تشهد سوق الجملة للخضر والفواكه ببلدية البوني التي تعتبر الممون الرئيسي لأسواق عنابة، سكيكدة الطارف، قالمة، سوق أهراس وتبسة، ارتفاعا فاحشا للأسعارمنذ حلول شهر رمضان الكريم بسبب «التهافت» المنقطع النظير للتجار والوسطاء التونسيين الذين أضحوا يمارسون نوعا من الاحتكار على بعص المنتوجات في غياب مصالح الرقابة مثلما أشار إليه بعض العارفين بخبايا السوق. وخلال جولة ميدانية قادت «البلاد» إلى سوق الجملة للخضر والفواكه ببلدية البوني، لمسنا التهاب أسعار معظم الخضر والفواكه، حيث ارتفعت إلى الضعفين فيما عرفت أخرى استقرارا نسبيا. ويبقي التمر الأكثر طلبا أمام نقص العرض حيث ارتفع سعره في سوق الجملة ليتراوح بين 300 و400 دج. حركة دؤوبة تميز السوق الجهوية المعروفة بسوق المنفعة الوطنية خلال هذا الشهر الكريم بالنظر للحجم الكبير من الشاحنات التي ترتاده يوميا بغرض البيع والشراء، حيث يستقبل أكثر من ألف شاحنة محملة بكل أنواع الخضر والفواكه يوميا، وقفنا على التهاب أسعار معظم المعروضات على غرار العنب والتفاح وبعص الخضر الضرورية كالطماطم والبطاطا والفلفل بأنواعه حيث يسيطر عليها مضاربون بتواطؤ مباشر مع بارونات التهريب وتجار من تونس مثلما أكدته مصالح الجمارك التونسية التي تمكنت قبل يومين من حجز أطنان من الموز والتفاح المهرب من سوق البوني الجهوي للخصر والفواكه. وتشهد أثمان البطاطا والخس استقرارا الأمر الذي أرجعه تجار الجملة إلى توفر هذا أثر على قانون السوق، حيث لا يتجاوز سعر الطماطم عتبة 50 دج أما البصل فتراوحت أسعاره بين 14 و16 دج بالنسبة للقادم من قالمة، في حين ارتفع سعر البصل «السكيكدي» إلى 17 دج فهو الأحسن من حيث النوعية على حد تعبير التجار وقابل للتخزين. أما الكوسة المعروف عن أن أسعارها ترتفع إلى حدود جنونية خلال رمضان فقد استقر ثمنها عند 35 دج لكن كواليس السوق تتحدث عن رفع فلاحي ولاية قالمةوعنابة سعر البيع إلى 50 دج في الحقل وهو ما يجعل التجار يتوقعون ارتفاع أسعارها في الأيام القليلة القادمة. وقد قدر سعر الفاصولياء أمس ب120 دينار، والطماطم ب35 دينار، أما الليمون فقدر ثمنه ب160 دينار للكلغ والجزر ب40 دينارا، والفلفل الحار تراوح سعره ما بين 50 و70 دينارا. أما منتوج الخس أو السلاطة فهو قليل بالسوق الأمر الذي أرجعه العارفون بخباياه إلى ارتفاع درجات الحرارة وتلف المنتوج بسرعة الأمر الذي يجعل التجار يسوقونه في الساعات الأولى من الصباح بسعر يصل إلى 60 دج قبل أن ينخفض إلى 40 دج في منتصف النهار، أما الفلفل الأخضر فقد انخفض سعره. وعن الفواكه فإن الأسعار يصفها التجار بالمقبولة بعد أن انخفض سعر الفواكه الموسمية، فالعنب يتراوح سعره بين 80 و90 دج، التفاح المحلي بين 50 و70 دج حسب نوعيته أما المستورد يبقي الأغلى ثمنا ب170 دج، الإجاص الذي دخل حديثا السوق استقر ثمنه في حدود 60 دج لتبقي «النيكتارين» من النوعية الجيدة تتصدر قائمة أسعار الفواكه ب10 دج للكيلوغرام الواحد التي تعد فاكهة هجينة بين الخوخ والبرقوق. وأوضح تجار من السوق أن هذه السلع انخفضت خلال اليومين الماضيين بعد تشديد الرقابة على المسالك الحدودية بالطارف من طرف وحدات الدرك الوطني بعد حجز مصالح الجمارك لعدة شاحنات محملة بالخصر والفواكه مما شكل ضربة للمهربين.