبي الوسط في الرواق الأيمن، عوض الاكتفاء باللعب كجناح أيمن مثلما كان عليه الحال في دورة أنغولا الإفريقية.