الأنصار يثورون على بن شيخة ويتحسرون على أيام سعدان لم يتجرع أنصار المنتخب الوطني الذين حضروا اللقاء بملعب مراكش الخسارة الثقيلة والمذلة لكتيبة عبد الحق بن شيخة الذي وصلته الرسالة مباشرة صريحة وواضحة، من محبي الخضر الذين رشقوه بمختلف المقذوفات من على المدرج الخاص بأنصار الخضر. مراكش: نورالدين تليلاني الجمهور الجزائري العريض الذي غصت به مدرجات ملعب مراكش لم يصدق ما حدث لمنتخبنا الوطني الذي سافر إلى المغرب بمعنويات فوق السحاب وبتفاؤل، جعل السواد الأعظم من الجزائريين يتوعد المغاربة بهزيمة ثقيلة تخرجهم من رواق التصفيات، لتكشف حقيقة الميدان واقعا مغايرا رجح كفة الأسود التي استفادت جيدا من درس عنابة وثرت لهزيمة لا يزال المغاربة يتحدثون عنها ويبحثون عن تفسير لها. فقبل إعلان الحكم الإيفواري ديزيري دوي نوماندييز صافرة النهائية تعالت أصوات الجمهور الجزائري من على المدرجات مطالبة الجنرال برمي المنشفة والرحيل، حيث حملوه دون سواه مسؤولية هذه المهزلة، على حد تعبير حميد أستاذ بجامعة قسنطينة والذي أشار مباشرة إلى بن شيخة، وهو يردد هذا المدرب لا يستحق الإشراف على منتخب مونديالي أخرج الجزائريين إلى الشوارع فرحا بانجازاته، مضيفا عليه أن يرحل ولا يتسبب لنا في مزيد من النكسات والمهازل. وفي الوقت الذي غادرت مجموعة كبيرة من الأنصار المدرجات وسط صدمة وحسرة بادية على الوجوه قبل ربع ساعة من نهاية "المهزلة" ، انزوى شاب مغترب حضر من مدينة ميلوز الفرنسية قبالة منصة الصحفيين وأمسك رأسه بيديه وهو يذرف الدموع في منظر حرك مشاعر الجميع، وسط هذا الديكور الحزين واصل الأنصار الغاضبون رشق الناخب الوطني بقارورات المياه المعدنية والغازية التي كانت بحوزتهم، وهم يرددون "بن شيخة ارحل" . و لدى خروجنا من الملعب بعد منتصف الليل وجدنا مجموعة كبيرة من الأنصار ، ساخطة وفي قمة الغضب من تجرعها خسارة ليس لديها ما يبررها حسبهم، فقد تحدث إلينا وسط أزيد من عشرين مناصرا يقاسمونه الغضب والاستياء بقوله: " ما ذا حمل لنا بن شيخة منذ قدومه غير الهزائم ووجع الرأس، فما كدنا ننسى مهزلة بانغي حتى حطم نفسيتنا وقتل الأمل فينا بخسارة تاريخية تجعلنا نضع رؤوسنا في الأرض" وبلهجة حادة أردف هذا المناصر " لقد راوغ الجميع وظل منذ مدة طويلة يوجه سهامه للشيخ سعدان وينتقده والنتيجة ها هي أمامكم لا أسلوب لعب جديد ولا لاعب محلي ولا هم يحزنون، لقد أعاب على سعدان تحفظه وميله للدفاع فبهدلنا برباعية يتحمل مسؤوليتها". انتقادات واستفهام وتحسر على أيام سعدان أنصار المنتخب الغاضبون أجمعوا على أن سبب المهزلة الناخب الوطني عبد الحق بن شيخة وتحسروا على أيام الشيخ رابح سعدان الذي لا زال يحظى بحبهم وثقتهم ، فأكدوا بأن الشيخ ما كان لينهزم بهذه النتيجة " الشيخ بركة كبيرة ويعرف حدود وإمكانات لاعبيه وفريقه وفي مقابلات كبيرة كهذه يغلق اللعب ويرفع شعار التعادل مضمون والفوز ممكن" ، في حين ذهب بعض الأنصار إلى توجيه انتقادات لاذعة للمدرب بن شيخة متهمين إياه بالفشل في اختيار اللاعبين والخطة " لقد فشل في قراءة المباراة والمنافس، وقادته فلسفته إلى الهاوية فعنتر يحيى لم يكن في يومه ولعب أساسيا، رغم أن بوزيد قطع الهواء عن الشماخ في لقاء عنابة، كما أن بودبوز (راه يطير مع سوشو) فأجلسه على كرسي الاحتياط ، وأقحم قادير العائد من إصابة في مركز لم يسمح له بتقديم الدعم المنتظر لجبور المعزول، ثم لما لم يراهن على هداف البطولة الوطنية هلال سوداني وهو الذي كان يتعهد بإعادة الاعتبار للاعب المحلي" قال مناصر وهو في قمة التأثر والانفعال في مكان توقف الحافلات قبالة الملعب. والجميل في سهرة السبت أن أنصار الخضر غادروا الملعب في هدوء ولم يردوا على استفزاز بعض المغاربة الذين ظلوا على طول الطريق يلوحون بأصابعهم الأربعة في إشارة إلى نتيجة المباراة، ولم يردوا حتى على بعض المراهقين الذين رشقوا إحى حافلات الجمهور الجزائري غير بعيد عن الملعب، ليتجه الجميع إما إلى الفنادق أو إلى محطة القطار متجهين إلى الدارالبيضاء في انتظار رحلات عودتهم إلى الجزائر على وقع هزيمة حطمت معنوياتهم وأرهقتهم كثيرا بعد أن عاشوا أياما جميلة في مراكش يتفاخرون بزياني ورفاقه ويتوعدون المغاربة بخسارة للأسف غيرت المعسكر في ليلة حزينة لن ينساها محبو الخضر .