رغم انشغاله بإنشاء مدارس للكرة وهو النشاط الذي يقوم به مع فريق جبهة التحرير الوطني، حيث كان أمس في مدينتي باتنة وبرج بوعريريج، إلا أن رشيد مخلوفي اللاعب الأسطوري لسانت إيتيان الفرنسي رحب بنا، وأجاب عن أسئلتنا بصدر رحب مؤكدا أنه غير مرتاح لوضع الكرة الجزائرية الحالي.. كيف هي أحوالك رشيد؟ بخير على ما يرام، أنا متواجد حاليا في البرج (الحوار أجري مساء أمس)، رفقة فريق جبهة التحرير في إطار مشروع يتعلق بالتكوين، والبحث عن المواهب الموجودة في التراب الوطني، قمنا بجولات في ولايات عديدة، مثل باتنة، وسطيف وبجاية، أتمنى أن تساعدونا في هذه المهمة من خلال الإشهار لها، خاصة أن الأمر يتعلق بالتكوين الغائب عن ثقافتنا الكروية. إذن تحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه على هذا الصعيد؟ لا يمكن أن نصلح ما لم يتم العمل عليه من قبل، لكننا نمنح دفعا ولو صغيرا لهؤلاء الشبان، خاصة أن التكوين هو آخر اهتمامات رؤساء النوادي الجزائرية، فهم يفكرون في كل شيء إلا في هذا الجيل الصاعد. تبدو غير سعيد لوضع الكرة الجزائرية. لست سعيدا كثيرا نعم، لم نحضّر شيئا للمستقبل، أنا متفائل من عادتي، لكني لا أكذب على نفسي، بكل واقعية ليس لنا خلف، ولا لاعبون، انظروا الى المنتخب الوطني، لقد تكوّن كله في مدارس تكوين أجنبية، تمنيت لو كنا نلعب بإنتاجنا اليوم، ونحقق به أفضل النتائج حتى نفتخر بذلك، على كل حال تلزمنا ثورة كبيرة في كرة القدم الجزائرية للخروج من الأزمة التي نعيشها. هل ترى أننا نعيش أزمة في الوقت الراهن؟ تقريبا نعم، نحن بحاجة إلى أرضية صلبة نبني عليها مستقبلنا، بحاجة الى ثقافة رياضية جديدة، بحاجة الى إنتاجنا الوطني، بحاجة الى إخراج لاعبين من أعلى طراز، ماذا ينقصنا مقارنة بالأوربيين حتى لا يكون لنا أيضا مدارس في المستوى، ولاعبون يظهرون في البطولة الوطنية للعب في أوروبا ويقودون إنجازات المنتخب، ثم لماذا مستوى لاعبينا لا يصل الى مستوى ما نراه في أوروبا، أنا أقول أنه حتى لو نفوز في المغرب فهذا لا يعني أن الكرة الجزائرية بخير. لماذا هذا التشاؤم؟ أنا دائما متفائل ولكنني أتمنى من أعماق قلبي انطلاقة حقيقية للكرة الجزائرية، وعهدا جديدا، نسيطر فيه على القارة، وفي مكالمة هاتفية لا يمكن أن أشرح لكم وجهة نظري في هذا الموضوع، لأنها قضية طويلة وعريضة، تحتاج الى وقت. عودة الى مباراة المغرب، كيف تنظر الى حظوظ المنتخب الوطني فيها؟ المباراة صعبة على الطرفين، وفي مباريات من هذا النوع يمكن توقع كل شيء، لأنها داربي يمكن أن يحصل فيه كل شيء، فقد تحسم نتيجة اللقاء بكرة ثابتة، أو حتى بخطأ من الحكم أو لاعب يسجل ضد فريقه، أتوقع كل شيء في اللقاء بما في ذلك عودة المنتخب الجزائري بانتصار. البعض يرى أن الضغط على المغاربة، ما رأيك في هذا الكلام؟ كلام فارغ ولا معنى له، حتى نحن مطالبون بالفوز، هل سيلعبون هم لأجل الانتصار فيما سنلعب نحن لقاء استعراضيا؟ لا يجب أن نخدر عقول اللاعبين بهذا الكلام خاصة أنتم الإعلاميين رجاء، وحتى تصريحاتهم لا يجب أن تكون في هذا الإطار، عليهم أن يعرفوا أنهم سيجدون ضغطا كبيرا على عاتقهم من قبل الجمهور المغربي الذي لن يتوقف عن دعم منتخب بلاده الى الدقيقة الأخيرة من اللقاء، لا يجب أن نخطئ فمهمتنا لن تكون سهلة. هل تحس أننا قادرون مع المدرب بن شيخة على تحقيق انتصار؟ لمَ لا، كل شيء ممكن، لكن أركز فقط على فكرتي بأنه حتى لو ننتصر فهذا لا يمنعنا من القيام بثورة على كل المستويات في الكرة الجزائرية من أجل رفع المستوى، أنا رجل واقعي ودائما ما كنت هكذا، لا يمكننا الذهاب بعيدا بالطريقة التي نفكر بها، علينا أن نضع اليد على الجرح، ونبحث عن إيجاد حلول دائمة وليست مؤقتة. نبرتك سيد رشيد توحي بعدم ارتياحك لواقع كرتنا.. فقط لأنني أتمنى غدا أفضل للكرة الجزائرية التي تستحق كل التقدير، بتاريخها، حاضرها ولمَ لا مستقبلها.