هي أيام عصيبة تلك التي يمر بها الناخب الوطني السابق عبد الحق بن شيخة منذ الرابع جوان تاريخ تعرضه مع المنتخب الوطني للخسارة المذلة أمام المنتخب المغربي في مراكش، الخسارة في حد ذاتها كانت صدمة قوية للمدرب الشاب دون الحديث عن الصدمات المتتالية التي لاحقته بدفعه للاستقالة من طرف الرئيس روراوة وموقف الصحافة التي هاجمته بشدة وحمّلته المسؤولية، دون أن ننسى موقف الأنصار وحتى بعض الأصدقاء ممن حمّلوه المسؤولية كاملة في مهزلة مراكش، لأجل كل هذا اعتكف المدرب السابق للنادي الإفريقي بمنزله في بوزريعة بأعالي العاصمة متفاديا نظرات وتعاليق الناس التي لا ترحم، قبل أن يستقل الطائرة اليوم كما هو مقرر باتجاه تونس من دون أن يكشف إن كان ذلك لأهداف شخصية أم عملية. اعتكف في منزله ولم يخرج إلا نادرا ويقول مقربون من الناخب الوطني السابق إنّ حالته النفسية صعبة جدا فهو لا يغادر منزله في بوزريعة إلا نادرا ويفضل الاعتكاف فيه ليبتعد كما قلنا عن نظرات الناس وتعاليقهم التي حتما لن تكون ظريفة، وفي منزله كان يستقبل أصدقاءه الذين تعوّد على الاجتماع بهم في المقهى القريب من ملعب الأبيار المكان الذي كان يقضي من قبل كل وقت فراغه فيه، وتضيف مصادرنا أنّ بن شيخة لم يذهب إلى هذا المقهى سوى مرة واحدة ولم يتأخر في العودة لمنزله، حيث يحاول قدر المستطاع تفادي مطالعة الجرائد والأخبار لكثرة ما فيها من انتقادات جارحة في حقه كانت تصله مع ذلك عبر أصدقائه الذين كانوا ينقلون له مختلف التصريحات والتعاليق التي صدرت في حقه، في حين أن رقم هاتفه النقال دائما خارج الخدمة ويفضّل وضع الترميز عليه فلا يجيب على المتصلين به. مستاء من روراوة ومن كاوة أيضا ولا يبدي بن شيخة استياءه من سيول الانتقادات التي تلاحقه بقدر ما هو مستاء من موقف رئيس الاتحادية محمد روراوة قبل المباراة وبعدها، فمصادرنا تقول إنّ بن شيخة كان مغتاظا جدا من رئيس "الفاف" بسبب تدخله المتواصل في صلاحياته لدرجة أنّ روراوة كان يستفسره حتى عندما يتم تأخير موعد وجبة الغداء على سبيل المثال، كما كان في قمة الغضب منه في إسبانيا بعد أن تعرض بن شيخة لانتقادات وشتائم من الأنصار الغاضبين بسبب إغلاق التدريبات في وجوههم والذين لما تحوّلوا إلى روراوة ليشتكوا له لم يتردّد الخير في تحميل المسؤولية للمدرب وقال إنه كان صاحب القرار دون أن يحاول تهدئتهم وتوعيتهم بأهمية ترك اللاعبين يركزون، كما أنّ ما حدث بعد المباراة وقضية دفع بن شيخة للاستقالة وتّر العلاقة أكثر خاصة أنّ رئيس "الفاف" لم يعد الاتصال بمدربه من ذلك اليوم كما وعده في وقت سابق وتجاهله تماما، لكن ما حزّ في نفسية بن شيخة أكثر كان موقف مساعده الأول عبد النور كاوة الذي لم يبد أي تضامن معه وهو الذي أعاده للمنتخب ووافق على التحوّل للعمل في مركز سيدي موسى في الوقت الذي كان ملزما بالتضامن معه وتقديم استقالته هو الآخر على غرار مساعد بن شيخة الثاني محمد شعيب. العروض لا تنقصه وتلقى اتصالا جديدا من الكويت لقد عاش بن شيخة وضعية مماثلة في أول تجربة له للعمل كمدرب رئيسي لما أشرف على شباب بلوزداد سنة 2000 بعد أن أقال الرئيس محمد لفقير المدرب الراحل مراد عبد الوهاب، وقتها بن شيخة وبعد أن حقق نتائج مقبولة جدا منها فرضه للتعادل على اتحاد العاصمة في بولوغين بعشرة لاعبين تعرض لانتكاسة كبيرة في تيزي وزو لمّا خسر يومها (4-0)، وكان الأمر صدمة له حتى أنه اعتكف في منزله وقتها وقبل بصعوبة العودة للعمل مع بن زكري الذي عيّنه لفقير كمدرب رئيسي معه، لكن بن شيخة لم ييأس وعاد أكثر قوة بعد ذلك حتى صار مدربا ل "الخضر"، هذا ما يريد أن يحققه الآن من خلال تجربة جديدة أغلب الظن أنها ستكون في الخليج العربي، مصادرنا تقول إنّ المدرب السابق لنادي التضامن القطري سابقا (أم صلال حاليا) تلقى عروضا عديدة من أندية في قطر، الإمارات والسعودية، لكن العرض الأكثر جدية وصله من أحد الأندية الكويتية (دون أن يكشف مصدرنا عن اسم النادي)، وسيعمل بن شيخة بعد عودته من تونس على دراسة هذه العروض قبل اختيار الأنسب له وخوض تجربة جديدة قد تعيد له الاعتبار.