لم يتمكن وداد بن طلحة أمسية أول من الصمود ورفع التحدي في بسكرة أمام الإتحاد المحلي وعاد يجرّ أذيال الهزيمة وبنتيجة ثقيلة (3-1)، وهي النتيجة التي كانت متوقعة من طرف محبي الفريق لاعتبارات عديدة، أبرزها الغيابات النوعية التي مست أكثر من 7 ركائز أساسية في تشكيلة المدرب ياحي. وعقب هذا الإخفاق المرّ والثالث عشر في بطولة الموسم الحالي، تقلصت حظوظ الوداد في ضمان البقاء قبل 3 جولات فقط عن نهاية البطولة، بالنظر إلى مخلفات الجولة أمسية الجمعة الماضي التي تميّزت بانتفاضة الأندية المعنية بالسقوط وتقلص فارق النقاط الفاصل بين الوداد وثاني المهدّدين بالسقوط مولودية بجاية إلى ثلاث نقاط فقط بعدما كان 6 نقاط كاملة في الجولة السابقة. الهزيمة كانت متوقعة وفضلا عن المعطيات التقليدية للمواجهة التي كانت ترشح «أبناء الزيبان» للظفر بالنقاط الثلاث، فإن الغيابات الكثيرة التي مست أكثر من 7 ركائز أساسية في حسابات المدرب ياحي إلى جانب الخروج الاضطراري لكل من بولعراس وطوبال بسبب الإصابة في ال 20 دقيقة الأولى من بداية اللقاء، جعلت مهمة رفاق لزاريف في العودة بنتيجة إيجابية تبدو مستحلية وهو ما تجلى من خلال تواضع أداء عناصر الوداد طيلة 90 دقيقة التي لم يتمنكوا فيها من تهديد مرمى حارس أصحاب الأرض سوى في مناسبتين، الأولى أثمرت بهدف التعادل في (د49) من المرحلة الأولى حمل توقيع بوعافية، والثانية كانت بواسطة تسديدة بوجنوية في الأنفاس الأخيرة من المباراة، وبعدما كان المحليون قد حسموا الأمور لصالحهم بثلاثية كاملة عكست رغبة «البساكرة» في تحقيق الفوز لإنعاش حظوظهم في ضمان البقاء. صمود الشبان لم يدم أكثر من شوط ولم يدم صمود شبان الوداد الذين استنجد بهم ياحي خلال هذه المواجهة في صورة كشيط، بوجنوية، قرباج، حميدي، بوعافية لتعويض دعائم التشكيلة أكثر من شوط واحد فقط انتهى على وقع التعادل الإيجابي، قبل أن تنفلت الأمور من قبضة بوجنوية ورفاقه في المرحلة الثانية التي شهدت انهيارا كليا لعناصر الوداد التي لم تتمكن من مسايرة وتيرة المباراة والضغط المكثف الذي فرضه أصحاب الأرض خلال هذه المرحلة، الأمر الذي سمح للهداف مرازقة ورفاقه باستعراض عضلاتهم واستعادة نشوة الانتصارات التي غابت عنهم لأسابيع عديدة فوق أرضية ميدانهم، أمام غياب شبه تام لردّ فعل أشبال ياحي الذين كانوا بمثابة الحاضرين الغائبين فوق أرضية ميدان ملعب العالية. أداء الدفاع كارثي واصلت عناصر خط الدفاع تقديم عروضها الكارثية خلال مواجهة أول أمس، إذ تتحمل وبنسبة كبيرة مسؤولية الأهداف الثلاثة التي لم يجد جربوع في (د45)، مرزاقة (د50) ولخضاري في (د65) أسهل من وضعها في شباك الحارس العائد إلى التشكيلة الأساسية هارون سليماني، في حين أن العناصر البديلة على مستوى الخط الأمامي وفي ظل الغياب الإضطراري للهداف شريف رابطة، كشفت أنها بحاجة إلى «رقية صحيحة» أكثر من أي شيء للاهتداء إلى شباك المنافسين. نتائج الجولة 31 لم تخدم الوداد إذا كان الحظ كثيرا ما ابتسم لتشكيلة الوداد في الجولات السابقة في ظل الإخفاقات المتكرّرة للأندية المعنية بالسقوط، فإن مخلفات الجولة 31 التي لعبت أول أمس جاءت مخيّبة بالنظر إلى الانتصار الذي عادت به سكيكدة من العاصمة أمام بارادو، والفوز الثمين الذي حققته «الموب» أمام «السنافر» بشق الأنفس في الدقائق الأخيرة، وتعادل أرزيو في قسنطينة أمام المولودية المحلية. وهي النتائج التي حتى وإن أبقت وضعية الوداد في جدول الترتيب على حالها بمجموع 37 نقطة، فإنها من جهة أخرى قلصت فارق النقاط بينه وبين الفريق الثاني المهدّد بالسقوط مولودية بجاية إلى ثلاث نقاط فقط، وهو ما من شأنه أن يفرض المزيد من الضغط على أشبال ياحي المطالبين بعدم تضييع أيّ نقطة في المواجهتين المتبقيتين في ملعب براقي أمام القبة و»السنافر»، والتفاوض جيدا في تيموشنت أمام الشباب المحلي، تفاديا لحدوث أيّ مفاجأة قد تعيد الفريق إلى جحيم قسم ما بين الرابطات. بوعافية يوقع الأول وأول مشاركة ل درواز أساسيا يبقى أهم ما ميز مواجهة بسكرة بالنسبة للوداد هو توقيع المدافع الشاب بوعافية هدفه الأول بألوان الوداد خلال هذا الموسم، إلى جانب المشاركة الأولى للمهاجم الشاب أسامة درواز أساسيا الذي لم يسعفه الحظ في زيارة شباك حارس بسكرة وتوقيع أول أهدافه بألوان الوداد بالرغم من تحركاته الكثيرة خلال المباراة التي أربكت دفاع بسكرة في العديد من المناسبات.