نشرت : المصدر جريدة الشروق الخميس 04 فبراير 2016 10:56 أفادت مصادر مطلعة، أن درجة الجشع بلغت ذروتها وسط كبار تجار الخضر والفواكه بسوق الجملة بالكرمة بوهران، حيث أكدت التحقيقات أنه يوميا يتم التخلص من فائض المنتوج الفلاحي، ورميه في المزبلة عن بيعه بأثمان بخسة، وهي إستراتيجية معروفة ينتهجها كبار التجار ووكلاء البيع لمقاومة انهيار الأسعار وحماية تجارتهم من الضربات الموجعة، وإبقاء الهيمنة على السوق، حيث يتم التخلص بشكل يكاد يكون يومي على ما يزيد عن 10 أطنان من الخضر والفواكه التي يأتي بها الفلاحون من أراضيهم الفلاحية الكائنة بمستثمرات مستغانم وعين الدفلى وغيرها. وأرجع أحد التجار سبب هاته التصرفات إلى التلف الذي يلحق بالمنتوج في غياب ظروف التخزين الفعالة، حيث تتحول الطماطم والبطاطا مثلا إلى عجينة نتنة بعد تأثرها بالحرارة الناتجة عن تكدس أطنان منها و لنتيجة هي تلف المنتوج فيكون الحل، هو التخلص منها برميها في المفرغة التابعة للسوق البلدي الكائن بالكرمة، وعن سؤال حول سبب عدم اختيار التجار توجيه تلك الكميات للمطاعم التي تعنى بإطعام الفقراء والمعوزين، أكد المتحدث أن أي تاجر يرفض تحمل مسؤولية تسمم المواطنين في حال تأثرهم بتلك المنتوجات التي لحقها الضرر . يحدث هذا في الوقت الذي لاتزال الخضر والفواكه تحافظ على أسعارها الملتهبة، التي أزعجت السواد الأعظم من المستهلكين، الذين وجدوا صعوبة كبيرة في ملء القفة بالنظر للغلاء الفاحش، حيث بلغ البصل عتبة ال100 دينار، بينما لم تنزل الطماطم عن 80 دينارا وحتى البطاطا تروج بأغلب الأسواق بين 50 و60 دينارا دون الحديث عن الفاصولياء الخضراء، التي فاق سعرها 300 دينار، مما دفع بالكثير من الباعة عدم جلبها لتفادي الحرج، ونفس الشيء مع الجلبان، الذي ورغم موسمه الأصلي، إلا أن سعره لم ينزل عن 170 دينار للكيلوغرام، وحتى الفواكه لم تسلم من موجة الزيادة بحيث يفوق سعر البرتقال 220 دينار، بينما الموز يباع ب200 دينار؛ وهي أسعار ليست في متناول الجميع حسب ما اكده لنا عدد كبير من المواطنين من ولايات مختلفة . [icon-tags]